منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح حديث " احفظ الله يحفظك" لابن رجب الحنبلي رحمه الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-01, 20:57   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أم عبد الله جزائرية
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أم عبد الله جزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










B18

-----------------------------------------------------------------------------
قال الفضيل : والله لو يئستَ مِنَ الخلق حتَّى لا تريد منهم شيئاً ، لأعطاك مولاك كُلَّ ما تُريد . وذكر إبراهيمُ بن أدهم عن بعضهم قال : ما سأل السائلون مسألةً هي ألحلفُ مِنْ أنْ يقولَ العبدُ : ما شاء الله ، قال : يعني بذلك التَّفويض إلى الله عز وجل . وقال سعيدُ بن سالم القداح : بلغني أنَّ موسى u كانت له إلى الله حاجةٌ ، فطلبها ، فأبطأت عليه ، فقال : ما شاء الله ، فإذا حاجتُه بَيْنَ يديه ، فعجب ، فأوحى الله إليه : أما علمتَ أنَّ قولَك : ما شاء الله أنجحُ ما طُلِبَتْ به الحوائج
وأيضاً فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفرج ، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه ، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة ، وقال لها : إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ ، وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء ، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء ، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب ، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله .
قال وهب : تعبَّدَ رجل زماناً ، ثم بدت له إلى الله حاجةٌ ، فصام سبعين سبتاً ، يأكلُ في كُلِّ سبتٍ إحدى عشرة تمرة ، ثم سأل الله حاجته فلم يُعطَها ، فرجع إلى نفسه فقال : منك أُتيتُ ، لو كان فيك خيرٌ ، أعطيت حاجتك ، فنَزل إليه عند ذلك مَلَكٌ ، فقال : يا ابنَ آدم ساعتُك هذه خيرٌ من عبادتك التي مضت ، وقد قضى الله حاجتك . خرَّجه ابن أبي الدنيا .
ولبعضِ المتقدمينَ في هذا المعنى شعرٌ :

عسى ما ترى أنْ لا يَدومَ وأنْ تَرَى *** لهُ فَرجاً مِمَّا أَلحَّ به الدَّهرُ
عَسى فَرَجٌ يأتِي به الله إنَّه *** لَهُ كُلَّ يَومٍ في خَليقتِهِ أَمْرُ
إذا لاح عسرٌ فارجُ يُسراً فإنَّه*** قَضَى الله أنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ اليُسرُ


>>>> تَّم بحمد الله وتوفيقه ،، منقول من شبكة الإمام الآجري










رد مع اقتباس