الإخوان المسلمون ونواب صفوي الثوري الإيراني مؤسس حركة (فدائيان إسلام):
بدعوة من الإخوان المسلمين قام بزيارة مصر نواب صفوي مؤسس الحركة الشيعية الثوريَّة (فدائيان إسلام) المناوئة لحكم الشاه آنذاك.
يقول سالم البهنساوي أحد مفكري الإخوان المسلمين:”منذ أن تكوَّنت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنَّا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدَّى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1954 للقاهرة”، ثم قال:”ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تُؤدِّي إلى هذا التعاون” [(السُّنَّة المفترى عليها)ص57].
وقد قوبل نواب صفوي بحماس شديد وترحيب حار من قبل الإخوان المسلمين الذين أرادوا توطيد علاقتهم بهذه الحركة الشيعية الإيرانية المنهاضة للشاه في تلك الفترة.
يقول عباس السيسي أحد قياديِّ الإخوان المسلمين:”وصل إلى القاهرة في زيارة لجماعة الإخوان المسلمون الزعيم الإسلامي نواب صفوي زعيم فدائيان إسلام بإيران، وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال، وقام بإلقاء حديث الثلاثاء، فحلق بالإخوان في سماء الدعوة الإسلامية وطاف بهم مع الملأ الأعلى، وكان يردد معهم شعار الإخوان: الله أكبر” [(في قافلة الإخوان المسلمين)ج2 ص159].
ومع تعصُّب نواب صفوي لمذهبه وحماسه الشديد لحركته الثورية ذلك الذي جرَّه إلى أعمال عنف عديدة من تصفيات واغتيالات؛ فقد كان ذا صيت لامع عند الإخوان المسلمين وكانوا يُضفون عليه هالات المديح والثناء، فقد كان في نظرهم شابًّا سياسيًّا ثوريًّا يريد الوقوف أمام الظلم والاستبداد، وهذه هي المساحة المشتركة بين الطَّرفين، وكان الإخوان ينطلقون في تدعيم هذه المساحة المشتركة وتأييد صفوي وثورته من قاعدتهم: (نتعاون فيما اتَّفقنا عليه)، وحينئذٍ فما وراء هذه المساحة المشتركة من أعمال عنف وتطرُّف وطائفية تصدر من صفوي فيُمكن أن يَتعامل معه الإخوان وفقًا للجزء الثَّاني من قاعدتهم: (ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه)!
فها هو محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع للإخوان المسلمين يصف نواب صفوي بالزعيم الإيراني المسلم الشهيد [(حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر)ص98].
ويقول عنه فتحي يكن أحد زعماء الإخوان المسلمين في لبنان:”شاب متوقد إيمانًا وحماسةً واندفاعًا، بلغ من العمر تسعة وعشرين عامًا، درس في النجف في العراق، ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار، أسس في إيران حركة (فدائيان إسلام) التي تؤمن بأن القوة والإعداد في سبيل تطهير الأرض المسلمة من الصهيونيين والمستعمرين” [(الموسوعة الحركية) ج1 ص163].
لقد كانت علاقة نواب صفوي بالإخون المسلمين علاقة قوية وطيدة ذلك الذي جعل راشد الغنوشي يصف منظمة (فدائيان إسلام) بأنها امتداد للإخوان المسلمين [(مقالات حركة الاتجاه الإسلامي)].
وجعل صفوي نفسه يقول بالمقابل في زيارةٍ له إلى سوريا أمام حشد من السنة والشيعة:”من أراد أن يكون جعفريًّا حقيقيًّا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين” [(إيران والإخوان المسلمون) عباس خامه يار ص225].
وقد نعاه الإخوان المسلمون بعد أن أُعدم بسبب محاولة اغتيال رئيس الوزاء الإيراني آنذاك.
فقد جاء في مجلة (المسلمون) تحت عنوان (مع نواب صفوي):”والشهيد العزيز – نضَّر الله ذكره – وثيق الصِّلة بالإخوان المسلمين، وقد نزل ضيفًا في دارها بالقاهرة أيام زيارته مصر، في كانون الثاني سنة 1954″ [المجلد الخامس - العدد الأول – 1956 – ص73].