إنّ تجاسر بعض الأئمّة على إقحام أنفسهم في إضراب المعلّمين بالتحريض عليهم دليل على أنّ وزارة الشؤون الدّينية لا تخدم الدّين خدمة حقيقية بل توظّفه في خدمة نظام سياسي لا يأخذ منه إلا ما يخدمه ويحلو له ، وهذا خطر عظيم على الأمّة ذلك أنّ حقّ الإضراب منصوص عليه في الدّستور الذي يدافع عليه وزير الشؤون الدينية ، ومن حقّ المعلّمين و المعلّمات الاحتجاج للمطالبة بحقوقهم المادّية و المعنوية و التربوية و البيداغوجية شأنهم شأن جميع القطاعات ، أمّا أن نحمل على الأستاذة ونحرّش ونوقع بينهم وبين التلاميذ و الأولياء فهذا عمل شيطاني.المعلّم ينبغي أن يعيش بكرامة و احترام حتّى يخرّج لنا جيلا من المتعلّمين أهل تربية و خلق و معرفة ، ولا يمكن للمعلّم أن ينتج لنا جيلا في المستوى ما لم نعتني به ، ففي الدّول الغربية يعتبر المعلّم من الشخصيات المحترمة و مرتّبه كذلك محترم لا يدفعه إلى الحاجة أو مدّ يده أو الاستلاف . فالأئمّة الذينَ شنّوا عليهم حملَة شعواء يجب أن يسألوا أنفسهم أوّلا عن سبب تأسيسهم لنقابتين أليس ذلك للدّفاع عن حقوقهم الدنيوية ، فكيف إذا ينكرون على غيرهم أن يحتجّوا دفاعا عن حقوقهم ، فهذا ظلم لا يجوز شرعا و لا خلقا ولا عقلا ، وإذا أراد وزير الشؤون الدّينية أن يتدخّل فيما لا يعنيه فليتقدّم بطلب حذف حقّ الإضراب و و العمل النقابي من الدّستور .
عن صفحة الفايس بوك لعلي بن حاج