
قال الشيخ عبد السلام بن سالم السحيمي :
كلام نفيس لابن تيميّة يقول :
(.. فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته ، قلَّت رغبته في المشروعِ و انتفاعُه به ، بِقدرِ ما اعتاضَ من غيرهِ ، بخلافِ من صرفَ نهمتهُ و همّتهُ إلى المشروعِ ؛ فإنهُ تَعظُمُ محبتهُ لهُ ومنفعتهُ بهِ ، وَيتمُ دينُه ، ويكملُ إسلامهُ .
و لذا تجد من أكثر من سماع القصائد (1) لطلب صلاح قلبه ؛ تنقص رغبته في سماع القرآن ، حتى ربما كرهه .
ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد و نحوها (2) ، لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه مِن المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة .
ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم (3) ، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع .
ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم ، لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام ، ونظير هذا كثير ..)
انتهى كلامه رحمه الله من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم .
ــــــــــ
قلتُ ( أمين ) :
(1) كذلك صار سماعُ الأناشيد في زماننا , مَشغلة عن القرآن ... بل صار القرآنُ مهجوراً في البيوت و المجالس و السيّارات ووو ... و قامت الأناشيد مقامه ... و لا حولَ و لا قوّة إلا بالله
(2) كذلك رأينا كثيراً من الحجّاج و المُعتمرين يصرفون أوقاتهم في زيارة المساجد و الجبال و الغٍيران ووو ... فيضيعُ عليهم خيرٌ كثيرٌ ( كالصّلاة في المسجد الحرام او النّبويّ مع ما فيهما من الأجر الكبير ) و الله المُستعان
(3) ما أكثرَ من يأتينا بحضارة الغرب و أقوال الفلاسفة ... بل بأقوال العشّاق الكَفرة الملاحدة ... فهو يهدمُ أكثر ممّا يُصلحْ !! ... من حيث لا يشعُر