أقسم بها الله سبحانه و تعالى و وصفها ، فقال :
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا )
أقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو
( فالموريات قدحا ) يعني اصطكاك نعالها للصخر فتقدح منه النار
( فالمغيرات صبحا ) يعني الإغارة وقت الصباح كما كان رسول الله يغير صباحا ويستمع الأذان فإن سمع أذانا وإلا أغار وقوله تعالى
( فأثرن به نقعا ) يعني غبارا في مكان معترك الخيول
( فوسطن به جمعا ) أي توسطن ذلك المكان كلهن
( ابن كثير )
ـــــــــــــــــــــ
و صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة } . ومعنى عقد الخير بنواصيها أي ملازمته لها كأنه معقود فيها ، والمراد بالناصية الشعر المسترسل على الجبهة قاله الخطابي وغيره قالوا ، وكنى بالناصية عن جميع ذات الفرس يقال : فلان مبارك الناصية ميمون الغرة أي الذات .
وفي سنن النسائي من حديث أبي سلمة بن نفيل السكوني أن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى عن إذالة الخيل ، وهو امتهانها في الحمل عليها واستعمالها } ،
وأنشد أبو عمر بن عبد البر في التمهيد لابن عباس رضي الله عنهما :
أ
حبوا الخيل واصطبروا عليها ** فإن العز فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيعها أناس ** ربطناها فأشركت العيالا
نقاسمها المعيشة كل يوم ** ونكسوها البراقع والجلالا
وقال الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه : عليكم بإناث الخيل ، فإن بطونها كنز وظهورها حرز ، وقد روي هذا مرفوعا . .