وَصيّةٌ مِن مُشفِقٍ !
( إنَّ السَّعيدَ لَمَن جُنِّب الفِتَنَ )
منقوووووووووووووووووووووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلَّى الله وسلَّمَ وباركَ على عبدهِ ورسولهِ ، نبيبنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين ، أما بعد :
فَلَقَد حَلَّ بالأُمَّةِ الإسلاميّة رَزيّة عَظيمة ، وفِتنَة عَمياء ، أَقضَّت مَضاجِعَ الدُعاة الصالحين والمُجاهدين الصادقين ، وأفرَحَت أعداء الأُمَّة مِن الكُفَّار والمُنافقين ، ألا وهي : ما حَلَّ بإخواننا المُجاهدين في بلاد الشام مِن تَفَرُّق وتَحَزُّب تَحوَّلَ فيهِ الأمر مِن حَربٍ بارِدةٍ بالبيانِ إلى حَربٍ ساخنة بالسنان ، والله غالِبٌ على أمرهِ وهو العَليمُ الحَكيم { وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } ، نسأل الله عزَّ وجَلَّ أن يرحمَ الأُمَّة ويكشف الغُمَّة ، ويجعل فيما أرادهُ الخيرَ وحُسن العاقبة لعِبادهِ الصادقين المُتَّقين .
ولَقَد وقع في هذهِ الفِتنةِ مَن وقع ، فَمِنهم مَن شارَك فيها بِلسانهِ ، ومِنهم بقَلَمِهِ ، وِمنهم بِسنانهِ :{ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } ، و ( إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ) [ أبو داود 4263 ، وصححه الألباني ] ، ولَقَد حَذَّرَنا الله عَزَّ وَجلَّ في كِتابهِ الكَريم مِن هذهِ الفِتَن ، فقالَ سٌبحانه : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ، وقالَ سُبحانَه : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
كَما حذَّرنا مِن هذه الفِتَن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلَّم حيث قال : ( ستكونُ فِتَنٌ ، القاعِدُ فيها خيرٌ مِنَ القائِمِ ، والقائمُ فيها خيرٌ منَ الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، ومَنْ يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ ، ومَنْ وجد مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) [ البُخاري 3601 ، مسلم 2886 ] ، وعن أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفْسِي بيدِهِ لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يأتيَ على الناسِ يومٌ ، لا يَدري القاتلُ فِيمَا قَتلَ ولا المقتولُ فيمَ قُتلَ ، فقيلَ : كيفَ يكونُ ذلكَ ؟ قال : الهرْجُ ! القاتلُ والمقتولُ في النارِ ) [ مسلم 2908 ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ويل للعرب من شر قد اقترب ، أفلح من كف يده ! ) [ أبو داود 4249 ، وصححه الألباني ] ، والأحاديث في ذلك كثيرة .