كلمة إلى المدعوين إلى مثل هذه الأفراح الممنوعة:
· فلنعلم جميعاً أن الأصل فى إجابة الدعوى الوجوب. أما إن علم وجود هذه المنكرات فإنه ينبغى لمن كان عنده قدره على تغير تلك المنكرات أ ن يحضر وذلك لسببين:
- السبب الأول: إجابة الدعوى.
- السبب الثانى: إزالة هذا المنكر لكن من غير منكر.
· أما من لا يستطيع تغيرها ولا إيقافها فلا يجوز حضوره مثل هذه الأفراح لأن حاضر المنكر مشارك لفاعله فى الإثم. لقوله تعالى:
(فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) ) "النساء"
- وأخرج ابن ماجة وأبو يعلى بسندٍ صحيح عن على بن أبى طالب- رضى الله عنه:قال: "صنعت طعاماً فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فرأى فى البيت تصاوير فرجع. فقال: يا رسول الله ما أرجعك بأبى أنت وأمى؟
فقال: إن فى البيت ستراً فيه تصاوير وأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير".
- ولهذا قال العلماء: "أن الدعوة إذا كان فيها منكر فإنها لا تجاب".
- وقال الأوزاعى رحمه الله: "لا تدخل وليمة فيها طبل ومِعْزاف".
- وكذلك نص الأئمة فى كتبهم المعتبرة على أنه لا يجوز إجابة وليمة فيها منكر.
· فيجب على كل عاقل أن يجتنب المناسبات التى فيها المنكرات وأن يجنب نساءه أن يحضرن مثل هذه المناسبات، وألا يجامل الآخرين على حساب دينه ورضا ربه.
- فقد أخرج ابن حبان فى صحيحه من حديث معاوية أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
"من ألتمس رضا الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن ألتمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس".