{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } ."العنكبوت"
قال ابن الجوزي رحمه الله :
فالدّنيا وضِعتْ للْبَلاء ، فيَنْبَغِي للْعَاقِلِ أن يُوطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الصّبْر ، وأن يَعْلَمَ أَنّ مَا حصَلَ من المُراد فَلُطف ، ومَا لم يَحْصُل فَعَلَى أصْلِ الخلقِ والجبلة للدّنيا ، كما قيل :
طُبِعت على كدرٍ وأنتَ تُريدُها ... صَفْواً منَ الأقْذاءِ والأكْدارِ
ومُكَلِّفُ الأيّام ضِــدّ طِبَاعِها ... مُتَطَلِّبٌ فِي الْماءِ جَذْوَةَ نَارِ
وهَا هُنا تتبيّنُ قُوّةُ الإيمانِ وضَعْفُهُُ ، فَلْيَسْتَعْمِل الْمُؤْمِنُ منْ أدْويَةِ هذا المرَضِ التّسْليمَ للْمَالِكِ ، والتّحكيم لِحِكْمَتِهِ ، وليَقُلْ : قدْ قِيل لِسيد الكُل : " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ " [ آل عِمران : 128 ] . اهـ صيد الخاطِر ص 441 – 422