منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اساس في العقيدة السنية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-12-26, 00:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hamed mouhammad
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

نقلا عن الشيخ نبيل الشريف حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير وبيان
قال الله عز وجل " ( الرحمن على العرش استوى " )
سورة طه الآية 5
اعلم أن لكلمة استوى في لغة العرب أكثر من خمسة عشر معنى فيقال استوى بمعنى تم كما تقول استوى البدر أي تم واكتمل ويقال استوى الطعام بمعنى نضج ويقال استوى فلان بمعنى اعتدل عن اعوجاجه واستقام ويقال استوى بمعنى استقر وجلس وكل هذا لا يليق بالله سبحانه لقوله عزوجل " ليس كمثله شىء " سورة الشورى الآية 11
وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي السلفي في عقيدته المشهورة ؛ ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر " ومعاني البشر أي صفات البشر .
ويقال استوى بمعنى قهر وحفظ وأبقى وهذه معانٍ تليق بالله تعالى فإذا قلنا استوى أي قهر فقد وصفنا الله بما وصف به نفسه قال تعالى " وهو الواحد القهار " سورة الرعد 16 أما من فسر الاستواء بالجلوس والاستقرار فقد ضل وكفر وشبه الله بخلقه وكذب الآية المحكمة " ليس كمثله شىء " .ثم يقال للمعترض لم تعترض علينا إذا أولنا الاستواء بالقهر وهذا سائغ في لغة العرب وموافق لما جاء في الشرع ولا تعترض على من يفسر الاستواء بالجلوس وهو مخالف للقرآن الكريم بل لم يفهم أحد من المسلمين من الاستواء الجلوس عبر التاريخ إنما فهموا اثبات صفة القهار لله ولذلك جرت العاده أن يسمي المسلمون أولادهم عبد القهار وعبد القاهر ولم يسم أحد من المسلمين ابنه عبد الجالس أو عبد القاعد على العرش.لأنهم ينزهون الله تعالى عن مشابهة المخلوقين
قال رؤبة بن العجاج
فلما علونا واستوينا عليهم
جعلناهم مرعى لنسر وكاسر
وأراد بالاستواء القهر والغلبة وقال غيره
قد استوى بشر على العراق
من غير سيف ودم مهراق
أي غلب واستولى وبشر هذا هو بشر بن مروان أحد أمراء بني أمية
فمن يقول إن الاستواء لا يكون إلا بمعنى الجلوس جاهل بلغة العرب وأصول الدين وهل يجلس أحد من المصلين إذا قال الإمام قبل التكبير استووا الجواب لا لأنهم ما فهموا منها الجلوس في هذا المقام
قال الإمام أبوحنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر ؛ من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه . انتهى
وهذا القول ثابت عن الإمام أبي حنيفة نقله عنه كثير من أهل العلم كالإمام أبي منصور الماتريدي في شرحه على الفقه الأكبر والإمام أحمد الرفاعي في البرهان المؤيد والعز بن عبد السلام في حل الرموز والشيخ تقي الدين الحصني في دفع شبه من شبه وتمرد وشمس الدين الرملي في فتاويه وغيرهم
وفي الفقه الأكبر أيضا أن الإمام أبا حنيفة قال وهو شىء لا كالأشياء ومعنى الشىء إثباته بلا جسم ولا عرض ولا حد له ولا ضد ولا ند له ولا مثل له وقال أيضا من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فهو كافر وكذا من قال إنه على العرش ( أي مستقر على العرش ) والفقه الأكبر موجود فلينظره من شاء
وفي الأسماء والصفات للبيهقي رحمه الله ما نصه إستوى بمعنى علا ثم قال ولا يريد بذلك علوا بالمسافة والتحيز والكون في مكان متمكنا فيه . انتهى
ولا يخفى أن نسبة الجلوس الى الله تعالى تجسيم صريح وقد روى الحافظ السيوطي في " الأشباه والنظائر " أن الإمام الشافعي حكم بكفر المجسم وقد أطلق النووي في " المجموع " تكفير المجسمة وذلك في كتاب الصلاة باب صفة الأئمة وقال ابن حجر في المنهاج واعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك . انتهى وقوله حقيقون بذلك أي يستحقون ذلك
واعلم أن الأدلة على التنزيه كثيرة شرعا وعقلا فالمستقر محدود والمحدود محتاج لمن حده والمحتاج عاجز والعاجز لا يكون إلها وفيما ذكرنا مقنع لمن يقنع وإننا ننصح من كان عنده عقيدة التجسيم أن يتبرأ منها بالدخول في الإسلام بقول
أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله
وليثبت على المعتقد الحق أن الله موجود بلا مكان وﻻ جهة لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء قال سيدنا علي رضي الله عنه كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ( أي بلا مكان ) وقال أيضا إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته . أي أنه لا يوصف بالاستقرار وكلا القولين رواهما عن سيدنا علي رضي الله عنه أبو منصور البغدادي في " الفرق بين الفرق " وفي دفع شبه من شبه وتمرد للتقي الحصني عن علي رضي الله عنه أيضا قال ؛ التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
والله تعالى أعلم وأحكم