[غربة أهل السنّة]

و عليكِ السّلام و رحمة الله و بركاته
الزّواج هو حقّك الشّرعي, و لا داعي للبحث عن حلول لتصرفي هذه الأفكار من رأسِك
ناقشي هذا الموضوع مرة و اثنين و ثلاث مع والدت و مع أخواتِك ,, أعلميهم بأنك تريدين الزّواج
أنا أعتقد -وعلى حسب علمي- أن الله تعالى فطر المرأة على الزواج لا على الطّب! و أعتقد أن والديك يريدون أن يتفاخرو بكِ أمام النّاس "إبنتنا طبيبة"!
هذه الظواهر التّي أصبحت تتكرر بكثرة في مجتمعنا هي عامل أساسي في تمرّد شبابنا و إقامة العلاقات المشبوهة
لنفرض مثلا أن والديك سوف يوافقون على زواجك بعد تخرّجك و حصولك على الدبلوم مباشرة
إسألي نفسك فقط: من يضمن لك أنهم سيتقدمون لك الخطاب مباشرة بعد تخرجك؟ من يضمن لكِ أنك لن تنتظري أربع سنوات أخرى؟
كم سيكون عمرك حينها؟؟
و كيف سيكون شعوركِ عندما تمشين في الشارع و ترين الأطفال الصغار مع أمهاتهم و آبائهم؟؟
بينما أنت أفنيت حياتك فقط لكي تلبسي ذلك المئز الأبيض الذي يتحول من حلم إلى حسرة؟
ما الضرر لو تركوك تقبلين بأي خاطب و تكملين دِراستك مثلا؟ لماذا يصعبون الأمور هكذا
هذا ظلم في حقّ المرأة
كيف لأمك أن تقول لك لن نقبل مهما كان صالحا أو ناجحًا؟ أفهم من هذا أنها تُخالف حديث الرسول صلى الله عليه و سلّم الذّي أخبرنا فيه أن نزوج بناتنا للصالحين
أتعجب من الوالدين الذين يهتمون بالدراسة لهذا الحد حتّى أنك لا تجرئين على طرح فكرة الدخول لمدرسة قرآنية
إذا بقيت على هذا الحال سوف يقضي عليك اليأس و ستُحققين رغبتهم على حسابِ سعادتك وقتها لن تستطيعي إعادة الوقت و ستموتين من الغم و الحسرة
و لن ينفعهم شيء من تباهيهم بالمظاهر لأن ذلك سينقلب عليهم أيضا
الحل الوحيد هو الدّعاء, لا تستهيني بالدعاء يا أختي و خاصة في الثلث الأخير من الليل
إذا طلبت الزواج من والديك فلن يفعلوا و لكن لو طلبت أي شيء من الله سيرزقك إياه
فالله تعالى أعلم بعباده و هو أرحم بهم سبحانه ,, توجهي إلى الله و لن يخذلك أبدا
ولو كتب لك الزواج في آخر هذه السنة ستتزوجين و لو كره والديك لأنه لا مانع لما أعطى الله لعبده
حسبي الله و نعم الوكيل في هذا النوع من الوالدين