أنا عندي موقف حدث معي حين كنت صغيرة
و معناها حين تفقد الأمل
توجه إلى ربك فهو لن يخيب ظنك
بعد رحيلنا من ولايتنا تيزي وزو متوجهين إلى الشرق
صادفنا موقف رهيب ربما لم يحدث لكم مسبقا ....
كنا نسير بسيارتنا و معظمنا نائمون إلا أبي و سائق السيارة مدة 5 ساعات ربما أو أكثر إلى أن وصلنا الشمرة
فجاة .... توقفت السيارة كنت حينئذ لم أتجاوز 3 سنوات
تحكي لي أمي حفظها الله و رعاها
أشهر إرهابي سلاحه علينا مطلا على النافذة ليجدنا متفاجئين
نادى أصحابه و قال لهم : أنزلهم ....
فنزلنا ....
ثم أمرهم قائلا : فتشهم ...
ثم أخذوا يفتشون السيارة شبرا شبرا فما وجدوا إلا بعض الأمتعة و مأكولات أخذناها من عرس أحد أقربائنا
فأخذوا كل الطعام الذي وجدوه هناك
ثم سأل أحدهم أبي و السائق عن عملهما
فقال أبي أنا موظف في مستشفى
و قال السائق : لا اعمل إلا سائقا
ثم مر إلي ذلك الإرهابي و أخذ ينظر إلي مدة طويلة .....
فقلت له بكل براءة : هل ستقتلوننا ؟؟...
فأمسكت أمي الغالية فمي .لئلا أتحدث أكثر ...
فقال لها دعيها تتحدث .....
فنزعت أمي يدها الكريمة عني
فقلت :: لقد قال لي أبي إن القتل حرام ..... و ستذهب إلى النار إذا فعلت ذلك
فقال :: ادخلوا السيارة و اتركوا هذه الفتاة فلدي ما أقوله لها
فدخلوا إلا أمي لم ترد ذلك
فقال لها : لا تخافي سيدتي ...
فقال لي شيئا ما لا أتذكره و أعطاني كتابا
خبأته ي جيبي فانطلقت مسرعة إلى السيارة
و تركونا نمر بسلام
إن الله لم يجعل الشر طاغيا عن الخير في داخل عباده
بل جعل لهم جزءا كبيرا من الخير
و الأشرار في هذا العالم
هم مجرد أشخاص لم يزالوا يبحثون عن الخير في داخلهم ..