عرفتها قبل كل العالمين، يوم كانت حاملا وكنت أنا الجنين، يوم كانت تبيت تتلوى في أنين، وأنا أنعم في مستقر أمين(في ظلمات ثلاث).
تلك المرأة هي : أمـــــي. نعم هي أمي ، ما أجملها من نغمة: أمــــــي.
أمي ... يا أجمل من رأت عيني، ولن تري ياعينُ أجمل منها أبدا.
أمي ...يا شمعةً تذوب مع الأيام؛ لتنير لي دربي .
أيا أمي! كم رفعت يديك إلى السماء من أجلي، ضارعة إلى المولى أن يحفظني صغيرا، ويباركني مادمت حيا، وأن يبلغ بي إلى الثريا.
أمي ...يا أجمل من ناديت من البشر.
أمي... يا من ذقت المرَّ من أجلي لوحدك، فقط تقاسيمينني الحلو، وتتركين مرارة العيش لك. .. لما تستأثرين بمر العيش، وتؤثرينني على نفسك في حلوه؟؟ حنونة أنت أمي.
آآآآآآآه يوم كنت صبيا تناغينني لألعب، وتهزين بي الدوح حين أتعب، وترمقينني بعينيك إذ أنام، كلمتك كثيرا يوم كنت لا أجيد سوى لغة البكاء، ولا يفهمني غيرك كأن آذانهم صماء، في كل يوم أنا شغلك الشاغل، فإن فكرت ففي شأني ،وإن تكلمت فعني، وإن ضحكت فمعي، وإن حزنت فَعَلَي...
أمي يا هبة الرحمان، قد عرفت اليوم لما قال سيد الأنام، الجنة تحت الأقدام، أمي لو كان لي عز أفتخر به لكان : وطأة من قدمك على صفيحة وجهي، وأنت راضية عني كل الرضا، وقلبك يقول امض بني أنا راضية عنك.
أمي يا منهلا أغرف منه سعادتي كوني بقربي وابقي بخير.