منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رحلتي الى باريس -أوت 2013 : الحلقة الثالثة بالصور
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-20, 14:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أستاذ حر
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










B10 رحلتي الى باريس -أوت 2013 : الحلقة الثالثة بالصور


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و عذرا على التأخر




الحلقات السابقة

رحلتي الى "باريس" أوت 2013
- الحلقة 1

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1395127

رحلتي الى باريس -أوت 2013
- الحلقة 2
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1396823





الحلقة الثالثة


أواصل في هذه الحلقة سرد قصة رحلتي الى العاصمة الساحرة باريس بالتفصيل الممل


البسملة1

مشروع سفري الى باريس الذي كان مبرمجا بتاريخ 01 جوان كان قد توقف بصفة اضطرارية نتيجة لحادث المرور الذي تعرضت له يوم 28 ماي و استغرق إصلاح السيارة شهرا كاملا ثم حلّ شهر رمضان و بالطبع لم يكن ممكنا أن أسافر إلى أروع مدينة في العالم و أنا صائم خاصة أنني كما يقول أخي أتحوّل في رمضان إلى كائن سباتي ، أختفي في النهار تماما و لا أخرج إلا مع آذان المغرب و عليه برمجت الرحلة بعد رمضان مباشرة و بالضبط في ثالث أيام العيد أي السبت 10 أوت .
و مرة أخرى انتقلت الى مطار الجزائر الدولي و حجزت تذكرة الى باريس على متن الخطوط الفرنسية بثمن 31000 دج بدون قابلية تعديل تواريخ الذهاب و الإياب (و كان ذلك خطأ جسيما ).
و جاء العيد سريعا و كنت قد أنهيت تحضيراتي للرحلة و آخر ما فعلته هو الحصول على منحة السفر و قيمتها 135 أورو من بنك الجزائر الخارجي bea مقابل دفع حوالي 14000 دج و لا أعرف لماذا يسمونها منحة إذا كنّا ندفع 14000 دج للحصول عليها ؟؟؟؟؟!!!!
و يمكنك الحصول على هذه المنحة من أي بنك عمومي جزائري و يستلزم ذلك جواز السفر و تذكرة الطائرة ، أما إذا كنت تسافر برّا الى تونس مثلا فيجب عليك أولا دفع ضريبة في مصلحة الضرائب بقيمة 500 دج للحصول على هذه المنحة .

لم أنم لحظة واحدة ليلة الجمعة الى السبت و هذا للمرة الثانية في حياتي (المرة الاولى كانت ليلة حصولي على شهادة البكالوريا) ، فبعد سويعات قليلة سأكون في باريس لأول مرة في حياتي و قد تكون آخر مرة ... من يدري ؟

على الرابعة صباحا نهضت و اغتسلت و شربت كعادتي في فصل الصيف فنجانا صغيرا من الحليب الأبيض الخالي من القهوة ، و تأكدت للمرة الـ: 100 ربما من حملي لكل وثائقي (جواز السفر + تذكرة الطائرة + حجز الفندق + تأمين السفر + بطاقة الفيزا كارد مشحونة ب:700 أورو تقريبا + برنامجي للأيام التسعة + 1835 أورو نقدا ) ، أيقظت أخي الأكبر ليعود بسيارتي من المطار بعدما تراجعت عن فكرة تركها في موقف السيارات التابع للمطارالدولي مقابل 4000 دج فالموقف مكشوف و غير مغطى كما انني لا أثق في حراس الموقف فقد تختفي السيارة تماما و لن يعلموا بها حتى ،

و توكلت على الله و انطلقت الى المطار ،

وصلنا على الساعة 05 تقريبا أي قبل ساعتين من موعد إقلاع الطائرة على 07 سا و 05 د ، اتجهت مباشرة الى شباك الخطوط الفرنسية للحصول على :
la carte d’embarquement التي تسمح لي بالصعود الى الطائرة ، بقينا في المطار حوالي ساعة و في 06 سا صباحا ملأت بطاقة معلومات لدى شرطة الحدود ، ودّعت أخي و اجتزت بوابة السكانير الى مصلحة الجمارك كان التفتيش بسيطا و بعدها سرنا الى بوابة الطائرة ، و أول ما لاحظته هو وجود مختلف الجرائد الفرنسية اليومية موضوعة أمام مدخل الطائرة فاخترت أحدها دون تدقيق أو تمحيص و دخلت الطائرة حيث استقبلتني المضيفة و الطيار بابتسامة مجاملة و عبارة :bonjour monsieur




في مطار الجزائر الدولي




عمال المطار يحملّون الأمتعة

كانت الطائرة صغيرة نوعا ما من نوع
airbus 319 فيها رواق في الوسط و ثلاثة مقاعد زرقاء على كلا الجانبين ، أريت مضيفة أخرى بطاقة ركوبي و سألتها عن مكان مقعدي 11f فأرشدتني اليه و لحسن الحظ أنه كان على اليمين قرب جناح الطائرة و فيه نافذة صغيرة ، امتلئت الطائرة بسرعة و حانت ساعة الرحيل .

كانت الساعة تشير الى الـ 7 سا صباحا عندما تكلم الطيار قائلا بأننا سنطلق نحو باريس في رحلة تدوم ساعتين و طلب منا إغلاق الهواتف النقالة و ربط الأحزمة ، و سرعان ما بدأت الطائرة بالتحرك على المدرج و طارت فوق العاصمة ، نظرت من النافذة فرأيت مباني كثيرة و عمارات و طرق سريعة و بساط مزركش من الأراضي الفلاحية و بحر أزرق خلاّب ، كنت أنظر الى المدينة من أعلى و خطر ببالي أن بلادنا جميلة جدا من الجو لكن جمالها يختفي و يضيع لما ننزل على الأرض وسط الفوضى و الاوساخ و الأكياس السوداء و الحقرة و الفساد و أخلاق الناس .

اختفت اليابسة سريعا و تجمدت المناظر على صورة واحدة مملّة للبحر الأبيض المتوسط استويت في مقعدي و تناولت الجريدة التي اخترتها عند مدخل الطائرة لكن المفاجأة أنها كانت باللغة الإنجليزية فلعنت جدّ السرعة و التسرع فمستواي في الإنجليزية تماما كمستواي في الفيزياء النووية كلاهما يقترب من الصفر .

فأخرجت من حقيبتي جريدة الخبر التي اشتريتها من المطار و بين أخبار فساد شكيب خليل و مرض الرئيس بوتفليقة شعرت برغبة في الهرب من واقع بلادنا البائس بالنوم قليلا فأنا كما قلت آنفا لم أنم منذ 30 ساعة ، غفوت قرابة ساعة أو اكثر قليلا و لما أفقت و نظرت من النافذة فوجدتنا نحلق فوق فرنسا ،


وجبة خفيفة على متن الطائرة


ما لاحظته هو وجود نهر يتلوى لمسافة طويلة فوق أرض منبسطة ، مساحات غابية كثيرة و العديد العديد من المسطحات المائية ربما سدود أو بحيرات و الكثير الكثير من الاخضرار و كان ذلك غريبا فنحن الآن في شهر أوت و عندنا في الجزائر يختفي اللون الأخضر بدءا من شهر ماي ،




و في الساعة التاسعة صباحا اقتربنا من مطار شارل ديغول بباريس و هو مطار ضخم يتكون من 3 أجزاء (terminals ) و أشهرها هو terminal 2 حيث تصل الطائرات من مختلف دول العالم كالصين و اليابان و أوربا و أمريكا و حيث ستنزل طائرتنا .

وصلنا في 9سا و 15 د تماما ، فتح الباب حملت حقيبتي الصغيرة و عند الباب ودعتني المضيفة الجميلة بابتسامة رقيقة و كلمة au revoir شكرتها و غادرت .





على أرضية مطار شارل دييغول

أول ما فعلته هو أني شغلّت هاتفي النقال و أعدت ضبط الوقت بإضافة ساعة واحدة فالتاسعة في الجزائر هي العاشرة في باريس و كنت قد وعدت والدتي بالاتصال بها فور وصولي لكن الهاتف كان خارج الخدمة رغم وجود 5 بارات (5 bares) في أعلى الشاشة و حاولت مرارا مع الشرائح الثلاث لكن دائما نفس الإجابة (
aucun service disponible) و بدأت ألعن نجمة و موبيليس و معهما جيزي .

تبعت بعض المسافرين في رواق طويل حتى وصلنا الى قطار أصفر صغير فلم أدري هل عليّ ركوبه أم لا ؟، تخلّفت لحظات لأسال إحدى الموظفات عن أي اتجاه أسلك فقالت عليك أن تركب القطار و كان قطارا صغيرا و جميلا يتكون من عربتين فقط و هو ينقلك من مكان هبوط الطائرة الى موضع إجراءات الدخول الى الأراضي الفرنسية من شرطة للحدود و جمارك ، نظرت فلاحظت أن إحدى العربات مكتظة عن آخرها بينما الأخرى فارغة تماما فتعجبت لماذا يركب الجميع في عربة و يتركون الأخرى فارغة فاتجهت الى العربة الفارغة و ركبتها وحدي و ما إن وضعت حقيبتي حتى لاحظت على الأرضية رمزا لكرسي مدولب فأدركت حينها أن العربة مخصصة لذوي الإعاقة و هممت بالنزول لكن الأبواب أغلقت و انطلق القطار و بعد دقيقة ربما توقف فنزلت .




داخل العربة المخصصة للمعاقين في القطار الصغير

كنت اعتقد أن إجراءات التفتيش و الخروج في مطار شارل ديغول بسيطة كما كانت في مطار هواري بومدين لذلك لم أهتمّ بالتعرف على أحد ممن كانوا على متن الطائرة من المسافرين حتى يرشدني خلال إجراءات الخروج زيادة على أن من جلس الى جانبي في الطائرة كانت امرأة جزائرية كبيرة السن مع ابنتها و لم يكن من اللائق أن أتكلم معهما لكن ما غاب عن ذهني هو الفارق الهائل بين المطارين من حيث الحجم فما إن خرجنا من القطار الصغير حتى اندفع الجميع بسرعة في اتجاهات مختلفة و بقيت وحدي أجرّ حقيبتي الصغيرة و رغم ذلك لم أقلق كثيرا و قلت في نفسي من غير المعقول أن أضيع في المطار فالمكان مليء باللوحات الإرشادية و هي فرصة للرؤية اكبر قدر من أكبر مطارات فرنسا و قررت أني لن أسأل أحدا و اعتمد على نفسي ،

مضيت أتتبع اللافتات و بعد الكثير من السلالم المتحركة التي أعجبتني كثيرا وصلت إلى إحدى دورات المياه ( أكرمكم الله) و وقفت عندها مشدوها من بريق الأضواء و الزجاج و النظافة التي تكاد تنطق ثم دخلتها و خطر في بالي أن بوتفليقة نفسه ليس في قصره دورة مياه بمثل نظافة هاته و بسرعة البرق قارنت بينها و بين تلك المراحيض التي دخلتها قبل سويعات قليلة في مطار الجزائر الدولي حيث لا نظافة ، لا بريق ، و صدّقوا أو لا تصدقوا بدون مياه
!!!!!!!!!!



داخل دورة المياه (أكرمكم الله) في مطار شارل ديغول

خرجت و واصلت طريقي حتى وصلت الى قاعة كبيرة مملوءة بأرائك جلدية و مسافرون ينامون عليها و قرأت لافتة صغيرة تقول بأنها صالة الترانزيت الى الولايات المتحدة
، فأدركت أني قد ضعت داخل المطار ... يا إلهي

رجعت أدراجي و مرة أخرى سلالم متحركة صعودا و نزولا فوجدت نفسي في قاعة كبيرة بها شبابيك كثيرة فتقدمت من إحدى الموظفات التي لا أدري بالضبط ما هو عملها المهم انها كانت تحمل باج و سألتها عن طريق الخروج فأرشدتني الى شباك شرطة الحدود و هناك قدمت جواز السفر الى الشرطي فسألني عن غرض الزيارة فقلت السياحة فطلب مني حجز الفندق و تأمين السفر و تذكرة الطائرة و سألني عن بطاقة الفيزا و عن المبلغ الذي أحمله معي و أخيرا سألني عن الأماكن التي سأزورها فأخبرته أني سأزور برج إيفل و متحف اللوفر و قصر فيرساي و غيرها
و قلت له أني أحمل برنامجا كاملا للأيام التسعة فطلب مني رؤيته قلت له إنه مكتوب بالعربية فأصرّ على رؤيته فأخرجته من حقيبتي و انا أقول في نفسي ما هذا الشرطي الفرنسي الأحمق "زعمة يقرا العربية و لا واش" ثم ختم جواز السفر فشكرته و خرجت من باب خلفه الى رواق و مررت بثلاثة رجال جمارك فارغين شغل يتبادلون أطراف الحديث و توقعت أن يطلبوا مني الحقيبة لتفتيشها لكنهم لم يفعلوا لا أدري لم ينتبهوا لي أم ماذا ؟، فمررت بجانبهم الى قاعة كبيرة فارغة محاطة بعازل زجاجي يظهر من ورائه مسافرون و محلات و مقاهي و أرواح انت و ألقى الباب أنتاع الخروج فرجعت الى ضباط الجمارك و سألتهم عن
la sortie فتبين أنها كانت أمامي مباشرة و لم انتبه لها لأنها كانت عبارة عن أبوابا زجاجية تنفتح آليا .

و هكذا خرجت من الى حيث كشك صغير مخصص لبيع بطاقات مترو باريس حيث اشتريت بطاقة تسمى paris visite صالحة لمدة 5 أيام بـ: 33 أورو و هي صالحة أيضا لركوب حافلات النقل الحضري و كذا قطار الضواحي
rer (لكن داخل مدينة باريس فقط) .

توجهت الى محطة القطار التابعة للمطار متتبعا اللافتات و أثناء مروري في رواق طويل وجدت هاتفا عموميا فوضعت فيه 2 أورو و حاولت الإتصال بوالدتي لكن جاءني صوت الشريط يقول ان الرقم خاطئ و رغم ذلك اختفت الـ:2 أورو ، وضعت السماعة ممتعضا من هذا الهاتف السرّاق و فجأة وجدت فتاة شابة تبدو ملامح وجهها انها من اوربا الشرقية و هي تحمل ورقة و طلبت مني إمضاءها فقرأتها فعرفت انها لجمع تبرعات لفائدة جمعية الصم البكم الفرنسية فوقعت عليها و اعطيتها 2 اورو لكني أدركت بعدها بيوم واحد أنها كانت محتالة فقد وجدت عشرات الفتيات مثلها في برج إيفل و في متحف اللوفر و هكذا فقد تعرضت للسرقة مرتين في أول ساعتين لي في باريس مرة من ذلك الهاتف اللعين و مرة من فتاة جمعية الصم البكم الوهمية .


ما لاحظته أيضا في هذا الرواق الطويل ( و وجدته في اماكن اخرى فيما بعد ) هو وجود بساط متحرك أفقي تقف عليه إذا كنت متعبا و هو يتحرك بك الى الأمام و وجدتها فكرة جميلة خاصة لكبار السن .

جررت حقيبتي متتبعا اللوحات الإرشادية حتى وصلت الى محطة القطار(rer) و هناك اشتريت تذكرة الى محطة gare du nord أكبر محطة قطار في باريس بـ: 9 أورو و يمكن شراء التذاكر من آلات مخصصة لهذا الغرض بواسطة بطاقة فيزا أو بوضع القطع أو الأوراق النقدية فيها و لأنني فقدت الثقة في الآلات خاصة بعد قصة الهاتف أعلاه فقد اشتريت تذكرتي من الشباك مباشرة .


آلات لبيع تذاكر القطار : توموتيكي توموتيكي على رأي عادل إمام

كنت قد قضيت تائها في مطار باريس حوالي الساعتين و خرجت منه دون تفتيش ، لماّ انطلق بي قطار الضواحي RER الى باريس في حدود 12 سا منتصف النهار .
الحمد لله وصلت بسلام و أنا في باريس


حقيبتي الصغيرة أفلتت من رقابة الجمارك

الحلقة القادمة :
أنا في باريس .... بدوي في المدينة

أعتذر إن أطلت قليلا و أنا في خدمتكم للإجابة عن أية أسئلة











 


آخر تعديل السَّحابة البيضاءْ 2013-10-22 في 11:33.
رد مع اقتباس