دنيا العجائب
يدلف مسعود الباب برفق لقد تأخر عن موعد رجوعه للبيت بنصف ساعة بعد أن أدى صلاة العشاء مع الجماعة في المسجد كل فرد في العائلة قد آوى إلى فراشه, وفجأة يقف مسعود ينظر إلى وضعية نوم أبنائه مستغربا :
_ ألم أنبه الزوجة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالتفريق بين الأبناء في المضاجع ثم لماذا تنام إبنته الكبرى إلى جنبه يا الله ما بال هذه المرأة, وبينما هو غارق في تفكيره إذ يرتفع صوت زوجته المتقطع من النعاس:
_ مسعود أحضر الأغطية لقد نسيتها فيجيبها؟
_ ألم أنبهك إلى هده الوضعية من قبل مرات عديدة ؟ ثم لما لا ترتبينا أمورك قبل نومك و يردف قائلا ياالله في نساء اليوم فتجيبه
_ لقد قامت البنت بوضع الأفرشة فيرتفع صوت مسعود
_ وأين أنت؟ فتجيبه
_ نسيت تغييره ثم تصمت. لكن مسعود يواصل حديثه في غضب
_ لست أدري متى تنتبهين ولأمور بيته تهتمين ولكلام زوجك تسمعين وتطبقين ثم يصمت على مضض بعد أن غير فراشه بعيدا عنهم وقد عج ذهنه بوساوس كثيرة
_ ما الذي يبقيني مع هذه المخلوقة , لما لا يذهب كلا منا في حال سبيله , ثم ما مصير الأباء بعد ذلك إن كان ما كان؟