السَّلامُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ :
(خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ )
رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ
...
حتَّى لا نكونَ مِمَّن بَدَّلُوا نعمةَ اللهِ تَعَالَى كُفْرَاً
وَ قَدْ أمتَعَنَا بِهَا و أَجْرَاهَا عَلَيْنَا وَ عَلَى بِلَدِنَا تَتَرَى
حَراَمٌ عَلَيْنَا ، فَنِعَمَةُ الخُبْزِ الذّي نَرْمِيهِ نِعْمَةٌ كُبْرَى
...
مُؤسِفٌ حَقَّا مَنْظُرُ خُبْزَاتٍ بِأَكْمَلِهَا وهِي مَرْمِيَّةٌ أَمَامَ العِمَارَاتِ السَّكَنِيَّةِ وَعَلَى الطُّرُقَاتِ ،
هِيَ صُورَةٌ غَيْرُ مَفْهُومَةٍ : مَا ذا يُرِيدُ النَّاسُ مِنْ وَرَاءِ رَمِيِهِمْ للِخُبْزِ !؟
شَبِعُوا حَتْى صَارَ الخُبْزُ - الّذِي رُبَّمَا كَانُوا يَتَعَارَكُونَ عَلَيْهِ بِالأمَسِ القَرِيبِ -
لَدَيْهِمْ بِمَنْزِلَةِ النِّفَايَاتِ والقُمَامَةِ أكْرَمَكُمُ اللهُ تَعَالَى وَ أَجَلَّكُمْ،
أَمْ يَشْتَاقُونَ لتِلْكَ الطَّواَبِيرِ التِي كَاَنَتْ أَمَامَ المَخَابِزِ وَ الّتِي لاَ يَعْرِفُها
جِيلُ (الفَايسْ بُوكِ) وَلَمْ يَحْكِ لَهُمْ آبَاءُهُمْ عَنْهَا ..
هِي صُوَرَةٌ مُخِيفَةٌ : يَخْشَى الإِنْسَانُ بِرُؤُيَتِهَا أَنْ يُحْرَمَ نِعْمَةَ اللهِ تَعَالَى
وُهُنَاكَ إِخْوَانٌ لَنَا فِي الصُّوَمَالِ لاَ يَجِدُونَ حَتَّى فُتَاتَ الخُبْزِ الّذِي يَسُدُّ جَوْعَتَهُمْ وَ اللهُ المُسْتَعَانُ ،
بِاللهِ عَلَيْكُمْ : الَّذِي لاَ يحُبُّ أَنْ يَأكُلَ الخُبْزَ ( الصَّابح ) فَلْيَشْتَرِ
مِقْدَارَ مَا يَكْفيهِ وَ عِيَالُه ، وَ لاَ يَقْتَنِي مِنْهُ فَوقَ حَاجَتِهِ
حَتَّى لَا يَكُونَ عُرضَةً للِرَّمي ..
لِنَتَّقِ اللهَ تَعَالَى فَهُوَ سَائلُنَا عَنْ نِعَمِهِ حَفِظْنَاهَا أَمْ ضَيَّعْنَاهَا،
لِنُربِّ أَوْلاَدَنَا عَلَى حِفْظِ النِّعْمَةِ فَهِيَ جُزْءٌ مِنْ شُكْرِ مُسْدِيهَا وَ المُتَفَضِلِ عَلَيْنَا بِهَا،
اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنَّنَا بَلَغْنَا
وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَ بَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
...