السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
خرجت من البيت متوجها إلى عملك ، تنتظر الحافلة ككل يوم وبدأ تذمرك الصامت ككل يوم...
سأتأخر اليوم أيضا و طبعا سأبدأ يومي بوجه مديري المكفهر في وجهي و تهديد بالخصم من راتبي،و كم يبلغ راتبي أصلا ليخصم منه.... ثم ..أنا أبذل جهدا أكبر مما يبذله هذا المتحاذق صاحب رتبة كذا...ماذا يظن نفسه...؟
زاحمك أحد المارة. أووووه قلة ذوق متى سنصبح أناسا متحضرين متى نتقدم..؟
حثثت الخطى ووصلت أخيرا. دخلت مكتبك ...ملفات تنتظرك و أعمال مؤجلة...تفكر..سأعيد سيناريو الأمس ذاته و سأغرق في أوراقي و أعود منهكا إلى البيت و انسى ان أشتري بعض المستلزمات في طريق عودتي و تبدأ حفلة لوم زوجتي كالعادة...و...و..
لا يكاد ينتهي اليوم إلا و أنت خائر القوى
مثقل بشتى أنواع الهموم...
و الويل لأهل البيت إن حاول أحدهم الاقتراب منك...ألا يكفي ما تعانيه؟ ألا يحسون بتعبك؟
ألا يقدرون حجم المشاكل التي تمر بها يوميا؟
لحظة لو سمحت....
عد بالقصة إلى بدايتها
ماذا لو بدأت يومك بالتوكل على الله عز و جل؟
ماذا لو لم تضيع كل لحظة مررت بها في استذكار ما مضى أو التخوف مما هو آت؟
لحظات مضت ليست سوى خبرة تستعين بها على حاضرك لتصنع مستقبلك
جربها اليوم... و عش لحظتك
عش لحظتك في مهنتك...و ستبدع
عش لحظتك في صلاتك ...و ستخشع
عش لحظتك مع أسرتك ...و ستعطي
ارض بحاضرك و ما فيه من نعم و استمتع به دون أسف على الماضي أو قلق على المستقبل
و كم من اللحظات ضاعت هكذا و لم نشعر بها إلا بعد أن أصبحت هي الأخرى ماضيا...
استمتع بلحظتك الحالية فهي كنزك الحقيقي
ســـــلام