الأمازيغية وسؤال الهوية
الأمازيغية وسؤال الهوية
الحسين الإدريسي
الأربعاء 08 ماي 2013 - 12:57
قبل الإجابة عن هذا السؤالي لابد من الإشارة إلى أن رواد التعريب على المستوى الأكاديمي والحزبي والعقائدي، هؤلاء الذين كانوا يعتبرون أن الأمازيغية ما هي إلا إرهاصات وثنية ورجعية آيلة للانقراض، قد بدلوا من خطاباتهم إلى اعتراف واضح بالأمازيغية، لكن شكل هذا الاعتراف في نظري، ما هو إلا قناع من أقنعة العداء للأمازيغية من الداخل، بعد أن كان هؤلاء يعادونها من الخارج، وتتلخص مواقفهم الجديدة هذه في ثلاثة اتجاهات:
الأول: ينظر إلى الأمازيغية من خلال المجموعة البشرية المستندة على نسب مائوية، وهي واضحة في تصريحات رؤساء الأحزاب السياسية وبعض كبار المثقفين من قبيل قولهم، إن 90% من المغاربة أمازيغيون، لذلك لا داعي للحديث عن الأمازيغية من لدن البعض دون الآخر.
أما الاتجاه الثاني فينظر إلى الأمازيغية باعتبارها وجها متألقا من وجوه الهوية المغربية مضافة إلى البعد العربي والإفريقي والأندلسي واليهودي، ولابد أن أذكر –وللأسف الشديد- أن هذا الموقف يتكرر حتى على لسان بعض كبار المناضلين الأمازيغيين كما يتجلى في كتاباتهم وأبحاثهم، وهذا ما يعني غياب رؤية نظرية وسياسية للأمازيغية في مسارهم النضالي الأمازيغي.
أما ثالثها: فيقول نحن لسنا عربا، بل نحن مسلمون، لكن الإسلام هو المحدد لهويتنا وثقافتنا، وليست هي الأمازيغية، وإذا ما أخذنا الأمازيغية كهوية فإن ذلك من شأنه أن يهمش الإسلام ويعرقل الوحدة مع البلدان العربية الإسلامية، فضلا عن أنهم يعتبرون العربية لغة مقدسة ودينية.
وفي نقدنا لهذه الاتجاهات الجديدة والمتحولة في نظرتها للأمازيغية بدون أن تقدم نقدا ذاتيا لمحاربتها الطويلة للأمازيغية، نعتبر أن وجهات نظرها هذه ليست وطنية وليست أمازيغية وليست دينية، لأنها قائمة على أساس طائفي، لا علمي ولا حداثي.