منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حرية الرأي – العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-29, 22:30   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

حفظ الله الشيخ ربيع ، كلام في الصميم ، أقول :


معيار الحقّ عند المسلمين هو الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم ولهذا فمفاهيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان سيكون فيها نوع من اللبس نتيجة التداخل والتشابك بين نظرتين ..
نظرة إسلامية : معيار الحقّ فيها هو ما دلّ عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم
نظرة لادينية (علمانية) : معيار الحقّ فيها هو الرغبات والشهوات والأهواء الفردية والجماعية
ولهذا صار لزاما عند الحديث مع (اللادينيين) بيان وجه التداخل والتشابك حتى لا يحصل لبس في المفاهيم فكثير من هؤلاء يحاول الإنطلاق من معان مجملة لمفاهيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وهو القدر الذي يمثل المشترك الإنساني للقفز على حدود الهوية الدينية والثقافية غرض تفكيكها وهدمها ..
فمثل هذه المصطلحات لها كثير من المعاني والدلالات التي لا تصادم الهوية الدينية وأحكام الشريعة ولها كثير من المعان والدلالات الممثلة لمساحة المفارقة بين الإسلام وغيره من الثقافات والنظريات والأديان
ولهذا إذا جاءنا رجل يزعم الدعوة للحرية والعدالة وحقوق الإنسان سألناه ما قصدك بمثل هذه المصطلحات فإن كان ما يحمل عليه ألفاظه من دلالات في إطار الشريعة موافق لمقاصدها قبلت وإن كانت مصادمة لغاياتها وأحكامها رفضت وهذا هو المعيار الذي يجب الإحتكام إليه وتفعيله عند الحكم على مخرجات ظاهرة التثاقف والتلاقح بين الحضارات
وبهذا القدر البسيط من الملاحظة يظهر عمق الزيف الذي ترفعه الأوساط اللادينية في إتهامها للإسلاميين بمعادات الحرية والعدالة وحقوق الإنسان معتمدة على رفض هؤلاء لبعض المظاهر المصادمة للإسلام والتي لا تنطبق ومعياريته في توصيف العدالة والحرية وحقوق الإنسان فليس من الحرية إنتهاك الأعراض ولا من العدالة التسوية بين المختلفين في كلّ وجه ولا من حقوق الإنسان حقّ الزنى وقران المثليين وغيرها من الأمور
وقد فصل الله عزّ وجل في هذا الأمر فقال : ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ( 64 ) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ( 65 ) ) [النساء : 6-65]

وقال أيضا : (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ( 48 ) وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون ( 49 ) أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ( 50 ) ) [المائدة : 49-50 ]




والله أعلم










رد مع اقتباس