منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اهمية الأم المثالية في المجتمع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-31, 15:20   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المحقق PC
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية المحقق PC
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك


إليك أخي مشهد راااااائع ومؤثرلإحدى الأمهات اللاتي فازت في مسابقة " الأم المثالية"



جلس عدد كبير من الأمهات في الصالة الواسعة وكلهن شوق وترقب إلى إعلان نتيجة المسابقة واختيار الأم المثالية وكانت كل واحدة منهن تتمنى أن تكون هي الأم المثالية لهذا العام وتقدمت إحدى السيدات نحو المنصة الرئيسية فخفت الأصوات وساد الصمت والسكون بين الحاضرين وفي هدوء ووقار أعلنت تلك السيدة اسم الأم المثالية التي تم اختيارها وارتفع التصفيق يدوي في القاعة بحماس شديد لعدة دقائق ولكن ظلت أكف أربعة من الأبناء تصفق بشدة حتى خرجت إحدى الأمهات من بين الجلسات واتجهت إلى المنصة فصافحت السيدة الوقور التي قدمت إليها هديتها ودعتها إلى إلقاء كلمة.


أحست الأم بالحيرة والارتباك وأمسكت بمكبر الصوت وراحت تتحدث في صوت حنون وبتواضع شديد:



إنني لم أشعر يوما أنني أصنع شيئا أستحق من أجله التكريم!! لقد فعلت ما تفعله ملايين الأمهات كل يوم ولكن أبنائي الأحباء يشعرون أنني ضحيت من أجلهم وفي الحقيقة إنهم يفعلون نفس الشيء مع أبنائهم.. أحفادي وهم أيضا لا يشعرون أنهم يفعلون شيئا أو يقدمون شيئا لأبنائهم.. إنها فطرة الله الذي جعل عطاء الآباء غريزة تجاه الأبناء.



استأذن الابن الأكبر في الحديث وقال: إنني لا أنسى أبدا ما بذلته أمي من جهد وما تحملته من عناء في تربيتي أنا وإخوتي لقد توفي والدنا ونحن مازلنا صغارا ولم يترك لنا أبونا سوى معاش ضئيل لا يكاد يكفي بعض احتياجاتنا الضرورية وعرض كثير من أهلنا وجيراننا أن يلحقوني بالعمل في إحدى الورش أو المحال الصغيرة لأساعد أمي وإخوتي الصغار ومازلت أتذكر تلك الدموع الغالية التي انهمرت من عينها وهي ترفض بإصرار أن تضحي بمستقبلي وصممت على أن تعمل بنفسها لتوفر لنا حياة كريمة وتحفظنا من التشرد والضياع.



ومنذ ذلك الحين لم تفارق أمي ماكينة الخياطة حتى صارت كأنها جزء منها لا تفارقها في ليل أو نهار لنواصل تعليمنا ونحقق حلمها الذي عاشت من أجله.


وبرغم مشقة الحياة فقد كانت أمنا تهونها علينا بابتسامته الحانية وكلماتها الدافئة التي تبعث فينا الأمل والحماس حتى إننا لم نشعر يوما باليتم ولم تشعرنا يوما أن أسرتنا الصغيرة بحاجة إلى عون أو مساعدة من أحد.


ومرت الأيام وتخرجنا جميعا في كليتنا وأصبحنا في وظائف كبرى ومراكز مرموقة فأنا قد حصلت على مؤهل عال وأكملت دراسي العليا لأصبح أستاذا في الكلية التي تخرجت فيها أما إخوتي فقد أصبح أحدهما طبيبا والآخر محاسبا في أحد البنوك الكبرى وأختنا الصغرى صارت هي الأخرى مهندسة عظيمة!



ارتفع تصفيق الحاضرين بحماس شديد بينما صعد الابن الأوسط ليكمل الحديث : ومن العجيب أن عطاء أمنا لم يتوقف عند هذا الحد فبالرغم من أنني طبيب ومن المفروض أن أرعاها وأواسيها إلا أن ما حدث هو العكس فقد شاء القدر أن أصاب بمرض خطير ولم يعد لي من أمل إلا أن يتم زرع كلية لي.



ولا أنسى موقف إخوتي الذين سارعوا لإجراء الفحوصات اللازمة للتبرع لي بإحدى كليتيهم حتى أختي الصغرى فعلت ذلك ومن العجيب أن أحدا منهم لم يخبر الآخر بما فعل ولكن حدثت مفاجأة أخرى فقد أثبتت التحاليل أنه لا يمكن لأحد من إخوتي أن يقدم لي كليته وأصرت أمي أن تتبرع لي بإحدى كليتيها وتمت العملية بنجاح وكتب لي أن أولد من جديد على يد أمي مرة أخرى وشاء الله أن تكون أمي سببا في حياتي مرتين فمهما فعلت فلن أرد لها شيئا من فضلها علي حتى لو أعطيتها عمري فإنني أكون مدينا لها بعمر آخر.



أخذ الحاضرون يصفقون بحماس وانبهار بينما احتضنت الأم أبناءها الذين تجمعوا من حولها في حب وحنان وانسابت من عينها دمعة رقيقة حانية وكأنها تمسح بها عناء وتعب كل سنوات العمر الماضية.



ما شاء الله على هذه الأم حقًا تستحق أكثر من جائزة
جزاها الله كل خير









رد مع اقتباس