وإنِّي ومالي والذي قدَّمَتْ يدي
كداعٍ إليه صحْبَهُ ثم قائلِ
لأصحابه إذ هُم ثلاثةُ إخوةٍ
أعينوا على أمرٍ بِيَ اليوم نازلِ
فِراقٌ طويلٌ غيرُ ذي مَثْنَوِيَّةٍ
فماذا لديكم في الذي هو غائلِي؟
فقال امرُؤٌ مِنهُمْ أنا الصاحبُ الذي
أُطيعُك فيما شِئْتَ قبل النَّوازلِ
فأمَّا إذا جَدَّ الفِراقُ فإنني
لما بيننا من خُلَّةٍ غيرُ واصلِ
فخذ ما أردْت الآن منِّي فإنني
سَيُسْلَكُ بي في مَهْيَلٍٍ من مهائلِ
فإن تُبقِنِي لا أُبْقِي ماتُبْقِيَنَّه
فعجِّل صلاحي قبل حتفٍ مُعاجلِ
وقال امرُؤٌ قد كُنتُ جِدًّا أُحبه
وأُوثِرُهُ من بينهم في التَّفاضُلِ
غَنَائي أنِّي جاهدٌ لك ناصحٌ
إذا جدَّ جِدُّ الكربِ غيرُ مُقاتلِ
ولكنني باكٍ عليك ومُعْوِلٌ
ومُثْنٍ بخير عند من هو سائلِي
وأَتَّبِعُ الماشين أمشي مُشيِّعًا
أُعِينُ برفق عُقْبَةً ( ) كُلَّ حاملِ
إلى بيت مثواك الذي أنت مُدْخَلٌ
وأرجع للأمر الذي هو شاغلِي
كأن لم يكن بينى وبينك خُلّة
ولا حُسْنُ وُدٍّ مرّةً في التّباذُلِ
وذلك أهلُ المرءِ ذاك غَناؤهمْ
وليسوا وإن كانوا حِرَاصًا بطائلِ
وقال امرُؤٌ مِنهُمْ أنا الأخ لا ترى
أخاً لك مثلي عند جهْدِ الزّلازلِ
لدى القبر تلقاني هنالك قاعدا
أُجادل عنك في رِجاعِ التَّجادُلِ
وأقْعُدُ يوم الوزن في الكفة التي
تكون عليها جاهدا في التَّثاقُلِ
فلا تنسني واعلم مكاني فإنني
عليك شفيقٌ ناصحٌ غيرُ خاذلِ
وذلك ما قدَّمْتَ من كلِّ صالِحٍ
تُلاقيه إن أحسنت يوم التفاضلِ