اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *وائل*
السفاح الجبان الذي قال في لحظة القبض عليه
لا تطلق النار ! أنا تشي جيفارا ! أنا أكثر قيمة لكم حياً مما ميتاً
يترجى الجنود البوليفيين أن لا يقتلوه لأنه أكثر قيمة إذا قبضوا عليه وهو حي
أين هي تلك الشعارات الرنانة وأن جيفارا لا يركع ولا يستسلم
كلها محض ادعاءات كاذبة صدقها من لا خلاق ولا دين لهم
نهاية ليس الأخيرة
من السهل أن تصرخ في الخطابات أمام مئات الآلاف من الجماهير متوعدا الظالمين وواعد المظلومين بمستقبل زاهر
من السهل أن تحمل مُسدسا أمام الجماهير لتُظهر لهم مدى شجاعتك
من السهل أن تُطلق رصاصة تستقر في جسد رجل مُوثق بالحبال
من السهل أن تغتصب امرأة بوليفية كي تُجبرها على الاعتراف
من السهل أن تُعطي قرارك بإعدام مئات الأبرياء
من السهل أن تكون بطلا في ساحات الإعلام
لكن ليس من السهل أن تموت واقفا
جيفارا قتل وأعدم وسفك واغتصب وألقى الخطابات الرنانة لكنه مات جبانا
|
ههههههههه هل كنت معه لحظة وفاته
هكذا مات غيفارا لكني بقي حيا في قلوبنا :
أمر باريينتوس الجيش البوليفي بالبحث عن غيفارا وقتله. لكنه لم يكن في الواقع سوى منفذ لأوامر أسياده في واشنطن، الذين كانوا، منذ وقت طويل، قد خصصوا مكافئة مقابل رأس ألد أعدائهم. وبمجرد ما اكتشفت واشنطن موقعه، تم إرسال قوات المخابرات وغيرها من القوات الخاصة إلى بوليفيا، حيث أخذوا زمام الأمور.
وصل المستشارون الأمريكيون إلى بوليفيا يوم 29 أبريل ووضعوا برنامج تدريب ضد التمرد لكثيبة الجوالة الثانية البوليفية، مدته 19 أسبوعا. تضمنت الحصة المكثفة تدريبا على الأسلحة والقتال الفردي وتكتيكات حرب العصابات والمجموعات الصغيرة، والقيام بالدوريات ومكافحة التمرد. لقد تدرب الجيش البوليفي ودعم من طرف مستشارين وقوات خاصة من الولايات المتحدة. وتضمن ذلك كثيبة خاصة مشكلة حديثا من الجوالة بتدريب خاص على العمليات داخل الغابات.
ابتداء من شهر شتنبر سرّع العدو من خطواته. تعرفت القوات الخاصة البوليفية على مكان وجود معسكر مغاوير غيفارا بواسطة معلومات أدلى بها أحد المخبرين. عملوا على محاصرته، يوم 8 أكتوبر، واعتقل غيفارا بعد مناوشة قصيرة. هناك من زعم أن غيفارا صاح، عندما اقتربت القوات البوليفية منه، قائلا: « لا تطلقوا النار! أنا شي غيفارا وأساوي بالنسبة إليكم حيا أكثر مما أساويه ميتا.» ومن خلال هذا الزعم يحاولون أن يصوروه كجبان. ليست هذه سوى واحدة من الافتراءات التي يحاول الرجعيون من خلالها تشويه ذكرى هذا الرجل الذي أبان دائما عن شجاعة عظيمة ولا مبالاة تامة بسلامته الشخصية.
لم يضيع باريينتوس أي وقت في إصدار الأوامر بإعدام تشي غيفارا. أصدر الأمر بمجرد تلقيه لخبر إلقاء القبض عليه. لم يضيع الوقت في التدقيقات القانونية. قام بذلك بعلم تام من طرف “الديمقراطيين” في واشنطن وموافقتهم المطلقة. لا أحد من هؤلاء الأشخاص كان مستعدا للمغامرة بعقد محاكمة يمكن لتشي غيفارا أن يدافع فيها عن نفسه وينتقل، كما هو حتمي، إلى الهجوم ويدين المظالم الاجتماعية التي تبرر كفاحه. كلا! كان يجب إخراس ذلك الصوت مرة وإلى الأبد.
خلال شهر يناير من سنة 1919 في برلين، لم يكن لدى اليونكر، الذين اعتقلوا روزا ليكسمبورغ وكارل ليبكنخت، بدورهم أية نية في السماح لهما بالوصول إلى المحكمة. لم يستشيروا كتب القوانين قبل تفجير رأسيهما. سيق تشي غيفارا إلى مبنى مهدم لمدرسة ابتدائية قرب قرية لا هيغييرا، حيث تم اعتقاله طوال الليل. أية أفكار دارت بخلده خلال تلك الليلة الرهيبة عندما كان وحيدا، كحمل وسط ذئاب جائعة، ومعزولا عن العالم، وعن أسرته وأصدقائه ورفاقه، يواجه موتا محققا!
خلال فترة ما بعد الزوال تم أخذ غيفارا من المدرسة. وأعدم على الساعة الواحدة وعشر دقائق من مساء يوم 9 أكتوبر 1967، على يد ماريو تيران، الذي كان رقيبا في الجيش البوليفي. ومن أجل إخفاء حقيقة تعرضه للقتل بدم بارد، أطلقت عليه العديد من الرصاصات في الرجل، لمحاكاة جروح المعركة. قبل هذا قال لجلاده: « أنا أعرف أنك هنا لكي تقتلني. أطلق النار، أيها الجبان، إنك لن تقتل سوى رجل.» هذا هو صوت تشي غيفارا الحقيقي وليس ذلك المزعوم الذي يلتمس الصفح.
ربطت الجثة بزلاجات مروحية وحملت إلى فالي غراندي القريبة حيث تم وضعه في حوض غسيل في إحدى المستشفيات المحلية وعرضت أمام السادة الصحفيين المحترمين الذين أخذوا الصور. ثم قام طبيب عسكري ببتر يدي الجثة، في أبشع صور تدنيس جثة، ليقوم بعدها ضباط من الجيش البوليفي بنقل جثة غيفارا إلى مكان سري.
الشخص الذي ترأس عملية مطاردة غيفارا كان هو عميل المخابرات الأمريكية، فيليكس رودريغيز، الذي تسلل إلى كوبا من أجل التحضير لانتفاضة معارضة لكاسترو تأتي متزامنة مع عملية غزو خليج الخنازير. لقد كان رودريغيز هو من أخبر أسياده في واشنطن وفيرجينيا بموت تشي. وكجميع اللصوص قام بسرقة ساعة تشي اليدوية وباقي حاجياته الشخصية التي يظهرها أمام الصحفيين وهو يتباهى بمآثره. سوف يدخل إسم فيليكس رودريغيز التاريخ موصوما بالعار. لكن الرجل الذي اغتاله بوحشية سيبقى حيا إلى الأبد كبطل للفقراء والمضطهدين، كمقاتل وثوري بطل وشهيد لقضية الاشتراكية العالمية.