
و
يزداد التهابا - هو ذاك الشّعور - مع كل يوم يمرّ ، بل كلّ ساعة و دقيقة و ثانية ..
و النّتيجة روحٌ [ واحدة] في جسدين اثنين !
لم أكن أعرف أنّ مشاعرك متدفّقة لهذا الحدّ أما وأنّ مقالك على هذا النحو
فإليك قد أخذت هذا الجزء وعنوان الموضوع وبنيت رأيي
أنّك ترغبين بالتجريب
---------
أمّا إذا أخذنا القصائد فعلينا أن نأخذها كاملة ليس دفاعا عن الشخص
ولكن إليك القصيدة مع بعض الحذف
القرار لنزار قباني
إني عشقتك .. واتخذت قراري
فلمن أقدم _ يا ترى _ أعذاري
لا سلطةً في الحب .. تعلو سلطتي
فالرأي رأيي .. والخيار خياري
هذي أحاسيسي .. فلا تتدخلي
أرجوك ، بين البحر والبحار ..
ظلي على أرض الحياد .. فإنني
سأزيد إصراراً على إصرار
ماذا أخاف ؟ أنا الشرائع كلها
وأنا المحيط .. وأنت من أنهاري
وأنا النساء ، جعلتهن خواتماً
بأصابعي .. وكواكباً بمداري
خليك صامتةً .. ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي .. وخرائطي
وأنا الذي أختار لون بحاري
وأنا أقرر من سيدخل جنتي
وأنا أقرر من سيدخل ناري
أنا في الهوى متحكمٌ .. متسلطٌ
في كل عشق نكهة استعمار
فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولةٍ أمطاري..
إن كان عندي ما أقول .. فإنني
سأقوله للواحد القهار...
عيناك وحدهما هما شرعيتي
مراكبي ، وصديقتا أسفاري
إن كان لي وطنٌ .. فوجهك موطني
أو كان لي دارٌ .. فحبك داري
من ذا يحاسبني عليك .. وأنت لي
هبة السماء .. ونعمة الأقدار؟
من ذا يحاسبني على ما في دمي
من لؤلؤٍ .. وزمردٍ .. ومحار؟
أيناقشون الديك في ألوانه ؟
وشقائق النعمان في نوار؟
يا أنت .. يا سلطانتي ، ومليكتي
يا كوكبي البحري .. يا عشتاري
إني أحبك .. دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي .. ودماري
إني اقترفتك .. عامداً متعمداً
إن كنت عاراً .. يا لروعة عاري
ماذا أخاف ؟ ومن أخاف ؟ أنا الذي
نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشارٍ .. ومن مهيار
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجار
سافرت في بحر النساء .. ولم أزل
_ من يومها _ مقطوعةً أخباري..
***
يا غابةً تمشي على أقدامها
وترشني يقرنفلٍ وبهار
........
.........
وعلاقتي بهما تظل حميمةً
كعلاقة الثوار بالثوار..
فتشرفي بهواي كل دقيقةٍ
وتباركي بجداولي وبذاري
أنا جيدٌ جداً .. إذا أحببتني
فتعلمي أن تفهمي أطواري..
من ذا يقاضيني ؟ وأنت قضيتي
ورفيق أحلامي ، وضوء نهاري
من ذا يهددني ؟ وأنت حضارتي
وثقافتي ، وكتابتي ، ومناري..
إني استقلت من القبائل كلها
وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي .. ونبوءتي
وأنا رفضت مدائن الفخار..
كل القبائل لا تريد نساءها
أن يكتشفن الحب في أشعاري..
كل السلاطين الذين عرفتهم..
قطعوا يدي ، وصادروا أشعاري
لكنني قاتلتهم .. وقتلتهم
ومررت بالتاريخ كالإعصار ..
أسقطت بالكلمات ألف خليفة ..
وحفرت بالكلمات ألف جدار
أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت
فتكومي كحمامةٍ بجواري
ما عاد ينفعك البكاء ولا الأسى
فلقد عشقتك .. واتخذت قراري..
---------------
أما وقد كتبت القصيدة وإن كنت لست أهلا للتحليل لأنّ اختصاصي يلغي ذلك
ولكنّ عنوان القصيدة كان صارخا القرار
ومن يملك اتّخاذ القرار؟ وأيّ قرار هذا الذي يقصده نزار
وأيّ سلطة هي التّي تملك سلطة اتّخاذ القرار والانفراد به
كيف يلغي هذا السّلطان الشرائع وينسبها إليه
وما علاقة الثقافة والحضارة والدول
وأيّ خرائط بقصد
هل هي خرائط نساء أم خرائط دول واستعار بدلها
--------
ما أراه هنا في قصيدة الشّاعر أنّه يتحدّث عن اتّخاذ القرار وعن حريّة التصرف من قبل السلطة
وهو أحيانا متهكم، ساخر، لاذع
مهما اختلف المختلفون بتفسير ذلك ممّن تحامل عليه
وممّن وافقه وسار معه بذات السّرب
--------
الخلاصة لم أدخل للموضوع لإبداء الرّأي إلاّ بالقصيدة
ولأوشوش لك أنّنا لا نحكم على الجمل بفصلها إلاّ إن أنهينا القصيدة أو النّص
وإن وفّق في ذلك أو أخطأ فعليه ...
لك من التّحية أوفرها ومن المحبّة أخلصها