الذي لا يستح يظهر الأعاجيب فعلا هذا ما ينطبق على هذا الغسان المنقلب على عقبيه أما بالنسبة للذي يبحث عن دليل الانقلاب فهو كما يلي :
الموقف الأول : ما يحدث الآن هو ثورة وليس مجرد اضطرابات أو تحركات احتجاجية. من هنا ينطلق الإعلامي غسان بن جدو في توصيف ما يجري في مصر. وهذه الثورة ليست حربا على مبارك ونظامه فقط، برأيه، بل هي ثورة على نظام دولي اختصره النظام المصري، شارحا ما يمثله هذا النظام في الأمن والسياسة والاقتصاد.
ويرى بن جدو أن ثورة مصر مثلثة العناوين : أولا هي ثورة على المنظومة الأمنية التي حكمت بالقمع على مدى عقود طويلة، وثانيا ثورة على اللاعدالة الاجتماعية، وثالثا للمطالبة بمشروع وطني حقيقي يعيد إلى مصر مكانتها ودورها.
ويشرح بن جدو هذه العناوين بالتفصيل في لقاء جمعه مع "شباب السفير"، معتبرا أن الثورة تنتصر بإطاحة رأس النظام وإيجاد بديل عنه، سيكون ثوريا أو انتقاليا، يتولى إعادة تشكيل النظام. وهذه العملية ستحتاج إلى وقت......
الموقف الثاني أي الانقلاب : واليوم يحاول الكثيرون تسويق الربيع العربي على أنه ثورة من ثورات العالم الكبرى التي تتعلم منها الأمم والشعوب برغم ان هذا الربيع لايعدو في أعلى مراتب التوصيف أن يكون تمردا اجتماعيا متشظيا قائما على الانفعال العاطفي الوجداني لجمهور تائه لايختلف عن الحدّاد الذي أراد أن يبني "مصطبة" القاعدة المادية الفولاذية للينين.. فقد غاب عنا في هذه الثورة العربية "المترامية الأطراف" من شمال افريقيا الى اليمن السعيد والى سوريا شيئان مهمان هما فلاسفة الثورة الكبار ومفكروها.. وكذلك غابت كليا فلسفة الثورة.. واللهيب الذي نراه اليوم لم يوقده فلاسفة ولاعمالقة ولاقامات ولاهامات ولافكر.. هذه ثورات أوقدها النفط والجهل وحديث التعصب والتدين السياسي.. وليس القهر والحرمان والديكتاتوريات.. أما فلاسفتها الحقيقيون فلا يتكلمون العربية !!..