منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسئلة و إجابات نموذجية في التاريخ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-25, 16:29   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
mihra
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mihra
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :
من بين الأحداث الهامة التي شهدتها سنة 1955 بالنسبة للثورة الجزائرية ، أحداث 20 أوت 1955 ، وإدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة

.المطلوب :
1/عرف كل حدث من الحدثين المذكورين .2
/بين اثر كل منهما على مسار الثورة الجزائرية


الجواب
:

مقدمة
:
بحلول سنة 1955 تكون الثورة الجزائرية قد قطعت مرحلة هامة ، رغم قصر المدة ، اجتازت خلالها عدة صعوبات وعراقيل حاول العدو الفرنسي وضعها في وجهها من أجل إفشالها والقضاء عليها ، كادعائه بكونها ثورة خارجية ، وان أصحابها من الفلاقة وقطاع الطرق وغيرها من الادعاءات الباطلة، وبدأت في الاستعداد الجدي والجاد لمواجهة المستعمر بكل الوسائل و الأساليب العسكرية والاقتصادية والسياسية ، لتثبت وجودها ، وتبرهن للرأي العام المحلي والفرنسي والعالمي عدالة قضيتها ، وإصرارها على افتكاك النصر مهما كانت التضحيات ومهما غلا الثمن وفي هذا النطاق تندرج أحداث 20 أوت 1955 ، وإدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة .



تعريف كل حدث من الحدثين :

أ/ أحداث 20 أوت 1955 : خلال الاجتماع المنعقد من 25 جوان 1955 إلي 1 0 جويلية من نفس السنة بين قادة المنطقة الثانية بضواحي "الزمان " المسمى بالحدائق بسكيكدة ، وبحضور مائة من المجاهدين أعضاء الولاية الثانية منهم زيغود يوسف ، لخضر بن طوبال ، مصطفى بن عودة ، علي كافي، محمود الصالح ميهوب ، بوضرسة عمار وغيرهم ، تم الاتفاق على القيام بهجمات واسعة يوم20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني لتحقيق عدة أهداف منها :- فك الحصار المضروب على منطقة الأوراس والقبائل بعد أن نقل الاستعمار قواته وتعزيزاته لهذه المناطق لخنق الثورة والقضاء عليها نهائيا . - التضامن مع الشعب المغربي الشقيق ، حيث أن 20 أوت 55 تصادف الذكرى الثانية لنفي الملك محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر .

/- إثبات تعلق الشعب الجزائري بالكفاح من أجل الاستقلال و الحرية والسيادة الجزائرية .
/-تفنيد الادعاءات الفرنسية القائلة بعدم وجود ثورة بالجزائر وأن ما يحدث لا يزيد عن كونه عبارة عن عمليات إرهابية يقوم بها قطاع الطرق والخارجون عن القانون
- تعميم الثورة وترسيخها وتغلغلها في الأوساط الجماهيرية بواسطة الهجوم العام الذي تسانده قوى الشعب بجميع فئاته
./- رفع معنويات المجاهدين و الروح القتالية لديهم بتحطيم أسطورة الجيش الاستعماري الذي لا يقهر
./- الرد على عمليات الإبادة والتقتيل والسلب والنهب التي مارستها قوات جيش الاستعمار وأذنابه وغلاة المستعمرين ضد الشعب الجزائري الأعزل .
/- لفت انتباه الأنظار الدولية للقضية الجزائرية وكفاح شعبها ضد الفرنسيين خاصة وأن هذه القضية سوف ترفع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر الموالي ( سبتمبر 1955) بعد أن نوقشت في مؤتمر باندونغ بإندونيسيا - محاولة توحيد صفوف الحركة الوطنية الجزائرية بانضمام أعضائها إلى جبهة التحرير الوطني لتشكيل قوة وطنية صلبة بإمكانها الصمود في وجه العدو ومواجهته .
/- وقف الحملة الفرنسية الشرسة التي شنتها ضد زعماء الثورة حيث قتلت البعض منهم كباجي المختار في 20نوفمبر 1954 ، وديدوش مراد في 18 جانفي 1955و ألقت القبض على البعض الآخر مثل ابن بو العيد (1955)و أرغمت آخرين على مغادرة الجزائر مثل بوضياف الذي غادر الجزائر سنة 1955 إلى المغرب الأقصى لمواصلة نشاطه ودعمه للثورة .


ب/ إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة :
في فاتح أكتوبر 1955 قررت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة تسجيل القضية الجزائرية بـ 28 صوتا ضد 27 صوتا وقد رفضت فرنسا ذلك مدعية أن القضية الجزائرية قضية فرنسية داخلية ، كما وعدت بحل المشكلة بصفة مرضية للطرفين (الفرنسي و الجزائري ) وأنها ترفض رفضا باتا تسجيلها في جدول أعمال الهيئة ، كما انسحب وزير الخارجية الفرنسي " بيني" من الجلسة وامتنع عن مناقشة المسائل الأخرى . وفي 25 نوفمبر 1955 قررت المنظمة سحب القضية من جدول أعمالها بعد أن قدم ممثل الهند "كر يشنا مينوه " عريضة يطالب فيها بإلغاء القضية الجزائرية من جدول الأعمال لأن فرنسا وعدت بحل المشكل الجزائري بصفة مرضية للطرفين ، فوافقت الجمعية العامة على ذلك ، وأرجئت هذه القضية إلى الدورة المقبلة إن لم تنفذ فرنسا وعدها وتجد لها الحل المناسب و المقبول من الطرفين .


اثر كل حدث منها في مسار القضية الجزائرية :

أ / حوادث 20 أوت 1955
:

لقد كانت لهذه الحوادث آثار هامة بالنسبة للثورة ، إذ اعتبرت نقطة تحول رئيسية ، و من هذه الآثار ما يلي :

- أدت إلى أن تعم الثورة كامل التراب الوطني .

/- فندت أقاويل الاستعمار على أن الثورة مسيرة من الخارج وبقيادة " مشوشين " .

/- أظهرت التفاف الشعب حول الثورة ، وإنها ليست من صنع قطاع الطرق .

/- مهدت هذه العمليات لمؤتمر الصومام 20 أوت 1956.

- فكت الحصار الخانق المضروب على الولاية الأولى و الثالثة .

/- أعطت دفعا جديدا وقويا للقضية الجزائرية في المجال الدولي و الدبلوماسي وأدخلتها إلى مجال الأمم المتحدة .

/- أجبرت العدو على تغيير استراتيجيته سياسيا وعسكريا ، والاعتراف بتصاعد عمليات الكفاح المسلح وخطورته على الاستقرار الفرنسي في الجزائر ، و تيقن الفرنسيون انهم أمام " ديان بيان فو " جديدة .

- امتدت تأثيراتها إلى داخل صفوف جيش فرنسا في وطنها الأم حيث رفض جنودها في شهر سبتمبر 1955 الالتحاق بالجزائر و قاموا بمظاهرات صاخبة ، وهذا ما فعله أيضا الطيارون بمدينة "ليون " الفرنسية.

/- أكدت مصير وحدة المغرب العربي وآماله المشتركة ، وعززت تضامنه النضالي والكفاح بين شعوبه .


ب/ إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة :
إن إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الأمم المتحدة لأول مرة منذ اندلاع الثورة في غرة نوفمبر 1954 حدث هام جدا من الناحية الدبلوماسية و السياسية ، وتتجلى هذه الأهمية فيما يلي :

- القضاء نهائيا على المزاعم و الأحلام الفرنسية الداعية بأن الجزائر ، كما جاء في دستور 1947 ( قطعة من التراب الفرنسي ) وإنها جزء لا يتجزأ منها ، وبالتالي تأكد العالم بأسره حتى تلك التي لم تساند الموقف الجزائري بأن القضية الجزائرية قضية تصفية استعمار .

/- أبرزت رغبة دول العالم ، خاصة الدول العربية ، ودول حركة عدم الانحياز في مناصرة الشعب الجزائري وتأييده ، ودعمه سياسيا لكي ينال حقه المغتصب ، ويسترد حريته ، وهو ما أحس به الوزير الفرنسي للخارجية " بيني " حين انسحب من الجلسة وقاطع أعمالها

- حصول الشعب الجزائري وجبهة التحرير الوطني على دعم معنوي كبير زاد من إصراره على الاستمرار في الكفاح ومواجهة العدو بكل الوسائل ومختلف الأساليب بما في ذلك الأسلوب السياسي .


الخاتمة :
من كل ما سبق يتضح أن سنة 1955 حبلى بالأحداث السياسية المتمثلة في أحداث 20 أوت 1955 وتسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة وإضراب 5 جويلية وإنشاء الاتحادات الخاصة بالجزائريين كالاتحاد الوطني للطلبة المسلمين وغيره . وإن كل هذه الأحداث وغيرها زادت من توطيد اللحمة الجزائرية وإصرار الشعب على المضي في كفاحه ، وفي المقابل زعزعت الموقف الفرنسي الداخلي والخارجي وأحرجت الساسة الفرنسيين فزادوا من أعمالهم العسكرية الشرسة طمعا في كسب نصر عسكري .