منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وأخير تم الكشف عن المقالات المرشحة لعام 2013 من طرف مفتش
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-25, 12:48   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
BOUNIF KAMEL
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

"هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية"
* تقديم المشكل : - بدأ تطور العلوم بانفصالها عن الفلسفة ، مع رواد البحث التجريبي كوبرنيك ،وكبلر ،وغاليلي ،وفرنسيس بيكون وكلورد برنارد ،هذا الأخير الذي وضع أسس المنهج التجريبي الحديث ،وهو منهج يقوم على خطوات ثابتة هي : الملاحظة ،الفرضية ، التجربة ، الهدف منها هو الخروج بالقوانين العلمية ويعد بذلك تجريب الوسيلة الوحيدة ، التي نملكها لنتطلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا . - وبما أن العلوم تصنف إلى :علوم تجريبية وبيولوجية فإن الأولى تدرس المادة الجامدة وهي التي تتناول الظواهر الطبيعية الجامدة كما هو الحال في الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك والجيولوجيا ،والثانية تدرس ظواهر المادة الحية كما هو الحال في البيولوجيا وما يتفرع عنها من علم النبات وعلم الحيوان وعلم البشر . - وتعتبر العلوم التجريبية علوما صارمة ودقيقة في استخلاص نتائجها وهي بذلك تعد من أكثر العلوم نجاحا وازدهارا. - إما العلوم البيولوجية فهي علوم تظل في حاجة إلى ضبط علمي دقيق ويرجع ذلك إلى اختلاف وجهات نظر العلماء في إشكالية تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية . – فهناك من يرى بأنه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية (البيولوجيا) وهناك من يرى عكس ذلك ويرجع ذلك إلى طبيعة العوائق الابستمولوجية . - فهل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية ؟وماهي العوائق التي تحول دون ذلك ؟ * محاولة حل المشكل : - للفصل في المشكل المطروح انقسم العلماء إلى قسمين : *ج1- قسم أول يرى بأنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على البيولوجيا و يرجع ذلك إلى عوائق ابستمولوجية هي كالتالي : 1- بما أن المادة الحية حسية فان كل جزء فيها تابع للكل ،فهي تشكل وحدة متعاضدة تحافظ على تماسكها ،فأعضاء الكائن الحي تستجيب كوحدة متكاملة . 2- صعوبة تصنيف المادة الحية لأنه يتداخل في تشكيلها عناصر فيزيائية وكيميائية وكل محاولة لتقسيم الكائنات الحية تقضي على الفردية وتشوه طبيعة الموضوع وتشوش نتائج البحث. 3- صعوبة تعميم النتائج فقد نستخدم التجارب على الحيوانات قصد الدراسة البيولوجية لكن مايصدق على الحيوان لايصدق على الإنسان . 4- صعوبة التجريب وصعوبة مصداقيته لان الكائن الحي لايكون هو إلا في محيطه الأصلي . 5- صعوبة التكرار لأنه لامكن تكرار التجربة . 6- صعوبة التشريح . 7- إن العفوية الحرة التي يتمتع بها الكائن الحي تحول دون دراسته فهو خاضع لنظام حر وتغيرات داخلية وخارجية . 8- يقول كوفي " إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ،فهي لاتستطيع الحركة إلا بقدر ما تتحرك كلها معا ، الرغبة في فصل جزء من الكتلة معناها نقله إلى نظام الذوات الميتة ومعناها تبديل ماهيته تبديلا تاما". * النقد: رغم كل هذه العوائق إلا أن الإنسان لم يتوقف بفضوله عن محاولة كشف النقاب عن الكائنات الحية واستعمل في ذلك أساليب متنوعة تقنية ساهمت في إنتاج القوانين وفهم الظاهرة البيولوجية . *ج2- وقسم ثاني يرى انه يمكن دراسة المادة الحية كما يمكن تجاوز هذه العوائق وأكد ذلك (كلور برنارد )في كتابه "مدخل لدراسة الطب التجريبي " وحججهم على ذلك : 1- إن خصائص المادة الحية لايمكن معرفتها إلا بعلاقتها بخصائص المادة الخام وذلك لأنه يتشكل في تركيبها عضويات مركبة (أجسام بسيطة كيميائيا (16) منها مايدخل في تركيب عضوية الإنسان تفاعل هذه الأجسام يؤلف ذوات سائلة وصلبة وغازية) . 2- يمكن دراسة الظاهرة البيولوجية أي دراستها جوهرية في تكوينها كالأملاح الترابية والفوسفات والكلور والسلفات ، كما يتداخل في تكوين العضوية الحيوانية والنباتية كالنشاء والسكر والشحم والألبومين هذه المبادئ المباشرة تحتفظ بخصائصها ويمكن على ضوئها دراسة الظاهرة البيولوجية . 3- يمكن دراسة الظاهرة البيولوجية عن طريق الميكروبيولوجيا متجاوزين بذلك التشريح . 4- يجب أن تكون الدراسة العلمية للحوادث الحيوية دراسة فيزيائية كيميائية ، فعملية التنفس مثلا:ترتد في النهاية إلى أكسدة الخمور والى تاكسدات خاصة بالخلايا ولقد اجتهد كلور برنارد في إخراج العلوم البيولوجية من مجال التحجر إلى مجال الازدهار والتقدم وذلك بسعيه إلى تطبيق مناهج البحث في الدراسات الفيزيائية والكيميائية وبفضل ذلك استطاع أن يقلب حيوانات ذات دم حار إلى حيوانات ذات دم بارد . 5- بفضل المنهج التجريبي على المادة الحية تمكن باستور من دراسة الجراثيم واستطاع أن يحارب مرض الجمرة الخبيثة التي كانت تصيب الشياه . *النقد : مما لاشك فيه أن العلوم البيولوجية حققت نتائج باهرة لكنها مقارنة بالعلوم التجريبية تظل متأخرة . *التركيب:
إن الخصوصيات التي تميز الظاهرة البيولوجية مكنت العلماء من إحراز تقدم مذهل أدرك ذروته مع تسخير المورثات في مجال الاستنساخ . لكن هذه الخصوصيات أعاقت طريقها أمام المنهج التجريبي .
*الخروج من المشكل : وأخيرا نصل إلى أن المنهج التجريبي هو مقياس مثالي لجميع العلوم وهو المقياس الذي يزن مصداقية العلوم ويقدر نتائجها وصرامة تطبيق خطواته تعود إلى طبيعة الموضوع المدروس . فهو في العلوم التجريبية دقيق في استخلاص نتائجه ،إما في العلوم البيولوجية فهو في حاجة إلى تهذيب مستمر مع تطور معرفتنا لخصائص الظواهر المبحوثة وخاصة إذا تعلق الأمر بالكائنات الحية . ولعل استمرار هذا التهذيب الميداني هو الذي مكن العلماء من فتح فن جديد يعرف بأخلاقيات البيولوجيا،وهي تبحث في معايير الخلقية القابلة للتطبيق في البحث البيولوجي وفي كل ما يتعلق بالتدخلات التقنية على الحي ،إنها تعني بالسلوك الذي ينبغي اتخاذه إزاء التعامل مع الكائن الحي .










رد مع اقتباس