2013-04-10, 12:59
|
رقم المشاركة : 10
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lolo mimi
انا الحقيقة نصدقهم في 2
|
تصدقي الدجال الكاذب عليه لعنة الله هل تعلمين أن تصديق السحرة گفر·· والمشعوذون أفسد خلق الله
اليك الفتوى
سماحة المفتي:
* الله تعالى أذن لنا بتعاطي الأسباب التي نتقي بها البلاء قبل
نزوله أو نتخلص منه بعد نزوله
* بعض الناس عندما يصابون بأي مرض تضعف عزائمهم ويقل صبرهم
فيطلبون العلاج من كل من هب ودب وربما لجأ بعضهم للسحرة والمشعوذين
من حكمة الرب جلَّ وعلا ابتلاء بعض عباده بأنواع البلايا والأمراض في الأبدان
* اللجوء إلى السحرة من ضعف الإيمان وقلة اليقين
* السحرة يفسدون عليك دينك ويقطعون صلتك بربك
* الرقية الشرعية حق والأذكار حصن لبدنك وقلبك من مكائد الشيطان
* هؤلاء السحرة كذبة همهم ابتزاز أموال الناس
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى·
عبادَ الله، إنَّ من حكمة الربِّ جلّ وعلا ابتلاءَ بعضِ عباده بأنواع البلايا، بالأمراضِ في الأبدان،
فيبتلي بعضَ عباده بأنواعِ الأمراض في أبدانهم، وهذا الابتلاء له حِكمٌ عظيمة·
فمِن ذلكم أنَّ هذا البلاء سببٌ لحطِّ الخطايا والسيِّئات كما في الحديث: “ما يُصيب المؤمنَ من نصَب
ولا وصَب حتّى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر الله بِها من خطاياه”·
ومِن الحكم أيضًا أنّ يستشعِر العبد ضعفَه وعجزَه وعدمَ قدرته على دفع ما أراد الله وقوعَه، فما شاء
الله كان، وما لم يشَأ لم يكن، والأمرُ بيَد الله،{قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي
نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ
لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا
نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 188]·
ومن الحِكَم أيضًا أن يظهرَ صدقُ إيمان العبد، فإنَّ المؤمنَ حيالَ البلاء يكون صابرًا محتسبًا
راضيًا بما قضى الله وقدَّر عليه، وغيرُ المؤمن يظهرُ منه التّسخّط وعدمُ الرّضا،
ولذا يقول : “إذا أرادَ الله بعبده خيرًا عجَّل له العقوبةَ في الدنيا، وإن أراد
به غَيْر ذلك أمسَك عنه حتى يوافى به يوم القيامة”، وقال: “إنَّ عِظمَ الجزاء مع
عِظم البلاء، وإنَّ الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِي فله الرّضا، ومن سخط
فعليه السّخط”·
وربُّنا جلّ وعلا أذِن لنا بتعاطي الأسبابِ التي نتَّقي بها البلاءَ قبلَ نزوله، أو نتخلّص منه بعد
نزوله· أذِن لنا بتعاطي الأسباب، وهذه الأسبابُ لا تنافي توكُّلنا على الله، ولا
تنافي عبوديَّتنا لله، بل تعاطينا للأسباب من كمالِ إيماننا بالله، فنحن نتعاطى
الأسبابَ معتقِدين أنَّ الكلَّ بقضاءِ الله وقدره، واللهُ كاشفُ الضّرّ ورافع
البلاء، {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن
يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الأنعام: 17]·
فتعاطي الأسبابِ النّافعة لا ينافي التوكّلَ على الله، بل تعاطي الأسبابِ من التوكّل على
الله جلّ وعلا·
وربّنا تعالى حرَّم علينا تعاطيَ الأسبابِ التي نهانا عنها؛ لأنّها ضارّة غيرُ نافعة، يقول مرشِدًا
إلى العلاج النّافع: “تداوَوا عبادَ الله، ولا تتداوَوا بحرام”، وقال : “ما أنزل
الله من داءٍ إلا أنزل له دواء، علِمَه من علِمه، وجهله مَن جهله”، فما أنزل الله
داءً إلا أنزل له الشّفاء، ولكن يتفاوت النّاس في إدراكهم لهذا العلاج، فيوفَّق له
من يوفِّقه الله، فيعلم داءَ الدواء، فينفع بإرادة الله، ويجهله البعض، فربّما
زعموا أن هذا المرضَ مرضٌ لا دواءَ له، أو يستحيل العلاجُ منه، وهذا كلُّه من
الجَهل والخطأ، فجهلُ بعض الأطبّاء بالعِلاج لا ينفي علمَ آخرين به، لأنَّ نبيّنا
يقول: “ما أنزل الله من داءٍ إلا أنزل له دواءً، عَلمه مَن علِمه، وجهله مَن
جهله”، وما أحَد يحيط بالعلوم كلِّها، {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا
قَلِيلًا } [الإسراء: 85]·
أيها المسلم، إنَّ البعضَ من النّاس عندما يُصابُون بأيِّ مرضٍ ما من الأمراض تضعُف عزائمهم، ويقلّ
صبرهم، فليجؤون إلى طلبِ العِلاج من كلِّ من هبَّ ودبّ، وربّما يلجأ بعضهم إلى
السّحرة والمشعوِذين، يزعم أنَّ عندهم شِفاءً، وأنَّ عندهم عِلمًا بهذا المرض،
وأنَّ عندهم معرفةً بمن تسبَّب في ذلك· هؤلاء الذين يلجؤون إلى السّحرة والمشعوذين
يظنّون أنَّ عندهم الشفاء، وأنَّ بأيديهم الشفاء، وأنَّ فلانًا جرّب ذلك، فرأى
شفاءً عاجلاً، ورأى تخلُّصًا من المرَض في أسرع وقتٍ ممكن، هكذا يتصوّر البعض،
أنَّ اللجوءَ إلى السّحرة والمشعوِذين هو الشّفاء النافع والعلاج المؤثر، وهذا ـ
يا أخي المسلم ـ من ضعفِ الإيمان وقلّة اليقين، فإنَّ الله جلّ وعلا لم يجعل
شِفاءنا فيما حرَّم علينا، إنَّما جعل شِفاءنا فيما أذن لنا وأباح لنا، لا فيما
حرَّمه علينا·
أيّها المسلم، يتعلَّق بعضُ المرضى بخيطِ العنكبوت، (باحثًا) عمّن يعالجُه ويخلِّصه من بلاياه، فيتلفَّفه
السَّحرة والمشعوذون قائلين: إنَّ عندهم علمًا بمن سحَر، وإنَّ عندهم علمًا بمن
أصاب بالعين، وإنَّ عندهم علمًا بالحاسد، إلى غير ذلك من خرافاتِهم وأكاذيبهم·
هؤلاء يا عباد الله، هؤلاء كذبةٌ، إنّما همّهم ابتزازُ أموالِ النّاس وأكل أموال النّاس بالباطل، هؤلاء
لا خيرَ فيهم، ولا يُرجَى من علاجهم شِفاء· إنَّ علاجَهم أن يمرِضوا قلبَك، أن
يفسِدوا دينَك، أن يقطَعوا صلتَك بربِّك، أن يجعلوك متعلِّقَ القلب بهم دائمًا
وأبدًا، فربّما استعانوا بالشياطين، فخلَّصوا بعضَ الأسباب، فيبقى قلبُك متعلِّقًا
بهم، تظنّ أنَّ عندهم علمَ الغيب ومعرفةَ الأمور كلّها، وهذا ـ يا أخي المسلم ـ من
الجهل وضعفِ اليقين·
أيّها المسلم، إنَّ السحرةَ لا علمَ عندهم، ولا خيرَ يرجَى من ورائِهم، وإنّه وإن قُدِّر حصولُ بعض
الشّفاء على أيديهم فما يحصل لك من شفاءٍ في البدن يعقبه فسادُ القلب، يعقبُه ضعفُ
الإيمان أو زواله؛ لأنَّ أولئك يعتمِدون في علاجهم على الخرافةِ والضلال، يعتمدون
على الخرافة والدّجل والتضليل بالمسلم، يقولون له: إنّ فيك سحرًا، والساحر لك فلان
أو فلان، وربّما قالوا: أمّك، أو أبوك، أو زوجتك، أو أقرباء زوجتِك، أو قريبك
فلان، فيحدِثون بين النّاس عداوةً وبغضاء وفتنًا والعياذ بالله·
وأمرٌ آخر، ربّما أمروا ذلك المريضَ بالشّرك بالله، بالذّبح لغير الله، بدعاءِ غير الله، بالاستغاثة
بغير الله، بالالتجاء لغير الله، بتعلّق القلبِ بغير الله· وهم لصوصٌ يأكلون
أموالَ النّاس ظلمًا وعدوانًا، لا خيرَ فيهم، هم أخبثُ خلق الله عمَلا، هم أبعدُ
النّاس عن الخير، هم أقذر النّاس منزلاً وأقذرهم ملبَسًا، هم أعوانُ الشياطين، هم
يستمدّون أمرَهم من الشياطين، يذبَحون لهم وينذرون لهم ويستغيثون بهم ليحقِّقوا
بعضَ الأمور على أيديهم·
أيّها المسلم، الجأ إلى الله، وقوِّ ثقتَك بالله، تعاطَ الأسبابَ النّافعة، ابحَث عن الأورادِ من
كتابِ الله ومن سنّة محمّد، فابحَث عن الآيات من كتاب الله والأحاديث الثابتة عن
رسول الله، وقبل ذلك حصِّن نفسَك بطاعة الله، بامتثال أمره واجتنابِ نهيِه، وحصِّن
نفسَك بالأورادِ في الصّباح والمساء، وحصِّن نفسَك بكثرةِ ذكر الله، يُبعِد الله
عنك أولئك، ويخلِّصك من مكائدهم·
أمّا أولئك السّحرة فإذا أتيتَ الواحدَ منهم عظّموا الأمراض وعظّموها، وقالوا: فيك كذا وكذا، وأمرَضوا
قلبَك، وأضعفوا يقينَك، وجعلوك ضعيفَ النفس، لا تثبتُ على شيء، تنهزِم أمامَ
خرافاتِهم وضلالاتِهم، فربّما ابتزّوا مالك كلَّه، وربّما سبّبوا لك قلقًا نفسيًا
تعيش فيه مدَّة حياتِك، فهُم لا خيرَ فيهم، ولا نصيحةَ منهم، ولا شِفاءَ على
أيديهم، فليحذَر المسلم أن يتعلَّق بهم، وليحذرْ سؤالَهم، وليحذَر إتيانهم، وليعلم
أنَّ تصديقهم كفر، يقول : “من أتى كاهنًا فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاةٌ أربعين
يومًا”، وفي لفظ: “من أتى كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد”
هؤلاء المشعوِذون أفسدُ خلق الله، وأخسُّ خلق الله، لا دينَ يحميهم، لا إيمانَ يمنعهم، إنَما الكذب
والدّجل والباطل وأكلُ أموال الناس بالباطل، إنّما هم حربٌ نفسيّة على المرضى،
فيأتيهم المريض فيرجِع بمرضٍ أعظمَ مما آتاهم مِن وساوسهم وآرائهم الكاذبة
وكلماتهم الخاطئة، فاحذَر ـ أيها المسلم ـ ذلك، والجَأ إلى الله، {أَمَّن يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل: 62]، وابحَث عن العلاج
النّافع الذي ثبت تجربتُه على أيدي أطبّاء مختصّين، لهم علمٌ بالطّبّ إذا أراد
الله الشفاء، قال إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء:
80]، فالله الذي يشفيك من أمراضِك، والله الذي يخلِّصُك من بلائك·
أمّا أولئك السّحرة فإنّهم يزيدون مرضَك مرضًا، ويزيدونك قلقًا، ويهوِّلون الأمر، ويجسِّدون الأشياءَ،
حتى تظنَّ أنَّ كلامَهم حقّ، فإنّك مهما كان لا ترجع منهم بخَير، حتّى ولو قُدِّر
الشفاءُ فأعظم بلاءٍ تعلُّق القلب بهم، واعتقاد أهليّتهم، واعتقاد صدقِهم، وهم
أكذبُ خلق الله، وهم أضلّ خلقِ الله· فإيّاك إيّاك أن تلجَأ إليهم، لا يخدعنَّك
منهم الأكاذيب والأباطيل، لا يخدعنَّك منهم ما يقولون، وأنّهم فعلوا وفعلوا، وشُفي
على أيديهم فلانٌ وفلان، لا تثِق بأخبارهم، لا يقَع في نفسك على قريبٍ من أقربائك
حقدٌ لأجل كلماتٍ نطق بها هذا السّاحر، وقال: إنّك أصِبت بفلان أو من فلانة، كلّهم
كذَبة، وهل يُصدَّق ويوثق بخبرِ الشياطين؟! إنّ المسلمَ لا يرضى بذلك، يلجأ إلى
الله، ويسألُ الله العافيةَ قبل كلّ شيء، قال: “يا عبّاس، اسألِ الله العافية، فما
أُعطي ابنُ آدم بعدَ اليقين خيرًا من العافية” لكن إذا ابتُلي صبر، ورضي بما قضى الله، وبذل السّببَ،
وبحثَ عن الأسبابِ النّافعة التي تؤثّر بإرادة الله، واتَّقى الأسبابَ الضّارة
والأسباب التي تفسِد العقيدةَ وتضعِف الإيمان، وأغلى ما عند المؤمن إيمانه بالله
ورسوله·
فاحذَر ـ أخي المسلم ـ أولئك، وكُن على حذرٍ منهم، فإنّهم شرّ خلق الله، الواجبُ القضاء عليهم، وعدمُ
تمكينهم، والكفّ عن الإتيان إليهم وتصديقِهم بما يقولون·
أسأل اللهَ لي ولكم العافيةَ في الدّنيا والآخرة، اللهمّ عافِنا في ديننا، وعافِنا في أبداننا، وعافنا
في أهلنا ومالنا، إنّك على كلّ شيء قدير·
أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه ثمّ
توبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم·
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم
تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين·
أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى·
عباد الله، الرّقيةُ الشرعيّة حقّ، والنبيّ كان يرقي بها، ولقد ثبَت عنه (أن) تلاوة آياتٍ من القرآن
سببٌ لإبعاد الشياطين عن الإنسان، فيقول : “من قرأ آيةَ الكرسيّ كلّ ليلة لم يزل
عليه من الله حافظ، ولا يقربُه شيطان”، وأخبَر أنّ قراءة سورة البقرة تُبعِد
الشّياطين عن المنزل، وأنّ الشيطان يفرُّ من البيت الذي تقرَأ فيه سورة البقرة،
ولمَّا سحرَه اليهود أنزل الله عليه المعوِّذتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
} [الفلق: 1] {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } [الناس: 1]، فيقول: “ما استعاذ
المستعيذ بأفضلَ منهما، وما سأل سائلٌ بأفضل منهما”·
أيّها المسلم، أكثِر الأذكارَ القرآنيّة، أكثر منها ففيها تحصينٌ لك وحفظ لبدنك وقلبِك من مكائدِ
الشيطان، يقول في الآيتين من أواخر سورة البقرة: “من قرأ بهما في ليلةٍ كفتاه”،
وكان إذا أوى إلى فراشه يجمَع كفّيه فيقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص:
1] { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } [الفلق: 1] {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
} [الناس: 1]، ثلاث مرات، ثم يمسح بهما رأسَه وما استطاع من جسده، كلّ هذا يمنعك
من مكائدِ الشيطان، ويحرسك من أولئك·
أيّها المسلمون، إنّ هناك من يتعاطى الرقيةَ الشرعيّة، وهؤلاء الذين يتعاطَون الرّقية الشّرعية يجب
عليهم أن يتَّقوا الله في أنفسِهم، ويحذروا استغلالَ مرض المريض فيحمِّلوه ما لا
يطيق، ويأخذوا من الأموال فوقَ المستطاع، ولئن كان جائزًا أخذُ الأجرة لكن ينبَغي
الاعتدال في الأمور كلِّها، وألا يُستغلَّ مرض المريض بالطّمع الزائد·
وأمرٌ ثان، ينبغي لأولئك الذين اعتنَوا بالرّقية الشرعيّة كما يقولون أن يتَّقوا الله في أنفسهم ولا
يخبِروا إلا بالحقيقة، ولا يكذِبوا على الناس ويروِّجوا عليهم، يقولون: إنّ فلانًا
شفي بأيدينا إذ قلنا له كذا وكذا، وليحذَروا أن يستعينوا بالشّياطين، أو بما يقول
بعضهم: نستعين بالجنّ من المسلمين، فكلّ هذا من الخطأ، كلّ هذا من الدّجل
والضّلال· وليحذروا أيضًا أن يكونوا سببًا في حصول الشّرّ والبلاء، فإنّ بعضهم لا
يتّقي في قراءته على النساء، ولا يتورَّع من كثير من الأمور التي ينبغي أن يترفَّع
عنها من يرقي المرضى، ويكون عفيفَ النفس غاضَّ البصر بعيدًا عن هذه الأمور
المخالِفة للشرع·
ينبغي لهم تقوى الله في أنفسهم، وألا يرقُوا المريض إلا بآيات من كتاب الله، أو بالمأثور من سنَّة
محمد، ولا يِصِفوا أمورًا لا يحسِنونها، ولا يجعلوا كلَّ مرض يقولون فيه: هذا سحر،
أو يقولون: هذا عين، أو يقولون: هذا مسّ، ينوِّعون أنواعَ الأمراض ليظنَّ الناس
أنّهم صادقون، والغالب أنّ كثيرًا منهم لا علمَ له بهذه الأمور، لكنّه يأتي بهذه
الأشياء ليُظَن صدقه، ليُظَنّ حقيقة أمره، والكثير منهم إنّما همّه أخذُ الأموال·
فإذا كنتَ ـ أخي ـ ترقي المرضى فارقِ بالآيات القرآنية والسنّة النبوية، واقتصر
على ذلك، واحذَر الأمورَ التي تخالف الشرع، لا في رقيتِك على النساء ولا في
غيرهنّ، كن ورعًا عفيفَ النفس وغاضَّ البصر، سليمَ المبدأ، همُّك أن تقرَأ وتنصَح
النّاس، وإيّاك والدّجل والكذب، وإيّاك أن تقول: إنّ أختَك سحرتك، أو زوجتك، أو
أمّ زوجتك، وإلى آخره···، احذَر هذه الخرافات والأباطيل التي سبّبت فتناً بين النّاس وقطيعةً للرحم، والغالِب أنّها مبنيّة على
ظنون وتخرّص·
نسأل الله للجميع العفوَ والعافية في الدّنيا والآخرة، إنّه على كلّ شيء قدير· اللهمّ اشفِ مرضَ
قلوبنا وأبداننا، إنّك على كلّ شيء قدير·
واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكلّ
بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في
النار·
وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على نبيّكم محمّد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]·
اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين···
سماحة العلاَّمة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
مفتي عام المملكة – رئيس هيئة كبار العلماء
الرابط
https://www.aldaawah.com/?p=7230
|
|
|