السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم نرى من الناس اليوم من لا يعرف رحمة لصغير ولا توقير لكبير لكن يا أخوتي لو عرفتم العلماء الربانيين والمسلمين الصادقين كيف يحترم بعضهم بعض لا لشيء وإنما تأسياً بهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم . ونقول: من أرض الواقع
كنت مع الشيخين عبد العزيز ابن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله فكانت هناك محاضرة للشيخ محمد في مسجد الشيخ عبدالعزيز بن باز في مكة , فالمحاضرة معلنٌ عنها أنها للشيخ محمد بن عثيمين فلما جلس الشيخ على الكرسي كان أول الحضور بين قدميه الشيخ عبد العزيز بن باز رغم أنه رحمه الله مفتي الأمة !!!!!!!!!
فتحرج الشيخ محمد أن يتحدث لكنه غلب عليه فتحدث فلما أكمل محاضرته جاءته الأسئلة فقال أحيلوها إلى الشيخ فقال الشيخ عبدالعزيز إنما كتبت لك قال والله ما كنت لأجيب وأنت حاضر فحلف الشيخ عبدالعزيز على الشيخ محمد أن يجيب هو , قال كتبت لك يعني تجيب أنت ...
فاستحيا الشيخ محمد أن يجيب وكأنه لم يستطع أدباً فأجاب على سؤال أو سؤالين ثم قال لفرط ذكائه قال هذا سؤال يحتاج إلى تعقيب من الشيخ عبدالعزيز فلو عقبت فعقب الشيخ عبدالعزيز فلما انتهى قال الشيخ محمد الآن لا أتكلم بعد ذلك وقد أجاب الشيخ ابن باز !!
المقصود هذا مثال واقعي شهدته بعيني وأنقله لكم فينبغي على المؤمن أن يحترم ويوقر من هو أكبر منه وبالأخص والديك...
من الناس اليوم من تسأله أين أبوك يشير إليه وكأنه رجل في قارعة الطريق ويتكلم عن أبيه وكأنه يتكلم عن مرؤوس بين يديه وينبغي للناس أن يعلموا أن هذه الآداب الاجتماعية أصلٌ من أصول دين الله جل وعلا أمر الله بها ودعى إليها وطبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
منقول من محاضرات الشيخ