الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن إن أديناها كما يجب، يعني بالخشوع والتفرغ التام لله سبحانه وتعالى، أعطى الإمام الشعراوي مثالا رائعا عن ضرورة أداء الصلاة في وقتها، فقال تخيل أن شخصا يحبك وذو فضل عليك كأمك أو أبيك يناديك ولا تستجيب له، هل سيغضب منك أم لا ؟ وهل تجرء أن تتجاهله وهو يناديك ؟ بالطبع لا، فما بالك بالله ... لما تستمع إلى المؤذن اعلم أن السماوات كلها ومن فيها تسجد للرحمن وأنت تتخلف عنهم وهذه خسارة كبرى
لتتعلم أن تحافظ على صلاتك وآدائها في وقتها أنصحك أن تراقب الساعة، وتراجع يوميا مواقيت الصلاة، فكلما تبقى عشرون دقيقة تفصل عن وقت الصلاة غادر اي عمل تقوم به، كما يمكنك أن تبرمج نفسك وعملك في أوقات تبتعد على الأقل بنصف ساعة عن موعد الصلاة،إذا تترك لنفسك وقتا تتوضأ فيه على مهل وتحضر نفسك نفسيا لآدائها بحيث تفكر في الله وفي رضاه عنك ومحبته لك وفي ثقتك به وتضرعك إليه .... بعدها ترقب الآذان وأنت مفترش زربية الصلاة في مكان هادئ لا يصلك فيه اي مشوش وامسك كتاب الله واقرأ لتفهم لا لتختمه في شهر، فالكيف أولى من الكم، عندها تكون قد خلقت صلة بالخالق عز وجل فحينما تحين الصلاة تكن في عالم روحي آخر يجعلك تستلذ العبادة والروكوع والسجود للخالق، واعلم أن التكبير لما يكون من القلب يزيد الطمأنينة في النفوس وتهدأ عنك كل الشهوات التي عادة ما نهرب إليها لأننا نحس بالملل أو الخمول أو الإحباط، فإذا كان لديك فراغ نفسي ولم تملأه بما ينفعك حتما ستقع في المعاصي، لأنها مراحل تؤدي بك الهاوية، ألم يقل الله سبحانه وتعالى ولا تتبعو خطوات الشيطان ؟ إذا هي خطوات ومراحل تتدرج فيها قبل أن تقع في المعصية، لهذا حاول أن تراجع نفسك وتتحرى الأسباب الصغيرة التي أوصلتك لما أنت فيه، هل أنت تعاني ؟ هل أنت غير راض عن شيء ما ؟ هل أنت محروم وبحاجة لرعاية الاخرين لك ؟ هل فقدت ثقتك بنفسك ؟ ... إلخ وكما سبق وأن أشرت كل إدمان سواء كان على المخدرات أو الأكل أو الكحول أو الجنس أو الأنترنت ما هو في حقيقته سوى هروب من مواجه الواقع والوقوف بشجاعة أمام الصعوبات والعراقيل، إذا كن رجلا حقيقيا ولا تقل ما زلت صغير وسيّر حياتك بيدك ولا تتركها هي تسيرك، سمعت مرة أنه من أسرار الأشخاص الناجحين صرامتهم مع أنفسهم وجديتهم في الحياة ... وإن شاء الله يثبتك الله على آداء الصلاة وطاعة الله