يبدو لي أنك "علمي" أليس كذلك ،
أنا أيضا كنت "علميا"،
بل و جل من درس معي من أصحاب التخصصات التقنية و العلمية (و من أصحاب المعدلات العالية )،
أقول لك هذا :حتى لا يصرفك قطاع الطرق -من مثبطي الهمة -عن التخصص في "العلم الشرعي"،
فالانسان يتخصص في التخصص الذي يميل إليه و يستطيع الإبداع فيه ،
و لا يأبه بكلام الناس فهو مبني على الفراغ،
و طالب العلم لا بد أن يكون صاحب همة عالية و كما قالوا : ( من كانت بداياته محرقة كانت نهاياته مشرقة)
و قالوا : ( كن رجلا رجله في الثرى و هامة همته في الثريا)
لا بد أن يكون صبورا فكما قيل : (من رام العلمة جملة ذهب عنه جملة و إنما ينال العلم على مر الأيام و الليالي )
مضحيا في سبيل العلم :"فمن أعطى العلم كله أعطاه بعضه و من أعطاه بعضه لم يعطه شيئا"
و الأهم من هذا أن يكون مخلصا في طلبه ،مترفعا عن حطام الدنيا،عاملا بعلمه،متخلقا بأخلاق أهله،مصاحبا لهم ، مجانبا لرفقة السوء،
منصفا نعم منصفا فمن حرم الإنصاف هلك ،
فمن عدمه ركن إلى التقليد و هو مفتاح كل شر ،
فكم من إنسان ركن إلى تقليد الآباء و المشايخ ،
فوقع في براثن الشرك و الخرافة و البدعة و الدجل ،
فإن نصح احتج بفلان و علان ،
و لو تأمل المسكين كتاب ربه خالعا لربقة التعصب لوجد القرآن طافحا ببيان بطلان ما هو عليه و أن قومه متبر ما هم فيه باطل ماكانوا يعملون ،
و هل حورب المصلحون و المجددون إلا من قبل من عدم الإنصاف .
همسة محب ناصح