السلام عليكم
أعتقد أنه وفي ظل زمن تحكمه مبادئ القوة والمصالح الشخصية ليس هناك افضل من التعامل بحنكة والتماشي مع ما قد يجلب لك الفائدة او على الاقل يجنبك ما لا يحمد عقباه وخصوصا أننا الحلقة الاضعف في هذا العالم والانظمة الحاكمة فيه.
واعتقد شخصيا انه ليس هناك ما يحقق هذا افضل من ما يسمى بالدبلوماسية.
فعلاقة الجزائر بإيران أوبأمريكا وفرنسا وبرطانيا ...الخ (الغرب عموما) وحتى مع اسرائيل هي علاقة مبنية على مصالح كل طرف، مع وجود حدود يسعى كل طرف الى الحفاظ عليها وفقا لمبادئه وعقيدته،فالجزائر مثلا لها علاقات دبلوماسية مع ايران لكنها ترفض اي تدخل في شؤونها الداخلية والخارجية من ايران خصوصا مايتعلق بالتشيع ودعمه وكذلك الحال بالنسبة لإيران فهي ترفض اي تدخل من الجزائر سواء اتعلق الامر بالشؤون الداخلية او الخارجية كالبرنامجها النووي مثلا او دعم نشر مذهب السنة والجماعة في ايران ... الخ ، فلا يعني الإلتقاء بهم والتجمع معهم اننا نتوافق ونتفاهم معهم او كما يظن البعض اننا مثلهم واننا لسنا سوى اداة في يدهم فهذا خطأ وخطأ كبير في حق اناس تسعى جاهدتًا للحفاظ على الجزائر وخصوصا إذا ما تعلق الامر بالغرب الليبرالي الرأس مالي المصلحي القوي فإنه وجب علينا وبمنطلق اننا الحلقة الاضعف نسعى الى الحفاظ على مصالحنا او على الاقل التقليل من خطر هؤلاء الانتهازيين الاقوياء وهذا ما تفعله الجزائر واغلب الدول العربية وخصوصا دول الخليج العربي وهي ناجحة فيه الا ان النجاح متفاوت من بلاد لاخر، في حين لم ينجح فيه عراق صدام الذي كان غير دبلوماسي مع الغرب وايران وخصوصا اسرائيل لكنه وفي النهاية ادى الى دمار وخراب العراق في حين كان بالامكان تجنب ذلك لكن بعض الناس التي تحمل فكر المدعو عضو محترم هي غثاء كغثاء السيل تهلل للايي فعل متهور ومن ثم ينسحبون ويلتزمون الصمت عندما تحل الكارثة كما فعل اغلب الشعب العراقي.
لهذا ليس من المعقول ان نسمي الدبلوماسية ذل وخوف وتبعية بل هي دهاء وحنكة وذكاء سياسي
ولعلمك انه حتى الغرب في ضعفهم كانوا يستعملون الدبلوماسية مع المسلمين الاقوياء آنذاك والقصة التالية هو دليل على ان الدبلوماسية ليست تبعية وضعف بل هو دهاء وذكاء للحفاظ على المصالح - كتب جورج الثاني ملك انجلترا والغـال رسـالة إلى خليفة المسلمين في الأندلس هشـام الثالث قال فيهـا :
صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام ... بعد التعظيم والتوقير . فقد سمعنا عن الرقي الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة ؛ فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يجتاحها الجهل من أركانها الأربعة ؛ وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس بعثة من بنات الانجليز لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف ؛ ولتكن مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وحماية الحاشية الكريمة وحدب من لدن اللواتي يتوفرن على تعليمهن ؛ وقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل ؛ أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص.من خادمكم المخلص جورج الثاني.
لذا ليس من المعقول ان نسمي الدبلوماسية تفاهم وتعاون وذل وتبعية
وفي الختام أردت أن اقول الحمد لله انه لا يحكمنا المتهورون بل يحكمنا من تسميه بـ طاب جنانه لانه لولا هؤلاء لطاب جنان الجزائر بسبب التهور ولعب الفتيان.
وفي الختام تقبلوا من فائق التقدير والاحترام والسلام .