سوريا ستبقى دائما عصية على الغزاة المتآمرين.
نتمنى أن يوفق الشعب السوري في حسم الأمور خاصة بعد استسلام العديد من المقاتلين و تسليم أنفسهم و ندمهم و شكهم في جدوى الفتاوى التحريضية التي ليس حولها إجماع من العلماء.
سوريا أدركت منذ البداية أن هذه الثورة ليس هدفها الإصلاح السياسي لذلك يجب أن تحسم الأمور فقد افرغت الثورة من مفهومها الإصلاحي بعد أن دخلت المعارضة الخارجية و ارتكابها لأخطاء جسيمة استغلها النظام بالحكمة العالية و ليس هناك إجماع سوري خول المعارضة مما يجعلها لا تمثل الشعب السوري و إنما تمثل قوى الإستكبار العالمي التي تحاول إقامة سلام مع إسرائيل جهلا منهم و عميانا بقواعد الإسلام الحنيفة التي تدعو إلى الجهاد و المقاومة و الممانعة في وجه المحتل و الغازي.
اللهم أنصر مستضعفي سوريا بعد أن تكالبت عليهم قوى الشر اللعينة.
.............
و أنصح أيضا إخواني العلماء و طلبة العلم و جميع المسلمين بتعظيم وحدة الجماعة و المحافظة عليها أشد المحافظة و الحذر من أسباب الفرقة و الاختلاف و أذكرهم في هذا المقام بقول الله عز و جل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَ كُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.[سورة آل عمران الآيتان 102 – 103.].
فإذا لم يتثبت المؤمن في الأمور التي يتحدث فيها أوقع الناس في الغلط و هذا ليس من النصح في الدين،و قد أنكر الله سبحانه على من لم يتثبت في الأخبار و لم يردها إلى أهلها بقوله سبحانه : وَ إِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَ لَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلًا.[19]
و قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.[سورة الحجرات الآية 6.]
و قال صلى الله عليه و سلم : ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) متفق عليه،و قال صلى الله عليه و سلم : ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)) خرجه الإمام مسلم في صحيحه.
و الإنسان مسؤول عن كل قول و عمل كما قال عز و جل : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.[سورة ق الآية 18.]
و قال سبحانه : فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ[سورة الحجر الآيتان 92 – 93.]
فاحذر أيها المؤمن أن يستزلك الشيطان و يغريك بعدم التثبت في الأمور و الأخبار فتقع فيما لا تحمد عقباه،و تندم حين لا ينفع الندم،و اعلم يا أخي أن الشيطان يحرص على إيقاع الفتن و الشحناء بين المؤمنين، و على إشغال المؤمن بكل ما ينقص من حسناته إن لم يستطع إيقاعه في البدعة و المعصية كما قال الله سبحانه : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.[سورة فاطر الآية 6.].
نصيحة عامة للمسلمين...الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى.