هل صارت اسرائيل تدافع عن الشعب السوري؟!
2012-06-18
الانسان العاقل والطبيعي يكره القتل والعنف مهما كان السبب بغض النظر من تكون الضحية ان كان هذا اثناء الحروب ام بسبب المعارضة في المعتقدات اوالافكار، لان الانسان يجب ان يحافظ على حياة الانسان الاخر لا قتله والشذوذ هو القتل. اما ان تأتي اسرائيل وتُنظِر علينا وتتهم النظام السوري بالقتل فهذا شيء غريب وكان من الممكن ان يكون مقبولا وطبيعيا لو ان اسرائيل تحترم الانسان الفلسطيني ولا تقتله ولا تسرق ارضه.
ان اسرائيل تحاول الظهور بمظهر الدولة الديمقراطية التي لا تمارس القتل بحق شعب اخر وتغتصب حقوقه وذلك من خلال تراخي الغرب وصمته عن كل المجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني وهذا مايشجع هذه الدولة المصطنعة بممارسة شتى انواع القهر دون رادع او اي عقاب، وما يشجعها ايضا صمت الانظمة العربية التي انضمت الى نادي الدول الغربية الصامت الخائف من انتقاد اسرائيل وصمت اذانها عن كل ما يحدث من قمع بحق الشعب الفلسطيني والقتل اصبح شيئا عاديا وطبيعيا.
هدف اسرائيل من خلال تصريحات رئيس وزراء هذا الكيان بنيامين نتنياهو ونائبه وشاؤؤل موفاز هو رسالة الى الشعب السوري باننا معكم ضد هذا النظام الذي يقتلكم واستمالة المعارضة السورية التي لا تخلو بعض تياراتها من التقرب مع هذا العدو في حال اسقاط النظام، وهنا اسرائيل تستبق الاحداث وتقول لمن سيحكم في سورية مستقبلا بأنه ليس هناك عداء مع الشعب السوري. لكن ليس من السهل اقناع الشعب السوري الذي نشأ على كره هذا العدو الذي يحتل الاراضي العربية بالدعاية الاسرائيلية المدافعة عن الشعب السوري.
اسرائيل منذ بداية الاحداث في سوريا حاولت الابتعاد عن التصريحات والتدخل في المسألة السورية وهذا الحذر كان دافعه الخوف من الوضع الذي من الممكن ان يكون عليه بعد بشار الاسد ومن سيحكم سورية.
لا يهم اسرائيل كثيرا شكل من سيحكم سوريا في المستقبل اكان علماني ام ديني، ولكن الذي يهمها هو علاقته مع هذه الدولة. الافضل كان لها لو بقي هذا النظام الذي حافظ على الهدوء على جبهة الجولان، ولكن يبدو ان الاستراتيجية الاسرائيلية قد تغيرت وتفضل اسرائيل رحيل هذا النظام للاستفراد بحزب الله وايران وابعاد سورية عن هذا المحور الذي يشكل عامل ازعاج لهذا العدو.
مع تغيير هذه الاستراتيجية يتضح اكثر بأن اسرائيل تراهن على اسقاط النظام قبل الضربة العسكرية لايران لتكون اسرائيل في منأى عن الصواريخ السورية وتكون سورية اسقطت دون حرب مع اسرائيل وهذا يعتبر نجاح لهذا العدو وتعتقد اسرائيل ان حزب الله بدون سورية ودعمها سيكون من السهل القضاء عليه.
ابراهيم الشيخ