السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمعنت كثيرا في اسمك المختار"معا إلى الله" فوجدته يحمل رسالة سامية هي:دعوة إلى الرجوع، والإنابة، والتوبة إلى الله، ودعوة إلى الفهم الصحيح لدين الله. لذا أقول معا لنتعرف على الله،لأن معرفة الله سبحانه وتعالى تستوجب الإستقامة،و الإستقامة تكون بحسب المعرفة،ومن عرف الله سبحانه وتعالى حقّ المعرفة،عظم عنده أمره ونهيه.
لذلك أجاب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي سفيان بن عبد الله الثّقفي لما سأله:"يارسول الله !قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك،قال:"قل آمنت بالله ثمّ استقم".
والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز الحكيم:"إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَابْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَِ"سورة فصلت:30.
نعم "الإستقامة"كلمة بسيطة وجميلة المبنى لكنها عظيمة المعنى، وما أحوجنا إلى التأمل والتدبر في كلام الله وكلام نبيه الكريم، ما أحوجنا إليهما لإصلاح أحوالنا ومآلنا.
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".
نعم ،اللسان وما أدراك ما اللسان، آلة صغيرة وعجيبة يمكن أن يخرج منها كلام كالبلسم الشافي أو كلام كالسّم الهاري وإذا أطلق الإنسان العنان للسانه وتركه يهيم كما يشاء في كلّ واد وناد فحتما سيأتي بنتائج وخيمة لا يحمد عقباها.
إذن ماذا ننتظر حتى نهذب أنفسنا ونطهرها من الحقد والغل ونحفظ لساننا من الغيبة ،والنميمة ،والمراء والجدال في الكلام ،واللعن والمزاح ،والاستهزاء،والسخرية بالنّاس؟.
ما الفائدة من تلاوة القرآن، والتصدق، وقيام الليل، والصوم وجوارحنا لم تصم عن الرفث وقول الزور والكذب...
نحن مازلنا في رجب فهو شهر الزرع،فازرع الآن لتحصد في رمضان وتستمر في الإستقامة حتى الممات بإذن الله.
قال أبو بكر الوراق البلخي:"شهر رجب شهر الزرع،وشهر شعبان شهر السقي للزرع،وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".
بارك الله فيك .
"اللهم بلغنا رمضان".