الجواب الأول أ_ أكملي الناقص من الحديث الحديث الأول الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية : عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)) قالت: يا رسول الله، كيف تخسف بأولهم وآخرهم وفيهم اسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال: (( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم)) ( متفق عليه)هذا لفظ البخاري. ب-اذكري فائدة استفدتها من الحديث من فوائد هذا الحديث : حمي الله عز وجل بيته من كيد هذا الملك الظالم الذي ججاء ليهدم بيت الله، وقد قال الله عز وجل، : )وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)(الحج: من الآية25) وقوله : (( حتى إذا كانوا بيداء من الأرض)) أي بأرض واسعة متسعة، خسف الله بأولهم وآخرهم.وفي هذا دليل على أنهم جيش عظيم في هذا الحديث تتجسد أخلاق سيد الخلق ة و منها :قال الرسول صلي الله عليه وسلم : (( ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق!))(13) فالنبي - عليه الصلاة والسلام - يدافع عن بهيمة ، لأن الظلم لا ينبغي، ولو على البهائم. * من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان فإنه يكون معهم في العقوبة الصالح والطالح والعقوبة إذا وقعت تعم ولا تترك أحدًا ثم يوم القيامة يبعثون على نياتهم . يقول الله عز وجل: )وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:25) والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلي الله عليه وسلم : (( ثم يبعثون علي نياتهم))فهو كقوله: (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي)). قال تعالى " قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله " آل عمران أي أن يكون العمل خالص لوجه الله ومتبع لسنة محمد صلى الله عليه وسلم/ (خُذُوا عنّي مَنَاسِككمْ) ..لأن الله عز وجل مطلع على كل صغيرة و كبيرة ف قلوب البشر و يعلم ان كان العمل رياء أم نابعا من القلب و مصدقا به الجوارح أن الله ـ تعالى ـ يعلم ما في القلب ، ولا يُجازى الإنسانُ يوم القيامة إلا على ما في قلبه، لقول الله تعالي: )إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ) (الطارق:8-10) يعني :يوم تختبر السرائر ـ القلوب ـ كقوله: )أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) (العاديات:9-10) . كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( قال الله تعالي: أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه))(أخرجه مسلم). من عظم شأن النية ان العمل لا يقبل الا اذا كان خالصا لله وحده والدليل على ذلك بأنه اول من تسعر بهم النار ثلاثة لم يخلصوا نياتهم في اعمالهم لله وحده النية الصالحة النقية تنجي العبد يوم القيامة.. الجواب الثاني أ_ أكملي الناقص من الحديث الحديث الثاني: الإخلاص لله : عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( إن الله لا ينظر إلي أجسادكم ولا إلي صوركم ولكن ينظر إلي قلوبكم)). ( رواه مسلم). 1- ما يستفاد من هذا الحديث لا ينظر: النظر هنا هو نظر الثواب، والمعنى: أنه تعالى لا يُثيب الناس على هيئاتهم، وأقوالهم، وأموالهم؛ ولكن الثواب، مقترن بالنية، والاعتقاد، والعمل، وهذا من أدل الأحاديث على فضل النية الحسنة؛ إذ النظر للقلوب؛ هو النظر إلى ما فيها من الإيمان الصادق، والرغبة في الخير. إلى أجسادكم : أي أبدانكم؛ فلا يُثاب العبد على كمال بِنْيَته، واعتدال قامته، وبياض بَشْرته ! فهي ليست كسب للعبد، وإنما محض مِنَّة لله تبارك ذِكْرُه. إلى صوركم :أي ولا يُحاسبكم بالنظر إلى صوركم من حيث جمالها، وبهاءها؛ "فرب من يحقره الناس لضعفه، وقلة حظه من الدنيا، هو أعظم قدراً عند الله تعالى ممن له قدر في الدنيا فإنما الناس يتفاوتون بحسب التقوى؛ كما قال الله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم وسئل النبي صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس؟ قال: (( أكرمهم؛ أتقاهم لله)) (4)، والتقوى أصلها في القلب كما قال الله تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب [الحج] ،وإذا كان أصل التقوى في القلوب؛ فلا يطلع أحد على حقيقتها إلا الله تعالى ، وحينئذ فقد يكون كثير ممن له صورة حسنة، أو مال، أو جاه، أو رياسة في الدنيا، قلبه خراب من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك، قلبه مملوء من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى؛ بل ذلك هو الأكثر وقوعاً"(5). وأعمال الجوارح تبع لأعمال القلب؛ فإن صلح عمل القلب؛ كانت الأعمال لله تعالى مرضية، وإلا فلا. أن المراد بالعمل في الحديث؛ هو عمل القلب؛ فإنه لا خلاف بين أهل السنة والجماعة : أن الإيمان نية، وقول، وعمل؛ ولا يصح إيمان عبد حتى تجتمع هذه الأركان؛ فالنية؛ هي قول القلب وعمله، والقول: قول اللسان، والعمل: هو عمل الجوارح. * ) ثانياً : أن الجزاء المذكور في الحديث إنما هو في الآخرة، عند الله تبارك وتعالى؛وعليه فقد قرر أهل العلم: أن أحكام الدنيا تدور على الظواهر، وأحكام الآخرة تدور على البواطن(6). وهذا من تمام عدل الله تبارك وتعالى، وإحكام شرعه؛ فلا يحتج مُفَرِّطٌ بترك الواجبات، اعتماداً على ما في قلبه ! فيقع في مزلقين: 1- إحداهما : ترك الواجبات الشرعية التي أُمر بها، قال تعالى: ( وقل اعْمَلُوا ) [التوبة]. 2-وثانيهما : تزكية النفس، والله تعالى يقول: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اْلَّذِيْنَ يُزَكُّوْنَ أَنْفُسَهُمْ بَلْ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُوْنَ فَتِيْلاً (49) انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً ). *) ثالثاً : أن التقوى في حقيقة أمرها هي تقوى القلوب، لا تقوى الجوارح، فالقلب ملك، والجوارح رعية، وكما يكن الملك تكن رعيته، فهو الآمر، الناهي، الحاكم فيها يسيرها كما يريد. ويغلط من يرى التقوى في الصيام والقيام والتخليط فيما بين ذلك، فإن الاستقامة استقامة القلب، والجوراح تابعة؛ لأجل ذلك كانت النجاة يوم القيامة متعلقة بسلامة القلب وخلوصه واستقامته وتقواه؛ كما قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ). والقلب السليم يثمر استقامة، وخشية لله ومراقبة وتركا للمعاصي ومنازعة. 1) قال بن أبي جمرة:" فيه أن الباطن اجل من الظاهر لان الباطن جعل في دار البقاء، والظاهر جُعِل في دار الفناء، ومن ثم كان الاعتماد على ما في الباطن". 2) قال القرطبي:" وهذا حديث عظيم يترتب عليه ألا يُقْطَع بعيب أحدٍ لِمَا يُرى عليه من صور أعمال الطاعةِ، أو المخالفةِ؛ فلعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله من قلبه وصفاً مذموماً لا تصح معه تلك الأعمال، ولعل من رأينا عليه تفريطاً، أو معصيةً، يعلم الله من قلبه وصفاً محموداً يغفر له بسببه؛ فالأعمال أماراتٌ ظنية، لا أدلة قطعية. 3) ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه أفعالاً صالحةً، وعدم الاحتقار لمسلم رأينا عليه أفعالاً سيئةً، بل تُحْتَقَرُ وتُذَمُ تلك الحالة السيئة، لا تلك الذات المُسِيْئَة؛ فتدبر هذا فإنه نظر دقيق وبالله التوفيق" (8). 4) فيه الرد على المرجئة؛ الذين يُخرجون العمل من الإيمان، ويُهمشون دوره. 2 - قوله عليه الصلاة والسلام: (( ولكن ينظر إلي قلوبكم)) ما أهمية عمل القلب ..؟ {ألا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ } رواه البخاري ومسلم وابن ماجة والدارمي وأحمد . فالأصل هي: تزكية هذه القلوب التي هي موضع نظر الله من العبد كما في الحديث: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ } رواه مسلم ، وهذه القلوب هي محل الابتلاء والتمحيص ومحل الأعمال التي لو استعرضناها؛ لعجبتم ولعلمتم أن لهذه القلوب شأناً عظيماً عند الله تبارك وتعالى، كيف لا والقلب هو الذي إذا كان حياً فإن الجسد يحيا معه، وإذا مات مات الجسد. إذاً: الإيمان هو: إيمان القلب، والتقوى -أيضاً- هي: تقوى القلب، كما قال الله: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32] ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ } رواه مسلم ، وأحمد ، فمحل التقوى هو القلب، والتقوى تشمل كل أعمال الخير والبر والصلاح، ولاسيما إذا أفردت, وقد بحث هذه المسألة شَيْخ الإِسْلامِ في أول كتاب الإيمان عند كلامه على لفظ البر ولفظ التقوى، وأمثالها من الألفاظ التي تأتي في القرآن والتي إذا جاءت فهي تشمل كل أعمال الإيمان الظاهر منها والباطن. و لماذا القلب ..؟ فالإيمان عند أهل السنة والجماعة هو -كما تعلمون- (قول وعمل). فالقول قولان والعمل عملان. فالقول: قول القلب وهو: إقراره وتصديقه، وقول اللسان وهو: إقراره وتصديقه، أي: نطقه. والعمل عملان: عمل القلب، وعمل الجوارح. فلا أحد من المسلمين يجهل أنه لا بد من عمل الجوارح كالصلاة والصيام والزكاة وما أشبه ذلك، والأوضح عند المسلمين عامة الإقرار باللسان أي: (قول اللسان), لكن ما يتعلق بالقلب -وهو الأهم- قد يخفى على كثير من المسلمين. الحياة حياة القلب، والموت موت القلب، والمرض مرض القلب. أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من هؤلاء الذين فقهوا في دين الله وعلموا وعملوا ونفعوا وانتفعوا به و نصروا نبيهم و نالوا الأجر العظيم