[نورالدين سطيف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamiddeg

منذ سنتين تحصلت مدرستنا على المرتبة الاولى في نسبة النجاح بـ 100% و لله الحمد و المنة و الفضل ، في المرة الأولى كان زميلي يدرس القسم و كنت أساعد تلامذته الذين هم تلامذتي و ابنائي كذلك من خلال الدعم المتواصل طوال السنة حتى حققنا النتيجة المرجوة ، وفي الموسم الثاني كلفت بتدريس تلاميذ السنة الخامسة و شهادة لله أنهم كانوا تلاميذ ممتازين بأتم معنى الكلمة لا لسبب سوى أن معلمتهم السابقة كانت تعمل بجدية و صرامة . المهم موسم كامل و انا معهم في الحصص اللازمة العادية و كذا حصص الدعم التي لم نتوقف عن اجرائها طوال السنة الدراسية وفي نهايتها انطبق علينا مثل *- من كد وجد -* و حصلنا على المرتبة الاولى كذلك على مستوى الولاية . في الموسم الحالي كلفت كذلك بتدريس تلاميذ السنة الخامسة و يا ليت شعري فلقد وجدت كارثة حقيقة صدقوا أو لا تصدقوا اخوتي و الله على ما أقول شهيد اني وجدت فيهم مجموعة لا تعرف الحروف حتى ، وهذا منذ بداية الموسم و اعلمت المدير بذلك فقال لي حاول معهم وربي يجيب الخير . عملت مع زملائي طوال الموسم و استغلينا كل اوقات الفراغ لاجراء حصص الدعم حتى اننا ضحينا بعطلتنا . ولكن لما ظهرت النتائج تحصل 31 تلميذا على الشهادة من بين 35 . لا اخفيكم اني فرحت كثيرا لاني كنت ارى وزملائي اننا حققنا نتيجة كبيرة وهذا طبعا بالنظر لمستوى التلاميذ في بداية العام . لكن المشكل اخوتي ان المدير لم يعجبه الأمر وقال بأن هذه النسبة كارثية و كيف لمدرسة حققت المرتبة الأولى مرتين ان تتقهقر هكذا .
اخوتي رجاء احكموا بيني و بينه

المقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا , وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد , فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح , وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار , وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح , فإنها في ميزان الله هباء تذروه الرياح , وسراب إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئا , من أجل ذلك عني الشرع عناية عظيمة بإصلاح مقاصد العباد ونياتهم , وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب والسنة .

ومن الأحاديث العظيمة التي وضحت هذا المعنى الحديث الذي في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه ).