اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذا بالأمس من خلال بحث بسيط وهو كلام للشيخ محمد بازمول حفظه الله
ربما استدلال الشيخ -حفظه الله- يدل على المحبة الطبيعية التي أشير إليها في كلام أهل العلم الذي نقلته في السابق والتي ينبغي أن لا تُجاوز الحد حتى لا تكون موالاة للدين التي هي كفر أو موالاة للدنيا التي هي فسق
والله أعلم
استفدت كثيرا من الموضوع جزاكم الله خيرا
|
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على المرور وعلى الفائِدة الطيِّبة وجزى الله الشيخ بازمول خير الجزاء، الظاهر والله أعلم أن المقصود من كلام الشيخ هي المحبة الطبيعية كالتي بين الزوج وزوجته والولد وأبيه أو أمه.
ولشيخ حفظه الله- في كتابه الولاء والبراء تفصيل طيِّب لا يختلف عمّا جاء في بقيّة كلام أهل العلم، أنقله للفائدة:
ينقسم الناس في الولاء والبراء إلى ثلاثةأقسام:
القسم الأول: من له المُوالاة الخالصة من العداوة والبغضاء، وهم المؤمنون الخُلص، من الأنبياء والصالحين والشهداء، وحسُن أولئك رفيقا.
القسم الثاني: من يتبرأ منهم براءً خالصاً من المُوالاة الشرعية لهم، وهم الكفار بأنواعهم، من مشرك، ومنافق، وزنديق،ومُلحد، ومرتد، وغيرهم.
القسم الثالث: من لهُ الموالاة من وجه دون وجه، وهم أصحاب المعاصي غير المُكفرة من أهل الإسلام، فإنهم يُحبّون لإسلامهم، ويُبغضُون لمعاصيهم، بُغضاً ليس كبغض الكافر، فيُحبون منوجه ويعادوْن من وجه.
فمن حُبهم: مناصحتهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيُهم عن المنكر.
ومن معاداتهم: هجرهم، وترك أهلالفضل الصلاة عليهم.
الولاء للكفار على قسمين:
القسم الأول: الموالاة للكفار التي يخرج صاحبها عن المِلة، فيصير كافراً بعد أن كان مسلماً، وهذا هو التوَلي، وقد قال تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة:51ـ.وقال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} المجادلة:22ـ.
وضابط هذه المُوالاة: أن تكون محبة ونُصرة من أجل دين الكُفار وعقيدتهم، فمن أحب الكافر لِدينه أو عقيدته، أو نصر الكافر لدينه أو عقيدته، فقد وقعَ في هذا القسم من المُوالاة التي ينتقض بها إسلامه، ويبطُل بها عمله.
القسم الثاني : المُوالاة الظاهرة للكفار، فهو يتعامل معهم في الأمور الظاهرة، في البيع والشراء، ويزورهم ويزوروه، ويتبادل معهم الهدايا، ونحو ذلك، وهذه الموالاة لا تُخرج من المِلة.
وتارة تكون جائزة: كالإحسان إلى الكافر غير الحربي، كما قال تعالى {لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} الممتحنة: 8 ـ.
وتارة تكون مُحرمة: كالتشبه بهم فيما هو من خصائصهم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من تشبه بقوم فهو منهم] رواه أبو داود وصححه الألباني في إرواء الغليل.
وتارة تكون مُستحبة : كالإحسان إلى الكافر لاستئلافه ودعوته إلى الإسلام.
وتارة تكون واجبة : كالبر بالوالدين الكافرين أو أحدهما، قالتعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهماوصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتمتعملون} لقمان:15ـ .
وتارة تكون مكروهة: كاستخدام الخادم الكافر مع وُجود المسلم يُغني عنه.
ويدُل لهذا النوعمن الموالاة قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فيالدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ـ8ـإنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علىإخراجكم أن توَلوْهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} الممتحنة:8،9ـ.
وهذه الآية شملت القسمين، مع مُلاحظة أن الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا ـ وهم الحربيون ـ لا مانع شرعاً أن ندخل معهم في صُلح وهُدنة إذا رأى ولي الأمر ذلك، كما فعل رسولالله صلى الله عليه وسلم ذلك مع كفار قريش في صُلح الحديبية.