هذا من الإبتلاء والدنيا كلها ابتلاء و لا يستخلص الذهب الخالص إلا بعد ابتلائه بالنار فتنفصل عنه كل شائبة له هكذا الإنسان فالتجارب والمحن تدريب له على الصبر والسمو به إلى مراتب أكثر من أن تلهيه مشاغل الدنيا وأتعابها وإن قلت لي أن في الدنيا لوازم عيشنا أقول ومع ذلك لا ينبغي أن نجعلها كل همنا فالله قد أمرنا بعبادته وتكفل لنا بالرزق ،ولا داعي لليأس أبدا إنما ذلك من الشيطان حتى يرمي الحزن في قلوبنا كيف لا وهو عدونا الأول يقول الله تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) ،اعلمي أن الشيطان يتربص بالإنسان لحظات الضعف ليوسوس له بكل حل سيء ويبرهن له له بأنه الحل الوحيد ولا غير ذلك.