حرب الجهوزية بين المقاومة والكيان الإسرائيلي تبقى القدرات المعلنة وغير المعلنة للمقاومة اللبنانية ، وعلى رأسها حزب الله الأكثر تأثيراً وترويضاً للمعادلة العسكرية الإسرائيلية ، ولتمكنها من إجهاض أي توجهات أو سلوكيات عدوانية يمكن أن تهدد الأمن القومي اللبناني والعربي وأصبح سلاح الجهوزية بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة اللبنانية والفلسطينية ، أكثر تشعباً وخلال فترة اللاحرب بين المقاومة والكيان الإسرائيلي تتعدد أوجه الصراع وأساليبه وآلياته ومقاصده ، ومن بينها ما تعمد إليه تل أبيب ، وبشكل مفرط في الفترة الأخيرة في محاولة لترميم وتحسين صورة المنعة والاقتدار على تحقيق المصالح بالقوة العسكرية ، وبالذات بعد الهجوم الأخير على قطاع غزة وإقحام القبة الحديدية في أي تصريح لقائد المنطقة الشمالية أو الجنوبية تلك القبة التي أثبتت فشلها في مواجهة غزة الأخيرة . وكثيراً ما يفكر قادة الكيان الإسرائيلي بصوت عالٍ ، فيكتشفون بعض ما لديهم ، أو يقولون شيئاً ما من الحقيقة فيما يبدو لأول وهلة وكأنما هو نقيض للرسمي المتبع ، فلم يترك قادة الكيان الإسرائيلي فرصة إلا ومنحوا الإعلام مادة دسمة تشتمل على جملة كبيرة جداً من المواقف والتصريحات يضاف إليها تقارير وأبحاث مطولة تصدر تباعاً في مراكز الدراسات والأبحاث الأمنية في الكيان الإسرائيلي كلها تتركز على جانب واحد هو مناعة الكيان الإسرائيلي ، وقوة جيشه ، واستعداده لأي حرب صغيرة أو كبيرة طويلة كانت أو قصيرة ومن هذا مثلاً: التقارير الإعلامية الكثيرة عن جهوزية جيش الكيان الإسرائيلي البشرية واللوجستية والمعنوية ، ومناوراته وتكتيكاته ، ووسائله القتالية غير المسبوقة ،لإثبات قدرته على التحرك في أكثر من جبهة في آن واحد إلى حد تأكيد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، أخيراً أنه لا يستبعد تجنيد كل الشعب الإسرائيلي بأسره للقتال. إلا أن القناة العبرية العاشرة عرضت تقريراً مفصلاً حول ضرورة جهوزية الحرب ، وهو عنوان ردده القادة الصهاينة منذ حرب لبنان وحرب غزة الأمر الذي طرح ظلالاً كثيفة من الشك حول مدى جهوزية الجبهة الداخلية لحرب مقبلة وتزامن التقرير الذي عرض في 19 نيسان 2012 ، مع توزيع الجبهة الداخلية الإسرائيلية ، نشرات على المستوطنات حول سيناريو تلك الحرب المقبلة ، تضمنت تفاصيل خاصة حول حصة كل مدينة ومستوطنة من تلك الحرب. ومع ذلك ، تبقى محاولات إيجاد أو زيادة الثقة بقدرات جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصحاب القرار فيه ، التي يستخدمها قادة الكيان الإسرائيلي على كثرتهم والتأكيدات على منعة وقدرة جيش الكيان الإسرائيلي مشكوك فيها سواء باتجاه الإسرائيليين أنفسهم أو باتجاه الحلفاء وإرهاب الأعداء وردعهم ، وقد تصل في أحيان كثيرة إلى حد المبالغة ، وتصطدم بوقائع صلبة ، ومن شأن ذلك أن يرتد سلباً على الجهودالإسرائيلية ، ويتعارض مع المقصد الإبتدائي لتل أبيب وردع أعدائها وهكذا تمنح المبالغة في إظهارالقدرات ، والمصحوبة دائماً بالتهديد المفرط تفسيراً آخر في الحالة الإسرائيلية ، يعبر عن خشية من الحرب أكثر من تأكيده على الانتصار فيها. الأمر الذي تشير إليه الحقيقة التي ظهرت أخيراً في الكيان الإسرائيلي ، ومن شأنها أن تكشف عن منسوب مرتفع من القلق يعتري المؤسسة السياسية والعسكرية في هذا الكيان حيال الحرب وأثمانها. كما تكشف هذه الحقائق ، وبشكل أساسي ، أن تل أبيب غير جاهزة حتى الآن على الأقل، لخوض تلك الحرب التي تلوح مهددة بها بمناسبة أو من غير مناسبة. وظهر هذا جلياًأكثر ، في أعقاب تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، على أن المقاومة قادرة علىضرب أهداف محددة جداً في أي مكان من فلسطين المحتلة،وأن تدمير مبنى في الضاحية يقابله تدمير مبانٍ في تل أبيب ، فهرع المحللون العسكريون في الكيان الإسرائيلي لفهم ما يعني ذلك ، وخلصوا لتحليل أن المقاومة تملك صواريخ الفاتح 110 التي يستطيع الواحد منها أن يحمل شحنة متفجرة تصل إلى نصف طن ، وتبلغ أي نقطة في فلسطين المحتلة هذه الصواريخ التي تجعل من المنطقة الآن،ضمن معادلة سياسية وعسكرية جديدة فقال معلق صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية عاموس هرئيل «إن ما قام به نصر الله هو إعلان خطة حزب الله المعدة للرد على عقيدة الضاحية ، أي استهداف مطار بن غوريون وضرب تل أبيب مباشرة رداً على استهداف إسرائيل للبنى التحتية في لبنان» وبحسب معلق هآرتس للشؤون السياسية ، ألوف بن ، فإن «الأمين العام لحزب الله حدد موقفه حيال عقيدة الضاحية الإسرائيلية ، التي تنص على تدمير البنى التحتية اللبنانية إذا تعرضت إسرائيل لهجوم بالصواريخ وطرح «نصر الله» في المقابل ،عقيدة مطار بن غوريون وتل أبيب» فعندما وضع السيد حسن الخارطة كاملة للشريط السكني في الساحل الفلسطيني في عام ثمانية وأربعين، كان يقصد غوش دان التي تمتد من نتانيا في الشمال ، حتى أشدود في الجنوب بطول 90 كيلو متراً ، ومن البحر، غرباً إلى مدينة أربيا في الشرق بعرض 20 كيلو متراً، وبمساحة إجمالية تبلغ ألفاً وخمسمئة كيلو متر مربع. عدد سكان هذه البقعة الجغرافية ، مليونا نسمة ، يشكلون ثلث سكان الكيان الإسرائيلي ، وخلال السنوات الأخيرة الماضية، شهدت مدن «غوشدان» نزوحاً كبيراً من المناطق الداخلية ، بهدف العمل والابتعاد عن مناطق الاحتكاك مع جنوب لبنان والمناطق الفلسطينية. كما أن التقرير المنشور في صحيفةجيروز اليم بوست بتاريخ 1٤-5-2012 والذي يكشف أن جيش الكيان الإسرائيلي صادق على خطة طموحه لإيجاد مواقع بديلة للقواعد والمنشآت العسكرية الحساسة ، التي من المرجح أن يجري استهدافها في الحرب المقبلة ، ومن بينها نقل قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ، إلى موقع سري في وسط «إسرائيل» كما تكشف الصحيفة أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ، صادق أخيراً على تحصين ما يقرب من عشرة منشآت حيوية حساسة في مختلف المناطق الإسرائيلية بناء على أنواع الصواريخ والتي يمتلكها حزب الله. وهي عينات ذات دلالات واضحة ، وتؤكد على الإقرار الإسرائيلي بما بات لدى المقاومة من قدرة تدميرية،نوعية ودقيقة قادرة على استهداف المنشآت والمواقع العسكرية والحيوية الحساسة في الكيان الإسرائيلي ، لكن قبل كل ذلك تشير هذه العينات وأخرى غيرها لم تنشر بعد، لعلها لن تنشر في الكيان الإسرائيلي ، إلى أن تل أبيب غير جاهزة ، كما تدعى ،لخوض الحرب التي تهدد بها اعداءها الأحد 10 يونيو 2012