رسالة من خالد إلى صديقه الشهيد:
صديقي ... أوجّه لك رسالة من هنا: إني اشتقت إليك. اشتقت لجلوسك بجانبي على مقعد الدراسة. ذهبتَ يوماً ولم تعُد. سألت عنك، قالوا لي أنك في أمان، في راحة وسكون. فرحت لك، لكنني اشتقت إليك. اشتقت لدراستنا سويّا، اشتقت للعب معك بالطابة التي ما أهديتني إياها وما زلت أحتفظ بها، اشتقت لمشاغاباتنا وشقاوتنا ، بكل بساطة اشتقت إليك، وسألت كل الناس؟ بأي حقٍّ حرمتموني هذه الصداقة؟ هل نحن مجرمون لتعاقبوننا؟أسمعك الآن وكأنك تقول لكل من يقتل الأطفال:
لماذا تقتلني؟
لماذا تيتّمني؟
لماذا تظلمني؟
لماذا تأسرني؟
لماذا تمنعني من التعبير عن رأيي؟
بأي حقٍّ تقتلع أظافري لأنني كتبت بكل براءةٍ على أحد جدران مدينتي أنني أريد حريّتي؟
بأي حقٍّ تأمر جيشك ،الذي من المفترض أن يحميني، بأي حقٍ تأمره أن يقتلني ويدمّر بيتي؟
بأي حقٍّ تسرق أحلامي؟
بأي حقٍ تمنع الحليب والغذاء عني؟
أنا طفلٌ ولي حقوق، حقوق أعطاني إيّاها ربّي أولا، بالعيش بكرامة وحريّة، ثمّ حفظتها لي الشرائع والمواثيق الدوليّة المتعلّقة بحقوق الأطفال.
فإلى كل منظّمات حقوق الطفل وحقوق الإنسان التي تسمعنا وترانا، إلى كل جمعيّة للطفولة، إلى كلّ إعلامي قادر على إيصال صوتنا نطالب بالتحرّك السريع لوقف العنف في سوريا خاصة وفي العالم عامّةً، لأن هذا العنف يطالُ الصغار قبل الكبار، جسديا ومعنويا ونفسيا وماديا.
أعيدوا لنا طفولتنا، أبعدونا عنا صراعاتكم وحروبكم. دعونا نعيش بسلام، فنحن.. أطفال السلام.