اقتباس:
كذب صراح وبهتان نباح وعويل وصياح .
ألا تستحيي يا صاحب الموضوع من وصفك للسلفيين بانهم جعلوا الإسلام مختصرا في اللحية وتقصير الثوب؟
ألم تر بأن السلفيين علموا الناس التوحيد الذي من أجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل؟
ألم تر انهم جمعوا أحاديث رسول الله وصححوا صحيحها وضعفوا ضعيفها وشرحوها للأمة ؟
ألم تعلم ان السلفيين فسروا كتاب الله للناس .
ألم تر أن السلفيين علموا الناس الأخلاق وربوهم على العقيدة الصحيحة؟
ألم تر أن السلفيين تصدوا للفرق الضالة فرقا وأفرادا كالشيعة والإخوان والصوفية وغيرها ؟
لا يتسع المقام لأن أسرد لك أعمال السلفيين كلها ولكن أود أن أصحح لك خطأ فادحا إرتكبته لحماقتك وجهلك المركب.
أنت تنقم على السلفيين اهتمامهم باللحية والتقصير عموما هذه تحسب عليك لا لك .
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى"، وفي رواية: "اعْفُوا اللِّحَى وَقُصُّوا الشَّارِبْ، وَخَالِفُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى". أخرجه أحمد (2/16 ، رقم 4654) ، ومسلم (1/222
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
رواه البخاري.
فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يهتم باللحية وتقصير الثوب.
الآن هل من يتبع النبي(السلفيين ) ضال أم من يعترض عليه (أنت )ضال.؟
صنف نفسك بنفسك هل انت تتبع النبي أم تعترض على من اتبع النبي ؟
|
مهلا أيها الكريم
إنّ ردك هذا يحمل في سطوره أخلاقك وأخلاق من تتبع ، وهذا وحده يكفي لنسفك ونسف التفكير السلفي الحديث
لكني لن أتركك تائها حيران ، سوف أجيبك - أخي الحبيب - لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .
لقد كان التفكير السلفي قديما يتميز ببعد النظر ورسوخ الفهم فهذا ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم " ومثل ذلك اليوم لو أن المسلم بدار حرب أو دار كفر غير حرب لم يكن مأمورا بالمخالفة لهم في الهدي الظاهر لما عليه في ذلك من الضرر
بل قد يستحب للرجل أو يجب عليه أن يشاركهم أحيانا في هديهم الظاهر إذا كان في ذلك مصلحة دينية من دعوتهم إلى الدين والاطلاع على باطن أمرهم لإخبار المسلمين بذلك أو دفع ضررهم عن المسلمين ونحو ذلك من المقاصد الصالحة
فأما في دار الإسلام والهجرة التي أعز الله فيها دينه وجعل على الكافرين بها الصغار والجزية ففيها شرعت المخالفة وإذا ظهر أن الموافقة والمخالفة تختلف لهم باختلاف الزمان ظهرت حقيقة الأحاديث في هذا. " انتهى
تأمل ، بغض النظر عن تعلق الكلام بدار الكفر أو الحرب ، فابن تيمية كان تفكيره مقاصديا ، وهذا أحسن تمثيل للتفكير السلفي ، أما بعض سلفيي زماننا فإن تفكيرهم جمد على النص وظنوا أن الإعفاء مطلق في كل زمان ومكان ، وهنا يظهر تمايز المنهج السلفي القديم الذي ينتبه للمقاصد والأحوال ، والمنهج السلفي الحديث الذي يتجاهل الظروف مهما كانت صعبة .
هذا وإني لأرجو أن تفهم قصدي وألا تحملك نزعة أحادية الرأي على تهميش كلامي وشكرا .