اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي
اخي عبد الله اخواني الموحدين
ما هو موقف المسلم حينما يجلس مثل هذه المجالس التي يستهزأ فيه بدين الله ويسخر فيها من شريعته ومن عباده الصالحين ؟ لقد بين الله لنا الموقف ولم يجعل فيها مجالاً للاجتهاد لخطورة هذه القضية فقال سبحانه : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً} قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : "أي إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويُنتقص بها ، وأقررتموهم على ذلك ، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه ، فلهذا قال : { إنكم إذاً مثلهم } في المأثم ..
أن الإنسان قد يكفر بكلمة وهو يلعب ويضحك و لا يشعر كما قال تعالى عقب هذه الآيات في سورة التوبة الفاضحة للمنافقين : { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم } فقد جاء في سبب نزولها عن عروة بن الزبير قال : " نزلت هذه الآية في الجلاس بن سويد بن الصامت أقبل هو وابن امرأته مصعب من قباء ، فقال الجلاس : إن كان ماجاء به محمد حقاً فنحن أشر من حُمُرنا هذه التي نحن عليها ، فقال مصعب : أما والله –ياعدوالله – لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وخفت أن ينزل فيَّ القرآن أو تصيبني قارعة أو أن أُخْلَط بخطيئة فقلت يارسول الله ، أقبلت أنا والجلاس من قباء فقال كذا وكذا ، ولولا مخافة أن أُخْلَط بخطيئة أو تصيبني قارعة ما أخبرتك ، قال : فدعا الجلاس فقال : ياجلاس ، أقلت الذي قاله مصعب ؟ فحلف (يعني أنه ماقال ) فأنزل الله : { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} ..الآية"أ.هـ.، ومن الفوائد من هذه القصة : أن الإسلام يتشوف للستر على أهل المعاصي ولكن لعظيم هذا الجرم وخطره على الفرد والمجتمع فضح الله قائله وبين كذبه في الحلف بالله ، فهذا دليل على أن من الخير للمجتمع عدم الستر على أمثال هؤلاء المجرمين أعداء الدين.
|
بارك الله فيك أخي و على هذا نصحت إخواني في الدين و المنهاج (الاخوة السلفيين ) المتّبعين للحق دون غيرهم من البدعيين و القبوريين و الاخوانيين الحزبيين لأنني أرى كما ترى و يرى العقلاء في هذا الصرح بأنهم اغلقوا على أذانهم و ما عادوا للحق يصدّقون فهم يرون انفسهم على حق و هو في حقيقة الامر الحق لم يجانبهم أبداً ، لأنهم متناقضين في امور عديدة و لم يأخذوا بما قال الله قال الرسول و اصبحوا عن الدين خارجين مارقين فقالوا عن شارب الخمر و الزاني كافر و الذي يذهب الى القبور يترجاها و يطلبها او يساعد على ذلك و يصنع الطعام لذلك عبادة و صدقة جارية و هو في حقيقة الامر شرك بالله و العياذ بالله.
فالذي لا يعلموه أن الله يغفر الذنوب كلها إلاّ ان يُشرك به ، فإذا قلت للحزبي ان الله قادر على ان يغفر لشارب الخمر و الزاني و فاعل المعاصي و هو القادر على كل شيء إلا المشرك فلا يصدق هذا فعلا لأنه يصدقه قولا و لكنك تراه يفعل هذا الفعل المشين ، فكيف ستفهم هؤلاء بأنهم يفعلون الحرام و أنّ هذا هو الشرك الاكبر و الاصغر الذي نبّه عليه خير الخلق اجمعين في العديد من الاحاديث و فسره السلف في المسائل الاربعة و الاصول الثلاثة و شرح كتاب التوحيد و نواقض الاسلام
فإذا قلت لمارق إن سبّ الدين و الذّات الإلهية كفر و شرك مخرج من الملة و هو أعظم ذنب أرتكبه الانسان و كان أهون عليه شرب الخمر و لا يسب الدين .
فتراه يسب الدين لأنه يراه أمر هين و لا يشرب الخمر لأنه يقول لك حرام و هذا أعظم الذنوب التي يراها البدعيين و الحزبيين و يحسبونها امور هينة و هي عند ربّك عظيمة مخرجة من ملة الحبيب صلى الله عليه و سلم .
نواقض الاسلام التي يقع فيها خلق كثير منهم و لكن قومي لا يعقلون فإذا قلت له هذا شرك أو هذه بدعة و البدعة أخطر من الذنب انتفض من مكانه و استمسك بذروة غفلته و قال كيف تقول هذا الذي انا اعرفه و انت الذي لا تعرف ، فكيف ستفهم هؤلاء و لا حول ولا قوة الا بالله
على هذا اخي الفاضل نصحت اخواني بالابتعاد عن مثل هذه المشادات الكلامية التي تودي بالأخضر و اليابس و لا يفرق الغير عارف الذي يريد ان يتعلم و يعرف الحق بين الخطأ و الصواب إذا وجد مشادّات كلامية مثل هذه و الكل يدلوا بدوله و الكل يجد نفسه عالم ربّاني ناقل للكلام من غير مراقبة فستجده في يوم من الايام يصدق بأنه عالم و الله المستعان .
بارك الله فيك أخي