منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ارجوكم صحولي هذي المقاة ونقطوها بسرعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-09, 10:18   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
talents
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

المقالة مليحة بالصح لو كان زدت توسعت شويا , شوف أنا اعتمدت على بعض النقاط من هذه المقالة .

هل الابداع يعود الى شروط اجتماعية

المقدمة: يتميز الإنسان بحسن استغلاله لقدراته العقلية من ذكاء و إدراك وتخيل . فما المقصود بهذا الأخير ? عرف من الناحية الاصطلاحية بأنه وظيفة عقلية يتم بها إنشاء أو خلق صور جديدة لم تكن موجودة في العالم الخارجي . أو هو قدرة عقلية يتم بها استرجاع أحداث ماضية دون اقترانها بفكرتي الزمان والمكان.وهو ينقسم إلى قسمين هما : التخيل الاسترجاع و التخيل الإبداعي الذي بدوره يشمل الاختراع و الاكتشاف فالأول يقصد به بناء أو إنشاء صور جديدة أم تكن موجودة في العالم الخارجي.أما الثاني فهو إظهار ما كان خفيا عن العقل البشري.هذا من جهة أنواعه أما من جهة تحديد طبيعته فقد اختلف العلماء في ذلك . فيا ترى الإبداع يعود إلى شروط اجتماعية؟
محاولة حل المشكلة:1
عرض منطق الأطروحة 1 وأدلتها :يرى أصحاب النزعة الاجتماعية من بينهم إميل دوركايم أن الإبداع يرجع إلى عوامل اجتماعية سواء كان الإبداع منصبا على مجالات فنية أو علمية أو فلسفية أو تقنية فهو يتوقف على درجة النمو و التطور التي بلغها المجتمع من جهة وعلى حاجاته ومنافعه من جهة أخرى. فالفاعلية الإبداعية لا تتبدى إلا في إطار اجتماعي . وفي ظروف حضارية معينة لعصر من العصور. فالمعرفة مهما تكن مجالاتها تعد تراثا اجتماعيا تتناقله الأجيال خلفا عن سلف. طالما أن الفرد في نظر أصحاب هذه المدرسة هو من صنع المجتمع و كل سلوكه نتاج اجتماعي ... وما الاختراعات والاكتشافات في مختلف صورها سوى مرحلة تتولد من صلب مرحلة سابقة أنضجتها ومهدت لها وسوى إنشاءات جديدة استفادت من الإمكانيات الثقافية المعطاة . فتحقيق الإبداع مشروط بالوسط الحضاري الذي يصدر عنه في مجتمع ما. وفي عصر من العصور . وحالة العلم والتقنية والفن والفلسفة هي التي تطرح المشكلة طرحا اجتماعيا أمام المبدع فلا يتم إبداع علمي إلا إذا كانت حالة العلم تسمح بذلك . لذا ليس من المعقول أن يتم اختراع القنبلة الذرية في العصور الوسطى إذ أن اختراعها راجع حتما إلى تطور الفيزياء والكيمياء وتقدم التقنية وهي أمور لم تكن متوفرة في تلك العصور . كذلك أن تاريخ العلم و التقنية يسمح لنا بفهم تأخير ظهور بعض الإبداعات التي ظلت بذورا كامنة لأمد طويل : فالهندسة التحليلية لم تظهر إلى بظهور أبجير. ولربما توجد شروط أخرى اجتماعية معارضة تمنع الإبداع من الظهور وتمنع المبدع من اعتراف معاصريه به. فقد بقيت قوانين(مندل) في الوراثة مدة طويلة غير مهتم بها ولقيت( اوبيريت كارمن ) استهجانا لاذعا في أول عرضها و مازال الشعر العربي الحديث (الشعر الحر) يلقى انتقادا وعزوفا عنه من قبل دعاة الشعر العربي القديم (الشعر العمودي) . ولكن إذا كان ثمة أفكار تعوق الإبداع أحيانا. فهناك أفكار من المجتمع تشجع على الإبداع والتقدم . مما يساعدنا على فهم توقيت ظهور إبداعات المبدعين. بالرغم من وجودهم في مجتمعات مختلفة . فإذا حدث أن كان نمو المعرفة في مستوى واحد لدى مجتمعات متباعدة . فان الإبداعات العلمية غالبا ما تكون متشابهة متواجدة في وقت واحد تقريبا: إن العالم لايبنيتز و العالم اسحاق نيوتن اكتشفا في وقت واحد حساب اللانهايات رغم انتماء الأول إلى المجتمع الألماني والثاني إلى المجتمع البريطاني ورغم عدم اطلاع احدهما على بحوث الآخر والهندسة اللااقليدية يعود إبداعها إلى كل من ريمان الالماني ولوباتشيفيسكي الروسي. واختراع التيلغراف الكهربائي من نصيب الالماني ستنهيل والانجليزي ويتستون والامريكي مورس... وهؤلاء العلماء وغيرهم أبدعوا لان حالة العلم في عصرهم بلغت درجة معينة من التقدم . ثم إن الإبداع في نظر المدرسة الاجتماعية يدفع الفرد الذي يتمتع بقدرة فائقة إلى تحسين حاجات مجتمعة و متطلبات عصره . فالفنان والعالم والباحث الأخلاقي لا يبدعون لأنفسهم وإنما يبدعون ما تحتاج إليه الجماعة وتطمح إليه و لذلك كان كل إبداع شاهد على روح العصر وثقافته وحاجاته ومتطلباته . إن اكتشاف كارنو بقوانين الحرارة كان تحت تأثير حاجة المصانع إلى تحسين مستوى إنتاجها . كذلك إن الأثر الفني يعكس صورة المجتمع في أوضاعه المختلفة ومانيه الصريحة والمضمرة فأدب الفروسية كان بلائم مجتمعا قبليا. كما أن الأدب الغلمان في العصر العباسي ظاهرة اجتماعية تدل على الانغماس في الترف والملذات . ولعل الماركسية تلح بدورها على العامل الاجتماعي في الإبداع رغم اختلافها مع النزعة الاجتماعية فهي ترى ان الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للتاريخ و المجتمع . وان كل تحول او تطور في الشروط الاقتصادية يتبعه حتما تحول او تطور في الشروط الاديولوجية : السياسية والثقافية والفنية والدينية لهذا فان قوى الانتاج. وعلائق الانتاج بين الافراد تطبع كل ضروب الفاعلية الانسانية بطابع اقتصادي و اجتماعي في أي عصر: ففلسفة العصور الوسطى تعبيرا عن النظام الاقطاعي السائد انذاك. والفن لدى الطبقة البورجوازية هو نتيجة للنظام الراسمالي وتعبير عن البورجوازية . واذا بدا في الفن او العلم او الفلسفة تمردا على البورجوازية فهذا دليل على التناقض الطبقي الاقتصادي والاجتماعي بين الطبقتين: البورجوازية والعمال وعلى شدة الصراع بينهما.
النقد/ لقد وجهت جملة من الاعتراضات لأصحاب هذه النظرية تمثلت فيما يلي: أن هذه الآراء الاجتماعية مع وجاهة كثير من استدلالاتها . لا تخلو من بعض الشطط: صحيح أن الوسط الاجتماعي عامل هام لظهور الإبداع وان المبدع لابد أن يتمثل تراث مجتمعه وثقافته وإلا لما كان إبداعه شيئا جديدا . مع ذلك فان القول بان الوسط الاجتماعي هو الشرط الضروري والكافي للإبداع هو تسليم بحتمية اجتماعية صارمة . تجعل من المبدع معبرا عن مجتمعه فقط . يستعير إبداعه من تراثه الاجتماعي دونما أصالة فردية والواقع يدل على ان المجتمع غالبا ما يقوم جرأة المبدع . ويعطل افكاره فالفكرة التي يحملها المبدع لا تلقي قبولا من المجتمع في اغلب الأحيان ذلك لأنها تهد مركبات قديمة . ليؤلف منها إبداعات جديدة تطلب من الناس ان يتخلوا عن مألوف عادتهم . وما درجوا عليه في سلوكاتهم او تصوراتهم او اذواقهم. فكم من اثار فنية لم تملك قيمتها الحقيقية في اوانها.لانها كانت تصطدم بالذوق الجمالي لمجتمع عصرها . ولو كان الابداع دوما امتدادا لمعرفة سابقة لما عد اكتشاف غاليالي غاليليو دوران الارض مخالفا لمبادئ وتعاليم الكنيسة وافكار ارسطو طاليس اليست جدة هذا القول(الاكتشاف) واصالته تكمنان في كونه تحطيما وهدما لمعرفة سابقة? ثم هل بامكان أي فرد غير غاليليو ان يدلي بمثل هذا القول ?
كذلك ليس ضروريا ان يكون الابداع معبرا عن طبقة اجتماعية معينة كما يقول الماركسيون . فغالبا ما نسمع عن فنانين ومفكرين وعلماء بورجوازيي النشأة تمردوا على وضعهم الطبقي وعبروا عن امال الطبقة الكادحة وهذا دليل على ان في الابداع نصيبا كبيرا من التمرد وتجاوزا لمعطيات المجتمع..
عرض الاطروحة الثانية: يرى الكثير من الباحثين وعلماء النفس الذين من بينهم (برغسون) ان الابداع يرجع الى شروط نفسية فلا يمكن سبر عملية الابداع الا بالرجوع الى حياة المبدع . لنجلو العوامل السيكولوجية التي تفسر الية الابداع: ففي الابداع جانب عقلي يتمثل في قوة الملاحظة.وخصوبة التخيل . وقوة الذاكرة . وتداعي الافكار . وصحة المحاكمة: فعين الرسام تلاحظ ما لا تلاحظه عين الانسان العادي. ولم يحسن إسحاق نيوتن استثمار سقوط التفاحة إلا لان له خبرات سابقة تتعلق بهذه الناحية . وقد دفع تداعى الافكار لفرانكلين الى اكتشاف تعليل الصاعقة على اساس مشابهة الرعد والبرق بالكهرباء. واذا كان التخيل ذو اثر كبير في حدوث الابداع فان الصور والتراكيب التي تعرضها المخيلة لابد ان يحدث فيها انتقاء او انتخاب وتميز . وخضوع لمحاكمة عقلية.
وفي الابداع جانب ارادي يتمثل في حضور الارادة القوية التي تساعد على انجاح الابداع.فالمبدع يبذل جهدا فكريا خلال تحقيق ابداعه. ويعاني معاناة ارادية قد تستمر طويلا . وقد عبر الشاعر الفرزدق عن هده المعاناة فقال : انا عند الناس اشعر الناس. وربما مرت على الساعة ونزع ضرس اهون علي من ان اقول بيتا من الشعر .
وفي الابداع جانب انفعالي يتمثل في جملة الدوافع و الرغبات والعواطف التي تدفع الى التفكير في ابداع وسائل تحقق الموضوع الذي يرغب فيه المبدع ويميل اليه . كما تمده بانفعلات خلاقة تعينه على الاستمرار في عمله . فرغيه ارخميدس في معرفة وسيلة لتمييز الذهب المشوب من الذهب الخالص . دفعته الى اكتشاف قانون السوائل. والدوافع والرغبات تكون مصحوبة بانفعالات موجبة كالفرح. والحماسة والأمل. او سلبية كالقلق والحزن والاكتئاب.وكلها عوامل تساعد على انجاز الابداع.فقد يصدر الابداع عن النفوس مفعمة بالفرح متحمسة لعملها أملا في تحقيقه بعد يأس وقلق وكان ما عانته في اول امرها شبيه بقلق الحمل والم الولادة: فالعالم الكيميائي(دافي) رقص فرحا عندما اكتشف البوتاسيوم. ولم يمنع لويس باستور نفسه من معانقة احد العمال مخبره عندما تحقق من فرضيته. وقد يصدر الابداع عن نفوس طافحة بالحزن والالم.فينجلي في فعاليات فنية وجدانية.كما هو الشان في فرن الرومانتيكيين العاطفيين.فالانفعالات تمثل مكانة هامة في الابداع الفني حتى ان هنري برغسون ارتأى ان الاثر العبقري يصدر عن انفعال خلاق لا يمكن التعبير عنه فالانفعال لديه قوة مبدعة.
النقد: لقد وجهت جملة من الاعتراضات لأصحاب هذه النظرية تمثلت فيما يلي
لاشك في ان هذه الاخيرة الجوانب السيكولوجية بوسعها ان تفسر الكثير من مناحي الابداع لان الابداع تعبير عن الشخصية بالدرجة الاولى . غير ان كل ابداع لابد له مناخ اجتماعي معين. وهذا يعني ان العوامل السيكولوجية(النفسية) لا تكفي لخلق اثر ابداعي وبالاحرى لاتكفي لتفسير عملية الابداع. لهذا يرى الكثير من المفكرين ان العوامل البيولوجية ( الوراثية) والاجتماعية لها دور في التجربة الابداعية.
: 3)التركيب: ان الابداع يرجع الى تاثير العوامل المتمثلة في الشروط النفسية والبيولوجية والعوامل الموضوعية المتمثلة في الشروط الاجتماعية فهو يعود الى شخصية المبدع ومايتمتع به من خصائص نفسية وقدرات عقلية وما يتوفر عليه من ميول كامنة واستعدادات وراثية وفي هدا يقول (غاستون بوتول)المولود سنة 1906 وعالم اجتماع مشهور : (فليس هناك فكر بدون مفكر.ولا ابداع دون مبدع وعوامل الابداع ينبغي ان توجد في الوظائف السيكولوجية للمبدع . التي لايمكن تصورها بدون الحياة الاجتماعية التي تقويها وعبر عنها).
الخاتمة: وخلاصة القول نستنتج مما سبق ان الابداع كظاهرة انسانية يرجع من جهة الى شروط بيولوجية(وراثية) ونفسية اجتماعية ومن جهة اخرى يعود الى الالهام او الحدس الذي لاياتي من تلقاء نفسه ولا ينتج الا اذا كان مسبوقا بعمل فكري شعوري ينضج الفكرة الملهمة بالدراسة والتمل بل يمكن على القول بان الابداع الاصيل ينمو ويزدهر بتاثير من العوامل الوراثية والنفسية والاجتماعية فهو عن تكامل الشروط والعوامل الذاتية