إنّ الشيخ أمان الجامي –رحمه الله- من كبار العلماء المشهود لهم بالعلم وسلامة المعتقد من طرف أهل العلم ، وهو كثير والحمد لله ومن كبار أهل العلم الذي يسميهم جامية هي نسبة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي –رحمه الله- جبل التوحيد والعقيدة ، الذي تصدى للمشركين والملحدين وأهل البدع .
وسبب تسمية أهل السنة بهذا الإسم –زعما منهم- أن الشيخ أمان كان يطعن في الدعاة، ويحذر منهم ومن سلك سبيله فهو منه .
ومن أبرز أولئك الدعاة الذي يتباكون من أجلهم ويسقطون أهل السنة بسببهم : سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني .
فالشيخ أمان رد عليهم وكشف بدعهم التهييجية الخارجية بالحجة والدليل فلم يجد هؤلاء القوم إلا سبيل الطعن والرمي بالألقاب لأنهم أفلسوا من العلم .
والغريب في الأمر نجد أن كبار العلماء وعلى رأسهم العلامة بن باز والعلامة إبن عثيمين والعلامة الألباني –رحمهم الله- قد ردوا على هؤلاء بمثل رد الشيخ أمان بل وأشد .
يكرهونهم ...لفضحهم اهل بدعهم ..ويغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ..."
قلت : وهنا أيضا إجمالان :
الأول : متشددون .
والشدة لا تكون دائما مذمومة فمنها الممدوح ومنها المذموم .
فكما عُرِّفت الحكمة : هي وضع الشيء في موضعه .
فمن الحكمة أحيانا إستعمال الشدّة لأن الأمر يقتضي ذلكومن الأدلة على أن الشدة تكون ممدوحة أحيانا :
قوله تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[ الحجرات :29]
وكان سلف الأمة وعلمائها شدديدن على أهل البدع وهاك طرفا من ذلك :
جاء في الإعتصام للشاطبي –رحمه الله-(1/62) : " عن ابراهيم بن شيبان القرميسيني صحب ابا عبد الله المغربي وابراهيم الخواص وكان شديدا على اهل البدع متمسكا بالكتاب والسنة لازما لطريق المشايخ والائمة"اهـ
وبوب الإمام الآجري في كتابه الشريعة " باب التحذير من طوائف تعارض سنن النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله عز وجل وشدة الإنكارعلى هذه الطبقة"
قال ابن تيمية في درء التعارض (2/96) : قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام ......
قال أبو الحسن: ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري"اهـ
ولو نقلت للقارئ الكريم كيف كان يعامل السلف الصالح أهل البدع من ضرب وجلد ونفي وحتى قتل ، لعلم أن ما يقوم به السلفييون في عصرنا هو قليل أو يكاد لا يرى بالنسبة لما فعله سلفنا الصالح . إن السلفيين يردون على من مس باعتقاد أهل السنة والجماعة وابتدع في دين الله ما ليس منه .
كالخروج على ولاة الأمر والتهييج عليهم ، والتوسل بالنبي وعبادة القبور ودعاء أصحابها والإستعانة والإستغاثة بهم ، ونفي الصفات وتعطيلها والطعن في الصحابة والدعوة إلى التقريب بين السنة والرافضة والقول ببدعة الموازنات والدفاع عن أهل البدع وغيرها .وهذا ماركز عليه الشيخ امان رحمه الله والسلفيين الذي نعيتموهم جاميين وماهي غير اسماء ألفتموها في مخيلتكم ....فالشيخ يوافق الحق كما نوافقه عليه لذا لا تحاول ان تفرق بين الشيخ وطلابه ........