الآثار الناجمة عن البطالة :
البطالة مشكلة ناتجة عن مشكلات ومسببة لمشكلات أخرى ، فهي ناتجة – كما رأينا – عن مشكلات تواضع الأداء التنموي والنمو الاقتصادي ، والتقدم التكنولوجي ( غير المتوازن ) ، وارتفاع الأجور والاستعانة بالأيدي العاملة غير الوطنية ، وهي ينتج بدورها مشكلات أخرى كبيرة .
وموضع الآثار الناجمة عن البطالة بات موضوعاً يشد انتباه الباحثين ويلفت نظرهم على ما يترتب عليها من أوضاع اقتصادية كانت أو اجتماعية أو ثقافية أو نفسية أو سياسية وبطبيعة الحال ، فإن هذه التأثيرات المترتبة على البطالة تتفاوت ليس فقط من حيث الزمان والمكان وكم ونوع البطالة وإنما أيضاً من حيث حدتها ودرجة إلحاحها .
على أية حال ، تشكل البطالة سبباً رئيسياً لمعظم الأمراض الاجتماعية في أي مجتمع ، كما أنها تمثل تهديداً واضحاً للاستقرار الاجتماعي والسياسي ، فالبطالة بمعناها الواسع لا تعني فقط حرمان الشخص من مصدر معيشته ، وإنما تعني أيضاً حرمانه من الشعور بجدوى وجوده .
وفي إجمال للآثار الناجمة عن البطالة يذكر أن معظم المشكلات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية التي انتشرت في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية والإسلامية التي تعاني من مشكلة البطالة كانت البطالة هي العامل المشترك في خلقها واستفحال خطرها .
فإذا ما أخذنا تلك العموميات في اعتبارنا ، واتجهنا إلى بيان الآثار المحددة التي تنجم عن البطالة فسنجد أنه رغم كثرتها إلا أن الغالبية العظمى من المهتمين بهذا المجال قد أجمعت على آثار بعينها : اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية وأمنية .