منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ارجوكم عاجل عن الابداع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-04, 21:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
benali17
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية benali17
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقال في الابداع

الإبداع :
السؤال : هل ترجع عملية الابداع الى شروط نفسية فقط ؟
الطريقة : جدلية
-i طرح المشكلة : إن الابداع هو ايجاد شيئ جديد ، وذلك ما يكشف عن اختلافه عن ماهو مألوف ومتعارف عليه ، وعن تحرره من التقليد ومحكاة
الواقع . ومن جهة أخرى ، فإن عدد المبدين – في جميع المجالات – قليل جدا مقارنة بغير المبدعين ، وهو ما يوحي ان تلك القلة المبدعة تتوافر فيها
صفات وشروط خاصة تنعدم عند غيرهم ، فهل معنى ذلك ان الابداع يتوقف على شروط ذاتية خاصة بالمبدع ؟
–ii محاولة حل المشكلة : -1 أ – عرض الاطروحة : يرى بعض العلماء ، ان الابداع يعود اصلا الى شروط نفسية تتعلق بذات المبدع وتميزه عن غيره من غير المبدعين كالذكاء
وقوة الذاكرة وسعة الخيال والاهتمام والارادة والشجاعة الادبية والجرأة والصبر والرغبة في التجديد .. اضافة الى الانفعالات من عواطف وهيجانات
مختلفة . ومن يذهب الى هذه الوجهة من النظر الفيلسوف الفرنسي ) هنري برغسون ( والعالم النفساني ) سيغموند فرويد ( الذي يزعم ان الابداع يكشف
عن فاعلية اللاشعور وتعبير غير مباشر عن الرعبات المكبوتة . -1 ب – الحجة : ويؤكد ذلك ، أن استقراء حياة المبدعين – في مختلف ميادين الابداع – يكشف ان هؤلاء المبدعين انما يمتازون بخصائص نفسية
وقدرات عقلية هيأتهم لوعي المشاكل القائمة وايجاد الحلول لها . فالمبدع يتصف بدرجة عالية من الذكاء والعبقرية ، فإذا كان الذكاء – في احد تعاريفه – قدرة على حل المشكلات ، فإنه يساعد المبدع على طرح
المشاكل طرحا صحيحا وايجاد الحلول الجديدة لها . ثم ان المبدع في تركيبه لأجزاء وعناصر سابقة لإبداع جديد انما يكشف في الحقيقة عن علاقة بين
هذه الاجزاء او العناصر ، والذكاء – كما يعرف ايضا – هو ادراك العلاقات بين الاسشياء او الافكار . واصل كل ابداع التخيل المبدع ، والتخيل – اصلا – هو تمثل الصور مع تركيبها تركيبا حرا وجديدا ، لذلك فالابداع يقتضي مخيلة قوية وخيالا واسعا
خصبا ، فكلما كانت قدرة الانسان على التخيل اوسع كلما استطاع تصور صور خصبة وجديدة ، وفي المقابل كلما كانت هذه القدرة ضيقة كان رهينة
الحاضر ومعطيات الواقع . ويشترط الابداع ذاكرة قوية ، فالعقل لا يبدع من العدم بل استنادا الى معلومات وخبرات سابقة التي تقتضي تذكرها ، لذلك فالذاكرة تمثل المادة الخام
والعناصر الاولية للابداع . هذا ، واستقراء حياة المبدعين وتتبع اقوالهم وهم يصفون حالاتهم قبل الابداع او اثنائه ، يؤكد دور الارادة والاهتمام في عملية الابداع ، فمن كثرة اهتمام
العالم الرياضي الفرنسي ) بوانكاريه ( بإيجاد الحلول الجديدة للمعادلات الرياضية المعقدة ، غالبا ما كان يجد تلك الحلول وهو يضع قدميه على درج
الحافلة ، وهذا ) ابن سينا ( قبله من شدة اهتمامه بمواضيع بحثه كثيرا ما كان يجد الحلول للمشكلات التي استعصت عليه اثناء النوم . والعالم ) نيوتن ( لم
يكتشف قانون الجاذبية لمجرد سقوط التفاحة ، وانما كان يفكر باهتمام بالغ وتركيز قوي في ظاهرة سقوط الاجسام ، وما سقوط التفاحة الا مناسبة
لاكتشاف القانون . وما يثبت دور الحالات الوجدانية الانفعالية في عملية الابداع ان التاريخ يثبت – على حد قول برغسون – ان « كبار العلماء والفانين يبدعون وهم في
حالة انفعال قوي » . ذلك ان معطيات علم النفس كشفت ان الانفعالات والعواطف القوية تنشط المخيلة التي هي المسؤولة عن عملية الابداع . وبالفعل ،
فاروع الابداعات الفنية والفكرية تعبر عن حالات وجدانية ملتهبة ، فلقد اجتمعت عواطف المحبة الاخوية والحزن عند ) الخنساء ( فأبدعت في الرثاء . ولما كان الابداع هو ايجاد شيئ جديد ، فماهو جديد – في جميع المجالات – يقابل برفض المجتمع لتحكم العادة ، فمثلا افكار) سقراط ( و ) غاليلي )
قوبلت بالرفض والاستنكار ، ودفعا حياتهما ثمنا لافكارهما الجديدة ، وعليه فالمبدع اذا لم يتصف بالشجاعة الفكرية والادبية والروح النقدية والميل الى
التحرر .. فإنه لن يبدع خشية مقاومة المجتمع له . -1 ج - النقد : ولكن الشروط النفسية المتعلقة بذات المبدع وحدها ليست كافية لحصول الابداع ، إذ معنى ذلك وجود ابداع من العدم . والحقيقة انه مهما
طالت حياة المبدع فانه من المحال ان يجد بمفرده اجزاء الابداع ثم يركبها من العدم . ومن جهة أخرى ، فالذكاء – الذي يساهم في عملية الابداع – وان
كان في اصله وراثيا ، فإنه يبقى مجرد استعدادات فطرية كامنة لا تؤدي الى الابداع مالم تقم البيئة الاجتماعية بتنميتها وابرازها . كما يستحيل الحديث
عن ذاكرة فردية محضة بمعزل عن المجتمع . واخيرا ، فإن ان هذه الشروط حتى وان توفرت فهي لا تؤدي الى الابداع مالم تكن هناك بيئة اجتماعية
ملائمة تساعد على ذلك . وهذا يعني ان للمجتمع نصيب في عملية الابداع . -2 أ – عرض نقيض الاطروحة : وعلى هذا الاساس ، يذهب الاجتماعيون الى ان الابداع ظاهرة اجتماعية بالدرجة الاولى ، تقوم على ما يوفره
المحتمع من شروط مادية او معنوية ، تلك الشروط التي تهيئ الفرد وتسح بالابداع . وهو ما يذهب اليه انصار النزعة الاجتماعية ومنهم ) دوركايم (
الذي يؤكد على ارتباط صور الابداع المختلفة بالاطر الاجتماعية . -2 ب – الحجة : وما يثبت ذلك ، ان الابداع مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية اما لجلب منفعة او دفع ضرر ، فالحاجة هي التي تدفع الى لابداع وهي
ام الاختراع ، وتظهر الحاجة في شكل مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلا ، فإبداع ) ماركس ( لفكرة " الاشتراكية " انما هو حل لمشكلة طبقة اجتماعية
مهضومة الحقوق ، و اكتشاف ) تورشيلي ( لقانون الضغط جاء كحل لمشكلة اجتماعية طرحها السقاؤون عند تعذر ارتفاع الماء الى اكثر من 01.33 م . كما ان التنافس بين المجتمعات وسعي كل مجتمع الى اثبات الوجود ما يجعل المجتمع يحفز افراده على الابداع ويوفر لهم شروط ذلك ؛ فاليابان – مثلا –
لم تكن شيئا يذكر بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن تنافسها الاقتصادي مع امريكا واروبا الغربية جعل منها قوة خلاقة مبدعة . كما ان التنافس العسكري
بين امريكا والاتحاد السوفياتي سابقا ادى الابداع في مجال التسلح . كما ترتبط ظاهرة الابداع بحالة العلم والثقافة القائمة ؛ وما يثبت ذلك مثلا انه من المحال ان يكتشف المصباح الكهربائي في القرن السابع ، لأنه كإبداع
يقوم على نظريات علمية رياضية فيزيائية لم تكن متوفرة وقتذاك . ولم يكن ممكنا اكتشاف الهندسة التحليلية قبل عصر ) ديكارت ( ، لأن الجبر والهندسة
لم يبلغا من التطور ما يسمح بالتركيب بينهما . ولم يبدع شعراء كبار مثل ( المتنبي ، أبو تمام .. ( الشعر المسرحي في عصرهم ، لأن الادب المسرحي
لم يكن معروفا حينذاك . وتعذر على ) عباس بن فرناس ( الطيران ، لأن ذلك يقوم على نظريات علمية لم تكتشف في ذلك العصر . ويرتبط الابداع – ايضا - بمختلف الظروف السياسية ؛ حيث يكثر الابداع اليوم في الدول التي تخصص ميزانية ضخمة للبحث العلمي وتهيئ كل
الظروف التي تساعد عى الابداع . ولقد عرفت الحضارة الاسلامية ازهى عصور الابداع ، لما كان المبدع يأخذ مقابل ابداعه ذهبا وتشريفا . -2ج - النقد : غير ان التسليم بأن الشروط الاجتماعية وحدها كافية لحصول الابداع يلزم عنه التسليم ايضا ان كل افراد المجتمع الواحد مبدعين عند
توفر تلك الشروط وهذا غير واقع . كما ان الاعتقاد ان الحاجة ام الاختراع غير صحيح ، فليس من المعقول ان يحصل اختراع او ابداع كلما احتاج
المجتمع الى ذلك مهما وفره من شروط ووسائل . وما يقلل من اهمية الشروط الاجتماعية هو ان المجتمع ذاته كثيرا ما يقف عائقا امام الابداع ويعمل
على عرقلته ، كما كان الحال في اروبا إبّان سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى . –3 التركيب : ان الابداع كعملية لا تحصل الا اذا توفرت لها شروط ذلك ، فهي تتطلب اولا قدرات خاصة لعلها لا تتوفر عند الكثير ، مما يعني ان تلك
القلة المبدعة لم تكن لتبدع لولا توفرها على تلك الشروط ، غير انه ينبغي التسليم ان تلك الشروط وحدها لا تكفي ، فقد تتوفر كل الصفات لكن صاحبها لا
يبدع ، مالم يجد مناخ اجتماعي مناسب يساعده على ذلك ، مما يعني ان المجتمع يساهم بدرجة كبيرة في عملية الابداع بما يوفره من شروط مادية
ومعنوية ، مما ؤدي بنا الى القول ان الابداع لا يكون الا بتوفر الشروط النفسية والاجتماعية معا .
–iii حل المشكلة : وهكذا يتضح ان عملية الابداع لا ترجع الى شروط نفسية فقط ، بل وتتطلب بالاضافة الى ذلك جملة من الشروط الاجتماعية
فالشروط الاولى عديمة الجدوى بدون الثانية ، الامر الذي يدعونا ان نقول مهما كان الابداع فرديا ، فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي « : ) مع ) ريبو
» .
مقالة فلسفية جدلية: هل يعود التخيل المبدع الى عوامل نفسية أم اجتماعية ؟ 3 آداب و فلسفة
التخيل/ هو القدرة على إنشاء صور في الذهن بشكل حر يتجاوز قيود الزمان و المكان ، كأن نتخيل حصان مجنح أو عروس البحر يقول لالاند" التخيل
هو تركيب شيئ لا واقعي و غير موجود " يميزعلماء النفس بين 0- التخيل التمثيلي / موجود عند عامة الناس ، تنشأ فيه الصور بشكل تلقائي حسب زمان و مكان وقوع الأحداث ، فهو ذاكرة بلا
عرفان ، كأن نتخيل حياة الرسول الكريم في بيئة صحراوية لا غير ... 2- التخيل المبدع / ، تنشأ فيه الصور بشكل إرادي وانتقائي هادف ، نجده عند فئة معينة من الناس هم المبدعون الذين يتخيلون الحلول للمشاكل الطارئة ،
ليس فيه تكرار او تقليد
ملاحظة / يمكن استعمال المفاهيم في المقدمة ، و الاشارة الى ان مشكلة طبيعة الابداع من المواضع الفلسفية الهامة التي أثارت جدلا واسعا بين الفلاسفة
صياغة المشكلة :
هل يعود الإبداع إلى عوامل نفسية أم اجتماعية ؟
ا - الاتجاه النفسي / يتوقف الإبداع على عوامل نفسية تتعلق بالذات المبدعة ، و ما يؤكد ذلك أن المبدعين يتميزون بقدرات ذاتية و خصائص نفسية
و انفعالية متطورة حددها رينيه بواريل R.Boirel في الإرادة الكبيرة و الاهتمام و الميل والفضول العلمي و حب الإطلاع و الحس الإشكالي ، ان
المبدع يطرح الأسئلة باستمرار ، و ينظر الى الأشياء العادية نظرة غير عادية تطرح أمامه إشكالية تستدعي الحل ، مثل العالم الفيزيائي نيوتن مكتشف
الجاذبية و العالم أرخميدس مكتشف قانون الدافعة. كما يتميز المبدعون بقوة الذاكرة و حدة الذكاء و التخيل الواسع و التأمل العميق ، و هي صفات يفتقر
اليها الكثير من الناس
يعود السلوك الابداعي في نظر العالم النفساني س . فرويد الى الدوافع النفسية اللاشعورية ، حيث تنفجر الرغبات المكبوتة و النزوات الخفية في صور
ابداعية رائعة سماها بظاهرة الاعلاء . المبدع شخص متحمس ذو انفعال كبير يقول هنري برغسون H.Bergson " إن العلماء الذين يتخيلون الفروض ، و الابطال و القدسين الذين يبدعون
المفاهيم الخلقية لا يبدعون في حالة جمود الدم بل يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتلاطم فيه الأفكار " النقد/ ان العوامل النفسية غير كافية لتجعل من المرء مبدعا ، لأن الابداع يحتاج أيضا الى امكانتيات مادية والى بيئة مشجعة ، و لعل هجرة الأدمغة الى
المجتمعات المتقدمة لأحسن دليل على أن للمجتمع دور في هذه الملكة
ب- الاتجاه الاجتماعي / يرى فلاسفة الاجتماع و على راسهم إميل دوركايم E.Durckeime أن الابداع له طبيعة اجتماعية ، و الدليل على ذلك
أن الإبداع يتوقف على حاجات المجتمع من جهة ، و على درجة نموه من جهة ثانية . فالحاجة أم الاختراع ، عندما تظهر مشكلة في المجتمع يلجأ البعض
الى اختراع الحلول لها ، لذلك لا يمكن أن نتصور إبداعا خارج حاجات المجتمع، فلما كان الناس بحاجة الى التنقل أخترعت وسائل النقل كالسيارة و
القطار و الطائرة ، و لما كان المجتمع بحاجة الى الدفاع عن نفسه اخترعت مختلف الأسلحة ،و لما كان المرضى ايضا بحاجة الى العلاج اخترعت
مختلف الأدوية و الأجهزة الطبية ، و لا يستطيع المبدع أن يبتكر شيئا الا اذا توفرت لديه الإمكانيات المادية التي يوفرها المجتمع ، لذلك لم يكن باستطاعة
الناس أن يصنعوا القنبلة الذرية في العصور الوسطى رغم ذكائهم و خيالهم الواسع الذي برز في الفلسفة و الأدب لأن صنعها يتطلب تيكنولوجيا عالية
ان الإبداع يكثر كذلك في الدول المتقدمة ، و يكاد ينعدم في الدول المتخلفة مما يؤكد أنه مرتبط بحالة المجتمع الاقتصادية و السياسية و الثقافية ،و يرى
دوركايم ان المبدع في مختلف المجالات لا يبدع لنفسه بل يبدع للغير ، فأروع الفنانين مثلا هم الذين يثيرون مشاعر الجماهير ، و يتركون أثرا في حياة
الجماعة
النقد/ لو كان الابداع يعود الى عوامل اجتماعية لكان افراد المجتمع المتقدم كلهم مبدعين ، و العكس بالنسبة الى أفراد المجتمع المتخلف ، الا أن الواقع
يثبت العكس.مما يؤكد أن للعوامل الذاتية دخل في هذه الوظيفة
التركيب / التخيل المبدع يعود في حقيقة الامر الى اشتراك العوامل النفسية المتعلقة بالذات المبدعة و الى موهبتها و يحتاج أيضا الى بيئة اجتماعية