منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سحب السفراء مقدمة لنزع شرعية النظام.. يمنح السعودية المبرر لتسليح المعارضة واشارة لتحرك دولي.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-03, 21:11   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف777 مشاهدة المشاركة
وسط طوفان من يسموا بالدعاة الجدد وأولئك الحاملين عبر فضائياتهم (الغليظة ـ الدعوة) فقه البداوة في أحدث طبعاته وأكثرها تنفيراً، تحتاج الأمة إلى استعادة جادة لزمن دعاتها الكبار، وذلك لأنها تتلفت حولها فلا تبصر غير الفتن، وقشور الدين، يقدمها هؤلاء باعتبارها صحيح الإسلام، ساعتها تناشد جيل الكبار، العودة، ، فأين من أصحاب فقه البداوة هؤلاء، الشيخ العلامة الطنطاوي الجوهري ـ الشيخ يوسف الدجوي ـ الشيخ الخضر حسين ـ الشيخ محمود أبو زهرة ـ والعلامة الشيخ محمود شلتوت ... وغيرهم ممن فهموا الدين فهماً صحيحاً، عميقاً، ولم يتوقفوا ـ مثلما فعل دعاة النقاب واللحية والجلباب القصير ـ أمام القشور، والتي شغلت الأمة ومزقتها، وأدمت هويتها في الخمسين عاماً الماضية، على الأقل، وكأنها كدعوة ورسالة لفقه الغلو تتماهي تماماً، في الهدف والأثر، مع الدعوة الصهيونية المعادية.
* أمام هذا الواقع، الذي تهطل علينا فيه، فتاوى وقرارات فقه البداوة، كقطع الليل،، نتذكر العلامة الشيخ محمود شلتوت الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر الأسبق، نتذكره، سيرة وفكراً متجاوزاً، لعل في استحضاره، ما يعصم هذه الأمة من منزلقات الفتن والصراعات، التي نراها رؤيا العين، ولا نستطيع لها صداً.
* * * *
* ولد الإمام العلامة الشيخ محمود شلتوت في الخامس من شهر شوال سنة 1310هـ ـ الموافق للثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 1893م، في قرية منشأة بني منصور "منية بني منصور"، التابعة لمركز آيتاي البارود، أحد مراكز مديرية البحيرة، في بيت عرف بالعلم والأدب، فقد رباه والده المرحوم الشيخ محمد شلتوت إلى أن بلغ السابعة من عمره، ثم لحق بربه، فتولى تربيته عمه الشيخ محمد عبد القوي شلتوت، الذي ألحقه بكتّاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، فحفظه في مدة يسيرة، والتحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1906، وتلقى العلم بهذا المعهد العتيق على أيدي نخبة وصفوة من العلماء الأوفياء الصالحين؛ منهم الشيخ الجيزاوي والشيخ عبد المجيد سليم وغيرهم، حصل على الشهادة العالمية النظامية في سنة 1918، ولم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين، وكان أول الناجحين فيها.
عين مدرسا بمعهد الإسكندرية الذي تخرج منه، وهو في السادسة والعشرين من عمره، في 3 فبراير 1919.. وفي هذا العام قامت ـ كما هو معروف ـ الثورة بزعامة سعد زغلول، وامتدت الثورة حتى شملت جميع القرى والمدن، وقام الشيخ فيها بواجبه وشارك فيها بقلمه ولسانه.
وعندما عين الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخا للأزهر سنة 1928 رأى ضرورة الاستفادة من الشيخ محمود شلتوت، لما رآه فيه من علم وفهم وحب للإصلاح والتجديد، فنقله إلى القاهرة مدرسا بالقسم العالي، وظل يدرس بالقسم العالي، إلى أن اختارته مشيخة الأزهر للتدريس بقسم التخصص سنة 1930، ليدرس لحملة الشهادة العالمية، وأصبح زميلا لأساتذته السابقين.
وفي يوم السبت الموافق 17 سبتمبر 1931 تم فصل الشيخ شلتوت من العمل لأنه أيد شيخ الأزهر وقتها الشيخ المراغي في إصلاحاته التي لم تقبل بها الحكومة، فاتجه إلى العمل بالمحاماة أمام المحاكم الشرعية مع زميله الشيخ علي عبد الرازق، والكتابة في الصحف والمجلات، مطالبا بضرورة إصلاح الأزهر.
وفي شهر فبراير سنة 1935 أعيد الشيخ شلتوت إلى عمله بالأزهر مع زملاءه المفصولين .. فعين مدرسا بكلية الشريعة.
وعندما عاد الشيخ المراغي إلى مشيخة الأزهر مرة ثانية.. عين الشيخ شلتوت وكيلا لكلية الشريعة في شهر فبراير سنة 1937، ثم اختاره المجلس الأعلى للأزهر عضوا في الوفد الذي يمثل الأزهر في مؤتمر القانون الدولي المقارن بمدينة لاهاي في هولندة.
وتقدم الشيخ شلتوت ببحثه القيم "المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية"، وقد نال هذا البحث استحسان وإعجاب أعضاء المؤتمر.. وقرر المؤتمر بناء على هذا البحث:
أولا: اعتبار الشريعة الإسلامية مصدرا من مصادر التشريع العام الحديث.
ثانيا: اعتبار الشريعة الإسلامية صالحة للتطور وقائمة بذاتها وليست مأخوذة من غيرها.
ثالثا: تسجيل البحث في سجل المؤتمر باللغة العربية، واعتباره من الأبحاث التي تدخر للرجوع إليها.
رابعا: جعل اللغة العربية إحدى اللغات المستعملة في المؤتمر في دورته المقبلة.
خامسا: أن يدعى إلى المؤتمر المقبل أكبر عدد ممكن من علماء الشريعة الإسلامية، من مختلف المذاهب والأقاليم.
وفي سنة 1941 عين عضوا بجماعة كبار العلماء، فكان أصغر عضو فيها.
وفي عام 1946 عين عضوا بمجمع اللغة العربية، ثم انتدب بعد ذلك لتدريس فقه القرآن والسنة بجامعة فؤاد الأول – القاهرة الآن – وفي سنة 1950 عين مراقبا عاما لمراقبة البحوث والثقافة الإسلامية، وفي سنة 1957 عين مستشارا للمؤتمر الإسلامي، وعضوا في اللجنة العليا للعلاقات الثقافية الخارجية، وعضوا في مجلس الإذاعة الأعلى، ثم شيخاً للأزهر الشريف عام 1958، ومن أبرز الأعمال التي قام بها أنه عمل على توحيد الصف الإسلامي.. فكان من كبار المؤسسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية.. التي هي بمعناها ورسالتها موضوع دراستنا هذه، وهي الدار التي قامت لتحقيق الأخوة الإسلامية، وإزالة الجفوة الموجودة بين الشيعة وأهل السنة، وتوثيق الصلات بين المذاهب الإسلامية عموما، والتي كان من آثارها الفتوى الشهيرة ـ التي أصدرها الشيخ عندما كان إماماً للجامع الأزهر مطلع الستينات ـ بجواز التعبّد على مذهب الأمامية الجعفرية من الشيعة.
* * * *
تلك سيرته؛ أما عن دعوته فإن الشيخ لم يترك مجالاً يهم أمور المسلمين إلا واشتبك معه بالفكر والفقه والسلوك، فمثلاً في دعوته من أجل التوفيق بين المسلمين نجده يقول: (إن دعوة التقريب.. هي دعوة التوحيد والوحدة.. هي دعوة الإسلام والسلام، وإن أسلوبها الذي تنتهجه لهو الأسلوب الحكيم، الذي أمر الله به رسوله الكريم في قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ". ويقول أيضاً: (لقد آمنت بفكرة التقريب.. كمنهج قويم.. وأسهمت منذ أول يوم في جماعتها.. وفي وجوه نشاط دارها بأمور كثيرة.. كان منها تلك الفصول المتتابعة في تفسير القرآن الكريم.. التي ظلت تنشرها مجلة "رسالة الإسلام" قرابة أربعة عشر عاما.. حتى أكملت كتابا سويا.. أعتقد أنه تضمن أعز أفكاري.. وأخلد آثاري.. وأعظم ما أرجو به ثواب ربي.. فإن خير ما يحتسبه المؤمن عند الله ما ينفقه من الجهد الخالص في خدمة كتاب الله.. ولقد تهيأ لي بهذه الأوجه من النشاط العلمي أن أطل على العالم الإسلامي من نافذة مشرقة عالية.. وأن أعرف كثيرا من الحقائق التي كانت تحول بين المسلمين.. واجتماع الكلمة.. وائتلاف القلوب على أخوة الإسلام.. وبهذا تكون الفكرة التي آمنا بها.. وعملنا جاهدين في سبيل تحقيقها قد تركزت الآن.. وأصبحت رسالة الدار محل التقدير والتنفيذ).
* * * *
وكان الشيخ محمود شلتوت يرى أن فكرة التقريب بين المذاهب تقوم على أساس التعارف العلمي، وتضيق شقة الخلاف؛ وليس معناها التوحيد بين المذاهب كما قد يذهب البعض من الغلاة على الطرفين الشيعي والسني. وإنما التقريب المقصود ـ وفقاً للشيخ ـ هو أن لا يصل الخلاف في الفروع إلى حد العداوة؛ فالتقريب اتجاه جاد داخل الإسلام، مجرد من اللون الطائفي أو الإقليمي، للتخلص من العداوة المتبادلة بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة، والعمل على صيانة وحدة الأمة الإسلامية، والتقريب مرتبط ارتباطا تاما بوحدة الأمة المسلمة، ويسعى لإنقاذ الوحدة الإسلامية من عوامل الهدم والمكايد، التي يدبرها للإسلام أعداؤه، وليس التقريب انتصارا وغلبة لمذهب على آخر، وليس إدماجا لمذهب في آخر، وليس تقريبا بين الأديان المختلفة، وإنما يقوم على التسليم بحقوق وواجبات عامة للمسلمين في كل مكان، بغض النظر عن مذهبه وجنسيته ولونه، وكذلك اعتقاد أخوة المسلم للمسلم، لأنها أخوة في الله، فليس بين المسلمين خلاف في الأساسيات والأصول العامة، وإنما الخلاف في الفروع فحسب.
* * * *
ومن أجل هذه الأفكار البناءة ـ كما سبق وأشرنا ـ أنشئت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة سنة 1948، واستمرت حتى عام 1970، ثم أعيد الترخيص لها في عام 2004م برئاسة فضيلة العالم الجليل الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، وقد انفتح بها في الأربعينات وحتى إغلاقها الأول باب عظيم من الأمل.. في توحيد صف المسلمين.. على اختلاف مذاهبهم في جميع أنحاء العالم.. ويذكرنا تاريخ الأزهر المضيء أنه في مجال التقريب بين المسلمين يأتي الشيخ محمد مصطفى المراغي.. والشيخ مصطفى عبد الرازق.. والشيخ عبد المجيد سليم.. وليس فقط العلامة الشيخ شلتوت.. وكلهم قد تولى منصب مشيخة الأزهر ومن دعاة التقريب المذهبي من إخوتنا الشيعة يذكرنا التاريخ بالعلامة الحاج أقا حسين البروجردي.. الزعيم الأكبر لعلماء الشيعة بإيران ويسمى آية الله العظمى وكذلك بالشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء.. العراقي.. والشيخ عبد الحسين شرف الدين الموسوي.. اللبناني.. والشيخ محمد تقي القمي.. وغيرهم.
وكان من أثر هذا التقارب.. وجهود المؤسسين لجماعة التقريب.. ومنهج الشيخ محمود شلتوت التوحيدي.. أن قرر الأزهر تدريس طلابه المذهب الشيعي الأمامي والزيدي في كلية الشريعة.. وتوالت بعد ذلك مجالات الحوار والفهم بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وكان لزمن الخمسينات والستينات وروح الثورة فيه دوراً مهماً في انتشار هذه الدعوات وتألق رجالاتها من علماء الأزهر الكبار الذين كان شلتوت بلا جدال في مقدمتهم.
* * * *
وبعودة إلي الشيخ محمود شلتوت مجدداً، فإننا نستطيع نلتمس دعوته لنبذ الإرهاب والعصبية باسم الإسلام قوله: "إن المتقي لله في مقام ابتغاء العلم.. هو ذلك الذي لا تأخذه عصبية.. ولا تسيطر عليه مذهبية.. ولا ينظر يمينا أو شمالاً.. دون قصده، كنت أود لو أستطيع أن أصور بنفسي فكرة الحرية المذهبية.. الصحيحة المستقيمة.. على نهج الإسلام.. والتي كان عليها الأئمة الأعلام في تاريخنا الفقهي.. أولئك الذين كانوا يترفعون عن العصبية الضيقة.. ويربئون بدين الله وشريعته عن الجمود والخمول.. فلا يزعم أحدهم أنه أتى بالحق.. الذي لا مرية فيه.. وأن على سائر الناس أن يتبعوه.. ولكن يقول: "هذا مذهبي.. وما وصل إليه جهدي وعلمي.. ولست أبيح لأحد تقليدي وإتباعي.. دون أن ينظر ويعلم من أين قلت ما قلت.. فإن الدليل.. إذا استقام.. فهو عمدتي.. والحديث إذا صح فهو مذهبي".
* * * *
أما عن موقفه من الوحدة بين المسلمين رغم اختلاف مذاهبهم وأهميتها فنجده وبتواضع العلماء ووعيهم الرسالي يقول: "كنت أود لو أستطيع أن أتحدث عن الاجتماعات في دار التقريب حيث يجلس المصري إلى الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية، وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الأمامي والزيدي حول مائدة واحدة تدوي أصوات فيها آداب وعلم وفيها تصوف وفقه وفيها مع كل ذلك روح الأخوة وذوق المودة والمحبة وزمالة التعليم والعرفان".
ثم يبين لنا الأسباب التي دعت إلى الفرقة والعصبية ويرشدنا إلى كيفية الخروج منها والعمل على إزالتها، ليتوحد الصف الإسلامي فيقول: لقد كان أكثر الكاتبين عن الفرق الإسلامية.. متأثرا بروح التعصب الممقوت.. فكانت كتاباتهم.. مما تورث نيران العداوة والبغضاء.. بين أبناء الملة الواحدة، وكان كل كاتب لا ينظر إلى من خالفه، إلاّ من زاوية واحدة، وهي تسخيف رأيه، وتسفيه عقيدته، بأسلوب لا يليق بالمسلم، وشره أكثر من نفعه، ثم يقول عن الوحدة، وإنها مطلب أساسي للجماعة المسلمة: "إن الله سبحانه طلب من الأمة الإسلامية أن توحد كلمتها، فلا تكون شيعا وأحزابا، يضرب بعضهم رقاب بعض، وقد استغل المستعمرون أسباب الفرقة بين المسلمين أسوأ استغلال.. ورغم أن المصلحين من المسلمين تنبهوا إلى الأضرار التي تحيق بدينهم وبلادهم، من جراء هذه الفرقة، فنادوا بوجوب وحدة الصف الإسلامي، والتخلي عن أسباب النفرة بين أبناء الملة الواحدة، والعقيدة الواحدة، وليست الدعوة إلى تقريب المذاهب الإسلامية، دعوة إلى لقاء أو غلبة مذهب على حساب مذهب آخر.. ولكنها دعوة إلى تنقية المذاهب من الشوائب، التي أثارتها العصبيات والنعرات الطائفية.. وأذكتها العقلية الشعوبية، ولقد فهم المسلمون الأولون حقيقة هذا الدين الحنيف، واختلفوا في فهم نص من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم مع هذا الخلاف كانوا يداً واحدة على من عاداهم".
"ثم خلف من بعدهم خلف، جعلوا دينهم تبعا لأهوائهم، فتفرقت الأمة إلى شيع وأحزاب ومذاهب وعصبيات، واستباح بعضهم دماء بعض، وطمع فيهم الأعداء، ومن لا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى، وذهبت ريحهم، وضعفت كلمتهم.. ولقي الإسلام على يد هؤلاء وأولئك ما لقي من نكبات، ومصائب، ولولا قوة تعاليمه، وصفاء جوهره، ومنبعه وسلامته، وطهارة عقيدته، واستقامتها مع الفطرة الإنسانية، لحرمت الإنسانية من مزاياه وفضائله".
* * * *
بهذه الوصف الدقيق.. وضع الشيخ شلتوت للأمة الإسلامية المنهج.. الذي يجب أن تستقيم عليه. وكما هو معلوم لدى المؤرخين لحياة وفكر شلتوت، فإن الشيخ قد اهتم بالفقه المقارن، ولم يكن يتعصب لمذهب بعينه، إلا إذا قوى دليله، وبانت حجته، وأنه كان يرى وجوب التقريب بين المذاهب الإسلامية الصحيحة .. توحيدا لصف الإسلام والمسلمين؛ لأنه كما كان يقول" في الاتحاد قوة.. وفي التفرق ضعف ومذلة.. والله خلقنا أمة واحدة.. دينها واحد.. ولغتها واحدة.. وقبلتها واحدة" ولإيمانه العميق بهذه المبادئ.. في الوقت الذي كانت فيه بذور الخلاف بين ـ الفرق والمذاهب الإسلامية للأسف موجودة ـ حاول بقدر إمكانه هو- ومن سار معه على درب التقريب- قطع بذور الخلاف.. وإحلال بذور الوحدة والتعاون محلها.
وقد حكي الشيخ شلتوت في كتبه ومحاضراته أنه تعرض لهجوم شديد بسبب قيامه بدعوته إلي التقريب بين المذاهب الإسلامية، ورفض العصبية المذهبية المقيتة ورفض الغلو في الدين وكانت القوى التي ترفض دعوته ـ ولا تزال ـ هي القوى التي تسير في ركاب أعداء الإسلام وبخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، وإن ارتدوا عباءة إسلامية صحراوية، إنهم أصحاب فقه البداوة كما سبق وأسماهم العلامة الراحل الشيخ محمد الغزالي هؤلاء للأسف لا يزالون يرفضون الحوار فيما بين المسلمين في الوقت الذي يقبلون فيه بل ويقودون الحوار مع غير المسلمين، بما فيهم اليهود بل وشيمون بيريز نفسه!! في تناقض بيِّن مع دعوة الإسلام السمحة.
* إن حاجة الأمة اليوم، إلى أمثال الشيخ محمود شلتوت العالم المستنير، الداعي لدرء الفتن ورفض التعصب، حاجة ملحة وأساسية، فلقد تداعى على الإسلام الوسطي، إسلام الأزهر؛ الأكلة، والقتلة، ولم يعد يجدي معهم أنصاف الحلول، لابد من المواجهة الجادة، قبل فوات الأوان، ولدينا ثقة كاملة في أن الأزهر الشريف يمتلك القدرة على ذلك، فقط هو يحتاج إلى الإرادة المحركة لهذه القدرة، ونأمل أن يكون ذلك قريب
حكم التقارب مع الرافضة والتعاون معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها إجابة الإمام ابن باز رحمه الله
السؤال :

من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم؟
الجواب :

التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه
وتعالى، وأنه لا يدعى معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب،ومن عقيدة أهل السنة محبة
الصحابة رضي الله عنهم جميعا والترضي عنهم، والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء، وأن أفضلهم أبو بكر الصديق، ثم عمر، ثم
عثمان، ثم علي، رضي الله عن الجميع، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما،كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى
والوثنيين وأهل السنة،فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها.
المصدر :مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس

السؤال :

وهل يمكن التعامل معهم ، ( يقصد السائل الرافضة ) لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها[1]؟
الجواب :

لا أرى ذلك ممكنا، بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا
وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق،
فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم،
أما ما داموا مصرين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا،
وسب الصديق وعمر، وعبادة أهل البيت كعلي - رضي الله عنه - وفاطمة والحسن والحسين،
واعتقادهم في الأئمة الإثني عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب؛
كل هذا من أبطل الباطل وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
[1] يقصد السائل الرافضة، لأن هذا السؤال له ارتباط بما قبله، أي الفتوى رقم (1744). وهو السؤال الذي أعلاه









رد مع اقتباس