يظهر أن المتمسلفة الذين يحظوننا على العلم , قوم لا يقرأون , وإذا قرأوا لا يفهمون.
وهم بحاجة أن تأتيهم الفتاوى من نجد والحجاز , لذلك تراهم لا يحسنون سوى نسخ-لصق
والنقولات التي جاء بها ابو عمّار متناقضة تدل على الإضطراب والتنافر حتى أن شيخهم لا يدري ماذا يقول , فأوّلا قال ( لم تكن دعوة الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب سياسيَّة ) ثم ثنى على ذلك بقوله ( أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يُقاتِل إلَّا من راسلهم وأقام عليهم الحُّجَّة ) فكيف تكون دعوة تقوم بالسيف و لها شوكة وسلطان ثم نقول أن ليست سياسية ؟؟
فهّم روحك يا شيخ ...
فأمّا الزعم أنها لم تكن دعوة سياسية فغير صحيح , لأن دعوة محمد ابن عبد الوهاب انتشرت بالسيف وليس بحلقات الذكر , من خلال التحالف بين الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وأمير الدرعية ابن سعود , وقد امتد التحالف بينهما لمدة ثلاثين سنة , ثم بعده وفاة الأمير سار ابنه على نهجه , فكان أمير الدرعية ابن سعود يمثل الجانب السياسي والعسكري و الشيخ محمد ابن عبد الوهاب يمثل الجانب الديني أو الشرعي.
كما ان الدعوة الوهابية - ممثلة في التحلف بين ابن سعود وابن عبد الوهاب - كانت لها أهداف توسعية من أجل ذلك سعت إلى توحيد البلدان والقبائل تحت رايتها (راية التوحيد) . فبدأت في نشأتها بضم الحجاز وساحل البحر الأحمر من خلال الغارات على المناطق المتأخمة للحجاز واليمن وأدخلوا قبائلها تحت سلطانهم بقوة السيف.
وخير مثال على ذلك مراسلات الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود إلى العلماء ورؤساء البلدان وشيوخ القبائل وغيرهم داعيًا إياهم إلى الانضمام إلى الدولة السعودية والدخول تحت نفوذها واتباع دعوة محمد ابن عبد الوهاب وقد أجاب ذلك أمراء العيينة ومنفوحة وضرما وحريملاء وغيرها.
وأما الزعم أن دعوة محمد ابن الوهاب لم تخرج على الدولة العثمانية فخطأ , بل هي خروج صريح , قائم على تكفير الدولة العثمانية ومنتسبيها , للأسباب التالية :
1- أن دعوة محمد ابن الوهاب دخلت الحجاز واليمن والإحساء والخليج وأطراف العراق والشام وهاجموا (كربلاء) وحاصروا (دمشق) وكلها تابعة للدولة العثمانية.
2 - أن رسائل أمراء الدعوة أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب تدل على تكفير الدولة العثمانية
من ذلك رسالة سعود بن عبد العزيز التي أرسلها إلى والي بغداد يقول فيها : " ...... وأما إن دمتم على حالكم هذه
ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين الله الذي بعث الله رسوله
وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم ".
ويقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف ال الشيخ وهو من أحفاد محمد ابن عبد الوهاب وأحد أعلام وعلماء الدعوة يقول " " ومعلوم أن
الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها "
فمما تقدم يتوضح أن الخروج على الدولة العثمانية كان بدافع تكفيرها وتكفير المنتسبين إليها ومن وقع تحت سلطانها وأن التكفير هو أساس قتال المخالفين لدعوة محمد بن عبد الوهاب .
وهذا تؤكده وثائق الدعوة الوهابية ذاتها..
فمما تذكره الوثائق أنه بعد غزو سعود بن عبد العزيز لمكة خطب قائلاً: "احمدوا الله الذي
هداكم للإسلام وأنقذكم من الشرك أطلب منكم أن تبايعوني على دين الله ورسوله وتوالوا من والاه وتعادوا من عاداه في السراء والضراء والسمع والطاعة"
ووتذكر الكتب أنهم ألزموا تحت الإكراه علماء مكة من مختلف المذاهب الإسلامية على توقيع
بيان الإقرار بالكفر والشرك.
فمما جاء في بيان الإعتراف: "نشهد نحن علماء مكة الواضعون خطوطنا وأحكامنا في هذا الرقيم أن
هذا الدين الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبدالعزيز من توحيد الله ونفي الشرك الذي ذكره في هذا الكتاب أنه الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً ومصر والشام وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنه الكفر المبيح للدم والمال والموجب للخلود في النار ومن لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويوالي أهله ويعادي أعداءه فهو عندنا كافر بالله واليوم الآخر وواجب على إمام المسلمين جهاده وقتاله حتى يتوب إلى الله مما هو عليه ويعمل بهذا الدين".
ووقّّع على هذا البيان :
- عبد الملك القلعي مفتي الحنفية بمكة
- محمد بن صالح بن إبراهيم مفتي الشافعية
- محمد البناتي مفتي المالكية
- محمد بن يحيى مفتي الحنابلة
وعندما غزيت المدينة وقـّع علماء المدينة بياناً مشابهاً جاء فيه نص البيان:
"نشهد أن
ما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرهما من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به فهو كافر بالله واليوم والآخر والواجب على إمام المسلمين وكافة المسلمين القيام بفرض الجهاد وقتال أهل الشرك والعناد وأن من خالف ما في هذا الكتاب من أهل مصر والشام والعراق وكل من كان على دينهم! الذي هم عليه الآن فهو كافر مشرك من موقعه..."
والبيانان موثقان في الدرر السنية والأجوبة النجدية.
لذلك قال الشيخ محمد الزواوي الشافعي في الفتح المبين عن أتباع ابن عبد الوهاب :"
فجوزوا قتل من خالفهم من المسلمين واستحلوا مالهم وسبي ذراريهم ونكاح أزواجهم بلا طلاق من أزواجهن ولا عدة..." وهذا قتال الكفار والمرتدين
ويؤكده كذلك ما أرتكبه أتباع ابن عبد الوهاب في حق العلماء
فمن العلماء الذين نفذ فيها أتباع ابن عبد الوهاب حكم الإعدام بلا محاكمة أو "استتابة" نذكر :
- الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة
- الشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف
- الشيخ عبد الله أبو الخير قاضي مكة
- السيد يوسف الزواوي الذي ناهز الثمانين من العمر
- الشيخ حسن الشيبي
- الشيخ جعفر الشيبي
- الشيخ عبد القادر الشيبي ذبح أبناؤه
أما هو فقد شهد تحت الإكراه على نفسه بالكفر فتركوه وزعموا أنه عرف الحق بعد الضلال.