لستم منا بموضع الهوان حتى ننساكم , وليس شأنكم عندنا بالهين حتى لا نفكر فيه , وليس مستقبلكم في نظرنا بالرّخيص حتى لا نغـالي فيه , إنما أنتم أحجار بناء المستقبل المجيد , فحق علينا أن نتخيـر وأن نستجيد , وإنما أنتم ذخائر الغد , فواجب علينا أن نحافظ وأن نَضِنّ , وإنما أنتم كفـّارة ما اجترحنا من سيئات , ولا يقبـل الله إلا الطيب , إنما أعمـالكم صحائف في تـاريخ هذه الأمـة فجدير بنا وبكم أن نعمرها بالباقيات الصالحات , وأن لا نبدد دقائقها في التّوافه والصغائر . إنما عقولكم أسلحة للحرب الفاصلة بين الخير والشر فواجب أن نشحذ وأن نسُنّ , إن عصركم بطـل فمن البر به أن تكونوا أبطـالا , وإن جيلكم سماويّ التشوق , فلا تخلـدوا إلى الأرض , وإن حاضركم جديد , فلا تكونوا منه في موضع الرّفعة البالية . إن الحياة حسناء مهرها الأعمال العامرة , فلا تسوقوا لها الأقوال الجوفاء , وإن دينكم ينهاكم أن تأخذوا الأمور بالضعـف والهوّيْنا فخذوها بالقوة والغـلاب , وإن أربع خـلال ارتضاها الله لعباده وأمرهم بها الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى " اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " .
- محمّد البشير الإبراهيميّ-