-الموضوع الأول: إذا كان الفكر واللغة ظاهرتين إنسانيتين متلازمتين، فأي منهما يدخل في تحديد الآخر؟ طرح المشكلة: إذا قلنا أن المنطق هو فن التفكير فإن “كوندياك“ ربط فن التفكير بالكلام، مما يعني أن هناك ارتباطا وثيقا بين الفكر كسيل متدفق من المعاني واللغة مجموعة الرموز والإشارات تستعمل للتكيف مع العالم الخارجي، فالفكر واللغة وسيلتين معرفيتين. إذن هل للفكر أولوية على اللغة ومن ثمة يكون صانع وجودها، أم أن اللغة منظومة قائمة بذاتها ليصبح الفكر ليس أكثر من مجرد نتاج لها ؟ هل يمكن في ضوء هذا التعارض تصور لغة بدون فكر أو في المقابل تصور فكر بدون لغة؟(04ن) محاولة حل المشكلة: التأسيس لمنطق أولوية الفكر على اللغة: (04ن) اللغة قائمة على أساس منطقي (عقلي) فهي مرآة ينعكس عليها الفكر، كما أن الواقع يؤكد تبعية اللغة للفكر ومن ثمة هو الذي يحددها ويضبطها، بمعنى أن الفكر يسبق اللغة. البرهنة: 1-عدم وجود تناسب بين الألفاظ والمعاني فالإنسان غالبا ما يتفوق عن الحديث أو الكتابة بحثا عن اللفظ المناسب للتعبير فالكثير من عوام الناس يستعملون بعض المصطلحات اللغوية كما يسمعونها ولا يضبطون مدلولها. مما يعني أن العبارات اللفظية تحددها الأفكار. 2-استقراء تاريخ العلم يكشف ويؤكد على إدراك العلاقات بين الظواهر سابق للتعبير عنها الأمر الذي يثبت صناعة فكر اللغة 3-الفكر معنى عقلي، كلي مجرد، مستمر غير مقيد، متصل...) يكون أعم واشمل... من اللغة من حيث هي (لفظية، واقعية، مجزاة، تحكمها ضوابط محدودة....) -العقل هو الذي يدرك المعاني ثم يضع لها ألفاظ أي يلسبها لبوسا لغويا وتبقى أفكار كثيرة خارجة عن متناول التعبير. نقد: 1-إذا كان الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية الزمنية ليس سابق عليه من الناحية الزمنية لذى فإن الفصل بين اللغة والفكر فعل تعسفي، 2- الدراسات التربوية أكدت أن الطفل في الوقت الذي تتكون لديه اللغة تتكون لديه الأفكار، وكون التسليم بأسبقية الفكر للغة يفضي منطق إلى قبول الفكرة القائلة (أن كل فكرة تتشكل في الذهن هي فكرة غامضة) ولكن هذا غير صحيح، فالواقع يؤكد على أن الجماعة التي تتكلم اللغة نفسها تتقارب أفكارها II-التأسيس لمنطق أولوية اللغة على الفكر: (04ن) -الدراسات اللسانية لا تعكس الصورة وتعطي الأولوية والقيمة الكبرى للغة ويصبح الفكر مجرد نتاج. البرهنة: 1- بنية اللغة هي التي تحدد المعنى هيقل : "اللغة وعاء الفكر" فلولا وجود هذا الوعاء لتبعثر الفكر، فاللغة هي جسم الفكر وثوبه. 2- الفكر لا يوجد خارج العالم بمنعزل عن الكلمات. 3- الأبحاث والدراسات اللسانية المعاصرة تغيرت جذريا في النظر إلى الذات والفكر، فالذات تم تجريدها من حريتها، كما يعد النظر للمعنى اللغوي على أنه ناتج فقط عن قصدية الذات، بل هو أيضا نتاج النظام الدلالي للغة (تقولي أكثر مما أقول لها) لتفضي بذلك إلى القول أولوية اللغة عن الفكر. 4- اللغة نظاما قائما بذاته على اعتبار أنها نسق من العلاقات الباطنية له قوانينه الخاصة، وكان هو يتصف بالوحدة الداخلية. نقد: إن التأكيد على أولوية اللغة على الفكر يجعلها نسبية مختلفة وبالتالي فهي غير متعالية مما من يقلل من قيمة الفكر كنتاج اللغة. التركيب:- التأسيس للعلاقة التكاملية بين اللغة والفكر: يوقفنا هذا التحليل على خصائص كل من اللغة والفكر، الفكر ليس صورا خاصة تضاف إلى الكلام بقدر ما هو خصائص معينة في ترتيب الكلمات أو الرموز. إن الفكر هو الكلام نفسه وطريقة تركيبة، ونحن لا نتعرف على الفكرة صحتها وضوحها إلا أنها قابلة لأن يتصورها الآخرون، لهذا فإن التفكير من دون العبارات اللفظية ضرب من الوهم (الكاذب)، فاللغة والفكرة قطعة غير قابلة للتجزئة. (04ن) حل المشكلة: الخاتمة:ان اللغة والفكر ينبغي النظر من حيث قدرتها على قابلية حمل المشروع الحضاري من خلال السعي الى أيجاد فكر مبدع متفتح على الآخر ولغة قوية سامية تديرحوارته مع باقي الحضارات (04ن) طرح المشكلة: لقد كانت الرياضيات الكلاسيكية تعتبر أن المكان مستوي مع إقليدس فظهرت أنساق جديدة تعتبر أن المكان كروي هذا ما أدى إلى تسرب الشك إلى الرياضيين في يقينها ولقد كان شائع لديهم أن التعدد في الرياضيات أفقدها يقينها لكن هناك فكرة أخرى تناقضها وهي ان تعدد الانساق في الهندسة لا يفقد الرياضيات قيمتهالهذا نتساؤل كيف يمكن إثبات صحة هذه الأطروحة وما هي الحجج والبراهين التي يمكن الإعتماد عليها؟ محاولة حل المشكلة: عرض منطق الأطروحة: ترى هذه الأطروحة أنه رغم التعدد في الهندسات فإن الرياضيات تبقى ذات قيمة معتبرة . لأن التعدد في المنطق يستلزم التعدد في النتيجة وهذا مايظهر جليا في الهندسات اللاإقليدية لأنها لا تتعارض مع مبادئها.النتائج التي وصلت إليها حقيقية ولا تلغي ما سبقها.أي أن هندسة إقليدس حقيقية وما زالت يقينية إلى يومنا تدعيم الأطروحة بحجج وبراهين جديدة: يمكن تدعيم الأطروحة بحجج وبراهين جديدة أهمها :لقد إنطلق إقليدس من مسلمة أن المكان مستوي ووصل إلى النتائج التالية: _من خارج المستقيم لا يمر إلا موازي واحد _مجموع زوايا المثلث180درجة _المستقيم مجموعة من النقاط الغير منتهية في حين إنطلق لوباتشفسكي من مسلمة مخالفة لمسلمة إقليدس وهي إعتبار المكان مقعر أي الكرة من الداخل ووصل إلى النتائتج التالية: _من نقطة خارج المستقيم يمر أكثر من موازي _مجموع زوايا المثلث أقل من 180درجة _المستقيم عبارة عن مجموعة من النقط المنتهية وإنطلق ريمان من مسلمة أن المكان محدب أي الكرة من الخارج ووصل إلى النتائج التالية: _من نقطة خارج المستقيم يمر أكثر من موازي _مجموع زوايا المثلث أكبر من 180 درجة _المستقيم مجموعة من النقط المنتهية إضافة إلى ظهور النسق الإكسيوماتيكي القائم على الإفتراض والإستنتاج. نقد خصوم الأطروحة: لهذه الأطروحة خصوم الذين يرون أن التعدد في الهندسة يعني الإختلاف وبالتالي فقدان المطلقية وقيمتها ولم تتمكن من المحافظة على هذا اليقين معنى ذلك أن الرياضيات الحديثة بأنساقها الجديدة ومنهجها الإكسيوماتيكي قد حطم اليقين الرياضي لهذا قال برتراند راسل "إن الرياضيات هي العلم الذي لا يعرف عما يتحدث وما إذا ما كان يتحدث عنه صحيحا" لكن هذا الطرح تعرض للعديد من الإنتقادات أهمها :أن التعدد لم يلغي كل الهندسات بل إن هذه الهندسات ما زالت قائمة إلى يومنا هذا بالإضافة إلى المنهج الإكسيوماتيكي هو منهج جعل من الرياضيات تتقدم وتتطور حل المشكلة: الرياضيات يقينية ولا شك في قيمتها وتعدد الأنساق دليل على تطورها وبالتالي الاطروحة صحيحة نسبيا في سياقها ونسقها. -الموضوع الثالث : النص المقدمة: العمل في دلالته الفلسفية فاعلية خاصة بالإنسان تستهدف تغيير وتحويل الطبيعة، أي أنه يدخل الإنسان والطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة ويستدعي تدخل نشاط الفكر والوعي ليتميز عن النشاط الحيوي الغريزي للحيوان وبذلك فهو ينضاف إلى قائمة الفاعليات الخاصة بالإنسان وحده كاللغة والعقل والفن… الإشكالية: هل أن العمل يشكل شقاءا وعذابا ونفيا لماهية الإنسان وعاملا من عوامل استلابه واغترابه عن ذاته؟ أم أنه على العكس من ذلك تحقيق لماهية الإنسان وعنصر من عناصر تحريره ؟وهل ان مايتيحه العمل من إمكانيات لتطويع الطبيعة وأنسنتها وتأمين الحاجات الحيوية يمكن أن يغطي على مساوئ الإستلاب والإكراه؟ الموقف و الحجة: تكاد الفلسفة عبر حقبة طويلة من تاريخها لا تتناول العمل إلا عرضا على نحو هامشي .وغالبا ما تناولته بنوع من الاحتقار والازدراء . بعض المذاهب الفلسفية اعتبرت العمل بالفعل متنافيا ومتعارضا مع ماهية الإنسان التي لا تكمن بحق إلا في التأمل والنظر العقلي بينما لا يتجه العمل إلا إلى إرواء رغبات الجسد معتمدا على مجرد المجهود الجسدي. ضمن هذا التصور، اعتبرت الفلسفة اليونانية أن العمل – خصوصا اليدوي منه – يعبر عن بؤس الإنسان لا نبله. وبمصطلحات أفلاطونية، فإن العمل يشد الإنسان إلى عالم الكهف والمادة كما يرتبط بالبعد الحيواني في الإنسان متمثلا في الجسد ورغباته. إن التأمل أو النظر العقلي لهو النشاط الوحيد الذي يسمو بالإنسان ويحقق ، في حين يرتبط العمل والإنتاج بالطبقة الدنيا، طبقة النحاس. هذا المنظور للعمل يجد مبرره في النظام العبودي، فإن العامل سيتحول من عبد إلى أجير “حر” في الرأسمالية، بيد أن قوة عمله ستصبح أيضا سلعة كباقي السلع خاضعة لقوانين السوق كالعرض والطلب والعقلنة والاستغلال الأمثل، مما يعني بالنسبة للعامل تنازلا عن بعض مقومات كرامته. ومن خلال تتبع الحيثيات الملموسة للعمل يتبين أن استلاب العامل يتخذ معنيين: حرمانه من ثمار عمله واغترابه عن ذاته أثناء عملية الإنتاج. إن العامل لم يكن يتقاضى في بداية الثورة الصناعية سوى ما يسمح له بالبقاء وتجديد قوة العمل، مما يعمق لديه الشعور بعقم ما يمثله هذا الكدح بالنسبة له هو نفسه مادام لا يمتع بالقيمة الحقيقية لقوة عمله. وقد لاحظ ماركس في هذا الصدد بأن العامل لا يهمه من الحرير الذي ينسجه والذهب الذي يستخرجه سوى الأجرة، فيتحول الذهب والحرير إلى كمية معينة من وسائل العيش وربما إلى وجبة عشاء أو قميص صوف لماذا يعمل إذن؟ لا شيء يربطه بالعمل في حد ذاته، يعمل لأنه مرغم على ذلك. يتمثل الاستلاب في هذا المستوى في شعور العامل بنوع من الاغتراب في عمله لأن هذا العمل يتخد شكل مهمة إجبارية بدون حوافز… ومع مرور الوقت يزداد العامل كراهية لعمله لما يمثله من قهر. لقد دفع البحث المتزايد عن المردودية بالرأسمالية إلى البحث عن عقلنة متزايدة للعمل وذلك بتجزيئه إلى حركات ومهام بسيطة يتخصص كل عامل في جزء منها لزيادة الفعالية، بيد أن العمل يغدو في الحالات القصوى مجرد حركات ميكانيكية رتيبة فاقدة للمعنى. إن الإستلاب يتجلى في هذه الحالة في فقدان العمل لمعناه واغتراب الإنسان عن ذاته أثناءه، بحكم رتابته وتقليصه للفاعلية الواعية التركيبية والنشاط الفكري للعامل، لكي يحصرها في حركات بسيطة متكررة. إنه شكل آخر من أشكال التشيئ. المناقشة: إن الماركسية التي أسهبت في كشف مظاهر هذا الاستلاب لا تربطه بطبيعة العمل أو بمنظور احتقاري له – كما في الفلسفة اليونانية – ، بل بأشكال العمل الخاصة بنمط الإنتاج الرأسمالي. أما العمل في حد ذاته، فهو نشاط إنساني بامتياز بل إنه الشرط الأول لكل حياة إنسانية .وليس تاريخ البشرية في الماركسية سوى تاريخ أنماط وعلاقات الإنتاج والتنظيمات الاجتماعية للعمل. ويعتبر تمجيد العمل على هذا النحو استمرارا لإعادة اعتبار بدأت مع عصر الأنوار وبعض حركات الإصلاح الديني كالبروتستانتية كما أوضح ذلك ماكس فيبر(حيث أصبح العمل دينيا وسيلة للتطهر والتقرب)، وتجسدت بوضوح في مؤلفات اقتصاديين أمثال آدم سميث الذي جعل العمل معيارا لكل قيمة تبادلية ومصدرا حقيقيا لثروة الأمم. إن هيجل يجعل العمل انبثاقا للإنسان عن طريق الوعي. بل إن العمل يلعب دورا حاسما حتى في جدلية العبد والسيد، يتمثل ذلك في كون العبد يغير الأشياء بواسطة العمل مكتشفا ذاته وإبداعيته في منتجاته وفي سيطرته على الطبيعة، ليصبح تدريجيا متحكما في حياة وحرية السيد. يتضح أن العمل لا يستهدف مجرد تغيير الطبيعة بل أنسنتها ومن ثم أنسنته الإنسان أيضا، وكما يقول إيمانويل مونييه فإن العمل يفعل فعله في الإنسان كما يفعله في المادة. فالإنسان ليس مجرد كائن مفكر – كما تصورت الفلسفة اليونانية – بل كائن مزدوج مفكر/ صانع أيضا: إنه ليس مجرد كائن مفكر لا يعوق نشاطه أي عائق وليس مجرد كائن بيولوجي غارق في الطبيعة ومنشغل بالتلبية المباشرة لحاجاته، إن العمل يقتضي النفاذ العسير للفكر داخل المادة. الرأي: يرى البعض أنه رغم كل ما يتضمنه العمل من أنسنة للطبيعة وللإنسان، فإنه يظل منطويا على عوامل استلاب و تشيئ كثيرة بالنسبة للعامل. يدعو فريدمان إلى العدول عن هذه الطوباوية التي تريد تجعل من العمل فرصة لتنمية الشخصية وسعادة الشخص. بالمقابل ينبغي اعتبار العمل – في ظل نظام الآلية الذي يوجه إليه اشد النقد – مجموعة مهام غريبة عن اهتمامات العامل، مهمة شاقة لمدة محدودة لا بد من توزيعها على أكبر عدد من الناس وكأنه خدمة اجتماعية يتعين على المرء أن يتحملها كمنتج من اجل أن يستمتع بها المستهلك، لأن العامل مستهلك كما هو منتج. لكن رغم ما يوجه إلى نظام الآلية في الصناعة من انتقاد، إلا انه لا يمكن إنكار مساهمة هذا النظام في تحرير الإنسان من كثير من الأعباء والأعمال الشاقة كالشحن والتفريغ والجر… كما ساهم في انتشار هائل للمواد الاستهلاكية وفي تحسن مستوى وظروف العيش حيث اصبح المستهلك يجد أمامه حلول وفيرة لتلبية حاجاته، وهذه الحلول تنعكس على حاجاته فتهذبها وتطورها، وكأن ازدياد معاناة الإنسان في العمل يوازي تخفيف هذه المعاناة في جوانب حياته الأخرى وكان ما يحمله العمل من استلاب هو ضريبة ضرورية للتمتع بما يحمله من تحرر.