2012-05-30, 16:16
|
رقم المشاركة : 15
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amial18
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك أخي
و الله يقطع القلب مش غير عليه عينا أكثر جسد كامل لا داء لا علة و تلقانا مقصرين
ربي يهدينا و يصلح احوالنا و الحمد لله
ربي يفرج هم كل مهموم و يشفي كل مريض
أخي في الله عندي سؤال لطالما حيرني هو خارج عن موضوعك لكن أتمنى أن تفيدني
جميعنا نعلم ان القرآن الكريم نزل على نبينا الكريم عليه الصلاة و السلام متفرقا، و الصحابة رضوان الله عليهم قامو بجمعه
سؤالي هو على أي اساس جمع القرآن على هذا الشكل ؟؟؟؟؟ فكلنا نعلم أن أول ما نزل من القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هي الآيات الأولى من سورة العلق، و أخر آية هي قوله تعالى" اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا"
صحيح هو اجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم ، لكن على أي أساس؟
شكرا لك أخي أتمنى أن لا أكون قد أزعجتك بسؤالي
و بارك الله فيك
|
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته..أما بعد..و فيكم بارك الرحمن أخية..استفسارك في محله وهو سؤال وجيه في نفس الوقت أما الاجابة عليه فهي كما يلي: أولا : الحكمة من عدم جمع القران على كتاب واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال العلماء في ذلك:
* أنه لم يوجد داع من جمعه في مصحف واحد كما على عهد الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
* أن القرآن نزل مفرقًا على فترات مختلفة، ولم ينزل بترتيب المصحف، ثم إن بعض الآيات نزلت ناسخة لما قبلها.
* ولو جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لكان وجب تغير المصاحف كلها كلما نزلت آية أو سورة.
ثانيا : كيفية جمع القرآن ونسخه.
جمع المصحف في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
أما جمع القرآن في مصحف واحد فقد تمت للمرة الأولى في عهد الخليفة أبى بكر الصديق رضى الله عنه بعد أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعام.
فبعد غزوة اليمامة التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنهما وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ.
فكلف أبو بكر الصحابى زيد بن ثابت لما رأى في زيد من الصفات التي تؤهله لمثل هذه الوظيفة ومنها كونه من حفاظ القرآن ومن كُتّابه فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد شهد زيد مع النبي العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته. ثم إن زيداً قد عُرف بذكائه وشدة ورعه وأمانته وكمال خلقه.
روى البخاري في صحيحه عن زيد أنه قال: أرسل إليَّ أبى بكر بعد مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر:
إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقُرّاء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت:كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صل الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر،فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال.
وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنهم أجمعين. رواه البخاري.
واتفق العلماء أن الصحابة كان لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه، قبل جمع أبي بكر رضى الله عنه لها، إلا أن هذه المصاحف كانت جهودًا فردية لم تنل ما ناله مصحف الصدٌيق من دقة البحث والتحري وبلوغه حد التواتر والإجماع من الصحابة.
ثم بدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة رضي الله عنهم جميعاً.
ثالثا : نسخ المصحف في عهد عثمان.
وبقي القرآن على ما هو عليه في عهد أبي بكر إلى عهد عثمان رضى الله عنهما إلا أن القرآن كان قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف (أي بسبعة لهجات) ليسهل على القبائل فهمه واستيعابه.
وفي خلافة عثمان بن عفان، رضى الله عنه رأى الصحابة أنه بعد الفتوحات الإسلامية ودخول غير العرب في الإسلام، بدأ أهل العراق والشام وبعض الأمصار بالاختلاف حول القراءة الصحيحة للقرآن فكان يُكفّر بعضهم بعضًا.
فقد كانت اللغة العربية تكتب بدون نقاط تميز الحروف، فمثلا حروف (ب ت ث ن) بدون النقاط لا يمكن تمييزها عن بعضها البعض وكذلك (ج ح خ) (د ذ) (ر ز) (س ش) (ص ض) (ط ظ) (ع غ) (ف ق). فقد كان العرب -بحكم أنها لغتهم- يمكنهم التفريق بينها من سياق الكلام في حين أن غير العرب الذين دخلوا الإسلام لا يمكنهم التفريق بينها كما يحسنه العرب، ومن هنا جاء الإختلاف.كذلك لم يكن هناك علامات للتشكيل لتمييز المرفوع عن المنصوب أو المجرور.
فقام عثمان رضى الله عنه بتشكيل لجنة من كَتَبَة الوحي أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسخ القرآن من تلك النسخة التي تم جمعها في عهد الخليفة أبى بكر رضى الله عنه والتي كانت موجودة في بيت (أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها) وأمرهم بعمل نسخ مدققة على أساس القراءة الثابتة والمتواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي قراءة أهل مكة.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن حُذيفة بن اليمان قَدِم عَلى عثمان رضى الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان رضى الله عنه : أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل إلى أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك،فأرسلت بها أم المؤمنين إلى عثمان رضى الله عنه، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف.
وقال عثمان رضى الله عنه للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان رضى الله عنه الصحف إلى أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق. (رواه البخاري).
وسمِّي هذا المصحف بمصحف عثمان أو المصحف الإمام، ولم يبق سوى هذا المصحف منذ عهده رضى الله عنه.
وهي النسخة التي تطبع حاليا بالرسم العثماني في كل أنحاء العالم الإسلامي..و الله أعلى و أعلم.
|
|
|